كانت قرية الحبانية السياحية في يوم من الأيام ملاذا للمحبين في غرب العراق ولكنها تحولت لمخيم لللاجئين خلال أشد المعارك ضراروة منذ سقوط بغداد. ويأمل عمرو الدليمي مدير هذه القرية السياحية المنهارة ان يتم تحويلها إلى جنة للرومانسية مرة أخرى. يدير الدليمي هذه القرية السياحية المنهارة والتي كانت وجهة مفضلة لقضاء شهر العسل للمتزوجين حديثا من العراقيين.وبعد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003 أصبحت تقع قرب معقل للقاعدة ومركزا لتمرد سني دموي. ولكن مع تحسن الوضع الأمني ببطء في الأنبار، يعتزم مستثمرون محتملون زيارة الحبانية هذا الشهر لاتخاذ قرار حول ما اذا كانت القرية التي يتذكرها كل عراقي تقريبا باعتبارها مكان العشق والحب ووجهة النزهات الأسرية الجميلة يمكن أن تعود مجددا. وقال علاء ناجي وهو يعمل ميكانيكيا وتزوج في القرية عام 1999 "كانت جميلة. كنت أمشي أنا وزوجتي إلى جوار البحيرة. أنا حزين جدا لما آلت إليه حاليا." وأضاف "السياحة مهمة لأن كل ما شهدناه هو القتل والأخبار السيئة. نحن في حاجة إلى مكان يمكن الاسترخاء فيه." أقيمت القرية السياحية عام 1979 وهي مطلة على بحيرة الحبانية في محافظة الأنبار التي كانت معقلا للقاعدة وتقع قرب مدينة الفلوجة التي شهدت بعضا من أسوأ المعارك بين المسلحين والقوات الأمريكية والعراقية. وقال الدليمي "أؤكد لك أن الناس عاشوا في جحيم خلال السنوات الخمس الماضية، وهم الان يبحثون عن الترفيه.أشعر حقا بالحزن عندما أتحدث إلى مسؤولين ويقولون ان الوقت الحالي ليس مناسبا للسياحة." ولكن الدليمي بوسعه أن يجد معينا في مسعاه، اذ يقول الجيش الأمريكي ان هذا المنتجع يمكن أن يوفر فرص عمل ويحد من الدعم الذي تلقاه القاعدة بين سكان المنطقة من الفقراء السنة. وعلى الرغم من تراجع العنف، فان الدليمي سيكافح لاستمالة الكثير من العراقيين خاصة من الشيعة نظرا لأنهم سيشعرون بخوف شديد يحول دون زيارتهم للمعقل السابق للقاعدة.وأسفر العنف الطائفي بين السنة والشيعة عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى منذ عام 2006. كما أن نقاط التفتيش الأمنية والقوافل العسكرية والهجمات التي يشنها المسلحون تجعل من التنقل في أنحاء العراق صعبا وخطيرا. ويحاول الكابتن ليروي بتلر وهو عضو في الفريق الأمريكي المسؤول عن الأمن في الحبانية والمنطقة المحيطة أن يساعد في عودة اللاجئين إلى منازلهم وبدأ فريقه مشاريع صغيرة لتشغيل بعض من العاملين من القرية السياحية. كما أنهم يحاولون جعل كبار المسؤولين يدعمون اعادة اعمار الحبانية لاستخدامها كمركز للمؤتمرات في البداية.ولكن على الرغم من وعود من المسؤولين بالدعم لم يسنح الحظ لبتلر حتى الآن للحصول على المال اللازم للمشروع. وقدر بتلر أن المشروع يمكن أن يكلف ما يصل إلى 80 مليون دولار لاصلاح المكان بشكل أساسي والذي فاز بجائزة أفضل مكان سياحي في الشرق الاوسط في الثمانينات. (رويترز)