الانتخابات اللبنانية دخلت مرحلتها الحاسمة ومع بدء العد التنازلى استعد المرشحون والناخبون وايضا الاعلاميون كل على طريقته... وفي الطريق نحو يوم السابع من حزيران يمكن القول إن الساعات المقبلة هي ساعات اختبار لأعصاب المتنافسين ولقدرتهم على ضبط قواعدهم حتى لا يخرج التنافس الانتخابي عن حدوده المسموح بها قانونا في انتظار النتائج الرسمية التي ستكون وحدها الكفيلة بقطع حبل التكهنات والاستطلاعات والشائعات وحرق الأعصاب. القنوات تستعد لانتخابات اليوم الواحد: «للضرورة أحكام» شعار مشترك! رصدت جريدة السفير اللبنانية استعدادات القنوات التليفزيونية المختلفة لهذا اليوم ووصفته بأنه يوم حاشد في ست وعشرين دائرة من مختلف المناطق اللبنانية دفعة واحدة. فهي التجربة الأولى التي يخوضها الإعلام اللبناني لجهة الانتخابات في كل لبنان في يوم واحد في ظل إمكانيات محدودة لدى بعض القنوات المحلية. في حديث «السفير» مع القنوات اللبنانية، اتضح أن «للضرورة أحكاماً» تقضي بمشاركة زملاء من الأقسام الرياضية والبرامج المنوعة وغيرها في التغطية، وأكدت معظم القنوات انها قامت بتدريبهم تحضيراً لهذا اليوم. قناة «المنار»، تقول انها مستعدة للنقل المباشر من جميع الدوائر الانتخابية. وكما غيرها، ستركز على المناطق «الساخنة» ولكن لديها مخاوف تطال حرية تنقل مراسليها فى بعض الاماكن . ويبدو ان قناة «المستقبل» تحضر لمفاجأة تقنية مع استيراد معدات من خارج لبنان خاصة لهذه الانتخابات»، سنرسل 53 مراسلاً إلى جميع الدوائر». مشيراً إلى ان القناة «لم تواجه أي صعوبة لجهة التجهيزات التقنية أو البشرية ذلك اننا قناة إخبارية اصلاً». حوالى ثلاثين مراسلاً من قناة «أم تي في» يتوزعون بين المناطق الساخنة والأقل سخونة، معتمدين على تقنية البث المباشر التي تربط المناطق المجاورة بعضها ببعض، مما يسهل عملية البث ويجعلها أقل كلفة لا قلق من أي صعوبات تقنية لدى القناة غير «صعوبة إيصال الصورة بدقة وشفافية إلى المشاهد في ظل القوانين الصارمة التي وضعتها الهيئة الوطنية المشرفة على الانتخابات في هذا اليوم، فهي بذلك تحول الوسائل الاعلامية المرئية إلى مجرد ناقل صامت أما «تلفزيون لبنان»، وبرغم غيابه عن المنافسة مؤخراً، إلا انه يشهد جهوزية كاملة ولو أنه قد يستعين بغيره من القنوات في بعض الدوائر وقد ألغي كل الإجازات في هذا اليوم، وعيّن أربعين مراسلاً لينتشروا في جميع الدوائر، واستقدم بعضهم من خارج القناة لأن عملاً كهذا يحتاج إلى صحافيين اعتادوا على خوض العمل الميداني. أما القلق فيتمثل ب«التخوف من الوقوع في أخطاء تقنية أو حتى كلامية غير مقصودة من قبل مرشح ما أو منتخب. إذ من الصعب ضبط هذه العملية». الأمن انتشار واسع وإجراءات اهتمت جريدة المستقبل بالجانب الامنى للانتخابات وذكرت أن الجيش وضع في حالة استنفار شامل مع تركيز على بعض الدوائر الحساسة وكذلك شمول التدابير بعض المخيمات وخصوصا مخيمات صيدا، بهدف حفظ الامن ومنع انفلاته تحت أي طارئ، اضافة الى تسهيل انتخاب الفلسطينيين المجنسين. وقال مصدر عسكري لبناني ان الجيش اللبناني بدأ في الساعات الماضية عملية انتشار واسعة في كامل الاراضي اللبنانية، واتخذت قطعاته تدابير امنية مشددة لحفظ سلامة العملية الانتخابية ومنع الاخلال بالامن. وفي نفس السياق ذكرت الجريدة أن "تيار المستقبل" اختتم حملته الانتخابية بمهرجان شعبي حاشد في مركز "بيال" وسط بيروت حضره رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ومرشحو التيار وحلفاؤه في المناطق كافة، رسم خلاله رئيس التيار النائب سعد الحريري صورة المرحلة والموقف