«يا للعار! فاروق حسني مديراً عاماً لمنظمة اليونسكو»؟ من يصدق ذلك؟ من تجرأ على هذا المنصب؟ من سمح بهذه الخطيئة المميتة؟ على العالم أن يتعجل لمنع هذه «النازية العربية» القادمة إلى الترشح، لترأس المنظمة الثقافية الأولى في العالم. كانت هذه افتتاحية عمود في جريدة «لوموند» الفرنسية بتوقيع ثلاثة من الكتاب الفرنسيين الذين يدينون، عقليا وثقافيا وسياسيا وإعلاميا، بالصهيونية، رغم كونهم «من الفلاسفة الجدد». وجاء في المقال التحريضي الذى نشرت مقتطفات منه جريدة السفير اللبنانية ما يلي : «من القائل في نيسان العام 2001 ان اسرائيل لم تساهم أبدا في الحضارة في أي وقت كان لأنها لم تفعل سوى اغتصاب ما ليس لها». ومن قال: «الثقافة الإسرائيلية ثقافة لا إنسانية، إنها ثقافة عدوانية، عنصرية، مدعية، تأسست على مبدأ بسيط: سرقة ما ليس لها وادعاء ملكية ما سرقته في ما بعد». ويضيف الثلاثة في المقالة: «من أعلن في العام 1997 بأنه كان العدو اللدود لكل محاولات التطبيع بين بلده وإسرائيل» و«من صرح «لروز اليوسف» ان التسلل اليهودي في وسائل الإعلام الدولية هو لِبثّ أكاذيبهم الجهنمية؟»، ثم من قال «أحرقوا هذه الكتب (اليهودية)، واذا كانت موجودة، فأنا سأقوم بحرقها»؟ لائحة اتهام، ليس فيها من العنصرية نزراً، ولكن فيها ما يقال عن إسرائيل. ولكن، من ينتقد إسرائيل، فهو عنصري ولا سامي. لائحة اتهام، قد تناسب أن يعلق على صدر قائلها، وسام وطني، من أكثر العرب. لما فيها من وصف دقيق، وان كان وصفاً مقصراً. سارع فاروق حسني إلى رد التهم. تبرأ من أقوال كثيرة نسبت إليه، واعتبر «حرق الكتب» نزوة انفعالية، ثم قدّم ديباجة سيرة ذاتية، تنظف سجله من أي... شائبة تزعج اسرائيل. لماذا لم ينصح أحد فاروق حسني، بأن تعرية سيرته من مواقفه السابقة، لن تعطيه براءة إسرائيلية. ولن تمنحه صك غفران. هو مرفوض لأنه عربي. تماما كما رفض بطرس غالي، وكما سيرفض أي متعامل، أكان في قمة الخدمة أم في غاية الإفراط. لقد لجأت الصهيونية الفكرية المتفشية في أوروبا، الى دق النفير ضد فاروق حسني. فيما سكتت عن فاشية ليبرمان، واستقبلته بالترحيب. لم تخلو الصحافة المصرية من التساؤل عن قيمة هذه اليونسكو الجبارة التى تضطر الإنسان لأن يتنازل هذه التنازلات التى تراها الكاتبة لميس جابر بالمصرى اليوم مخجلة! وتوجه الكاتبة رسالة للوزير مفادها أن هذه الدولة ليست دولة سلام حتى تتقدم لها بعبارات السلام، بل هى دولة قامت على أكتاف عصابات إرهابية، صار زعماؤها رؤساء لحكومات إسرائيلية متعاقبة.. هذه الدولة تقدس رموزها من السفاحين القتلة شاربى الدماء.. هذا الكيان الشاذ لا يملك ثقافة ولا تاريخًا، ولا تراثًا، وكل أساطير اليهود مسروقة من كل حضارات الشرق الأوسط.. من المصرية القديمة والسومرية والبابلية والكنعانية والآشورية والعربية.. تعتذر لهم بأنك لست عنصريًا، وهم آباء العنصرية وصانعوها وكل دماء البشر محللة لهم، ودماؤهم فقط هى المقدسة.. وهذا الآخر الذى حزنت ندمًا على إنكاره ينكرك وينكر كل حقوق الإنسان فى العالم، ما عدا حقوق اليهود وهؤلاء الذين تعذب ضميرك لمدة عام كامل على جرح مشاعرهم، رأيناهم وهم يهشمون عظام الشباب الفلسطينى بالأحجار، وهم يسحلون الأطفال ويقتلونهم وهم فى حضن أمهاتهم.. تنفى عن نفسك تهمة التصميم فى الخطأ، وتعتذر عن زلة اللسان لمن يقابلون حجر طفل صغير بفوهة الدبابة.. تزايد فرص مرشح مصر في الفوز برئاسة اليونسكو وعلى المستوى الرسمى نشرت جريدة الاهرام تأكيد وزير الخارجية أحمد أبوالغيط ان وزير الثقافة فاروق حسني لا يزال يحظي بالدعم الاوروبي والعربي والافريقي والاسلامي للحصول علي منصب مدير عام منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو". مضيفاً ان هناك تأييداً متزايداً يشبه كرة الثلج التي تتقدم ونأمل ان يوفق فاروق حسني في الحصول علي المنصب في نهاية المطاف. كما أكد دبلوماسيون وخبراء في منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة »اليونسكو« ان وزير الثقافة فاروق حسني هو المرشح الاقوي للفوز بسباق رئاسة المنظمة مع اغلاق باب تلقي طلبات الترشيح للمنصب غدا الاحد.