منها عشية الانتخابات النيابية إلى جميع اللبنانيين مؤكداً أن قرارهم هو "الميزان الوحيد لكل ما عرض عليهم من وعود وبرامج خلال الحملة الانتخابية وقال "هناك من يسعى الى تفريقنا على أساس الطائفة والمنطفة عبر الخطاب العالي ولكن هناك سرّاً عظيماً يجمعنا فوق الطوائف والمناطق وهو أعظم من كل الالوان . الحريري أضاف هناك من يريدكم ان تختاروا بالعنف وهؤلاء خاسرون حكما لأنهم لم يفهموا حقيقة لبنان وهناك من يدفعكم الى الاختيار بالشكل وأنا اقول لكم ليكن قراركم بالعمق وهناك من يريدكم ان تنتخبوا بالخوف وانا اقول لكم لا تنتخبوا بالخوف لانه يغلق قلوبنا وعقولنا مؤكداً ان "كل قرار لبناني ولبنانية سيحدد مصير لبنان. الكنيسة والانتخابات : وفي موقف شديد الأهمية كرر آباء الكنيسة المارونية في ختام مجمعهم السنوي الذي انعقد برئاسة البطريرك الماروني نصر الله صفير ما جاء في ندائهم الأخير لجهة الدعوة الى "اجراء انتخابات نيابية مسؤولة وشفافة" وجددوا "الدعوة لان يثبت هذا الاستحقاق الوطني الكبير الحرية والديموقراطية الحقة في لبنان وان يعمد المواطنون الى تغليب المصلحة العليا على اي مصلحة شخصية او فئوية او طائفية مناشدين اللبنانيين جميعا المحافظة على وطنهم الواحد والمتضامن وان يبعدوا عنه نار الفتنة والانقسام". لم تخل الصحف المصرية من الاهتمام بالانتخابات اللبنانية لكنها رصدتها من زاوية مختلفة فقد ذكرت جريدة المصري اليوم أن المرأة اللبنانية لم تعتد حتى الآن الوصول إلى المجلس النيابى إلا ب«ثياب الحداد» أو من خلال عباءة رجل، وذلك فى بلد يعتبر نفسه رائداًَ فى مجال حقوق المرأة فى المنطقة. وتكاد فرص الفوز بمقاعد فى البرلمان المكون من 128مقعداً تقتصر على 4مرشحات فقط هن ستريدا جعجع زوجة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وبهية الحريرى شقيقة رئيس الوزراء السابق رفيق الحريرى (من الأكثرية) وجيلبرت زوين ابنة النائب السابق من المعارضة موريس زوين. أما الرابعة فهى المرشحة الشابة نائلة تويني، ابنة النائب والصحفى جبران توينى الذى اغتيل فى 2006، والتى تدعم ترشيحها كذلك الأكثرية وهى تعد أصغر مرشحة للانتخابات البرلمانية اللبنانية، حيث أنها تبلغ من العمر 26 عاماً. أن عدد الناخبات من الإناث يفوق عدد الناخبين من الذكور وهو ما دفع «التيار الوطنى الحر» إلى استقطاب النساء وحثهن على التصويت من خلال إعلان يحمل شعار "كونى جميلة وانتخبى" وهو ما أثار ردود فعل متضاربة بين المجتمع النسائي ففى حين رأت بعض اللبنانيات أن الإعلان يمثل استخفافاً بالمرأة وتمييزاً بينها وبين الرجل اعتبرته أخريات لفتة مميزة تجاه فئة مؤثرة فى المجتمع اللبنانى . وترى الدكتورة أمان كبارة شعرانى رئيسة «المجلس النسائى اللبنانى» أن هذا الاهتمام بالناخبات من قبل الحملة «لا يقابله اهتمام مماثل بالمرأة المترشحة التى يقتصر دخولها البرلمان على اعتبارات وراثية»، موضحة أن حظوظ المرأة فى لعب أدوار سياسية مهمة متواضعة وأشارت فى هذا الصدد إلى أن المرأة اللبنانية لم تشغل قط أياً من مقاعد الرئاسيات ال3 الكبرى فى الدولة حتى الآن (وهى رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ورئاسة مجلس النواب) فضلا عن وجود صعوبات بالغة تواجهها فى دخول البرلمان معتمدة على نفسها ومؤهلاتها السياسية. إنه غالباً ما يرتبط اجتياز النساء لعتبات المجلس النيابى برجال أصحاب نفوذ فإما تنتخب المرأة بعد مقتل زوجها (مثل نهاد سعيد، نايلة معوض صولانج الجميل) أو سجنه (ستريدا جعجع) أو تفوز بسبب تبنى أحد الأحزاب الكبرى لترشيحها (مثل بهية الحريرى وغنوة جلول).