قررت محكمة جنايات القاهرة فى جلستها المنعقدة السبت تأجيل نظر محاكمة المتهمين فى قضية عصابة الإتجار بالبشر ببيع وشراء الأطفال حديثى الولادة, والبالغ عددهم 11 متهما, من بينهم 8 محبوسين, و3 هاربين لجلسة الأحد لاستمرار سماع ومناقشة باقى شهود الإثبات, مع استمرار حبس المتهمين. واستمعت المحكمة لقرابة 4 ساعات لشاهد الإثبات الأول فى القضية, العميد جمال على محمود عبدالعال, المفتش بالإدارة العامة للمباحث الجنائية بمصلحة الأمن العام. وأشار العميد جمال إلى أن التحريات أكدت أن كلا من المتهمين مريم راغب مشرقى (مشرفة بجمعية بيت طوبيا للخدمات الاجتماعية), وجورج سعد لويس غالى (طبيب نساء وتوليد بالمستشفى القبطى), جميل خليل بخيت جاد الله (أمين صندوق بالجمعية المذكورة, وموظف ببنك مصر), يكونون فيما بينهم جماعة إجرامية منظمة عابرة للحدود الوطنية تقوم بالإتجار فى الأطفال حديثى الولادة مستغلين فى ذلك حاجة الأسر التى لا يمكنها الإنجاب بغرض الحصول على منافع مادية من وراء ذلك. وقال العميد جمال على محمود عبدالعال إن التحريات توصلت أيضا إلى أن كلا من المتهمين مريم راغب وجميل خليل يقومان باستغلال مكان عملهما بجمعية بيت طوبيا للخدمات الاجتماعية فى نشاطهما الإجرامى. وأضاف أن التحريات أسفرت عن أن المتهمة ايريس نبيل متزوجة من المتهم الأمريكى الجنسية لويس كونستنتين منذ 12 عاما تقريبا, وتقيم بصحبته بالولايات المتحدةالأمريكية, ونظرا لعدم إنجابهما ورغبتهما فى التبنى وعدم تمكنهما من تحقيق ذلك بالولايات المتحدة, لجأت ايريس للمتهم جميل خليل الذى استغل عمله كأمين صندوق بجمعية بيت طوبيا للخدمات الاجتماعية فسهل لها الاتصال بالمتهمة مريم راغب مشرفة الجمعية المذكورة, والتى اتفقت معها وزوجها على بيع طفلين حديثة الولادة لهما بقصد التبنى. وتابع الشاهد "إن المتهمة ايريس وزوجها لويس اتفقا مع المتهمة مريم راغب على إحضار الطفلين مقابل مبلغ نقدى قدرته المتهمة مريم فى البداية ب`30 ألف جنيه, ووصل فيما بعد إلى 26 ألف جنيه, تسلمها جميل منهما وقام بإيصالها إلى المتهمة مريم راغب .. مشيرا إلى قيام الأخيرة بالاتفاق مع المتهم جورج سعد على إحضار الطفلين مقابل مبلغ نقدى من خلال إجرائه عمليات توليد للسيدات الحاملات سفاحا. وقال العميد جمال على إن الطبيب المتهم أحضر للمتهمة مريم راغب طفلين وحرر إخطار الولادة الخاص بهما, والذى أثبت فيه قيامه بتوليد المتهمة ايريس وأنها وضعت هذين الطفلين (فيكتوريا وألكسندر), وقامت المتهمة مريم بإيوائهما بالجمعية محل عملها واتصلت هاتفيا بالمتهمة ايريس وأبلغتها بتدبير الطفلين (ذكر وأنثى), فحضرت الأخيرة وزوجها لويس إلى مصر لإتمام عملية الشراء واستلام الطفلين مقابل المبلغ النقدى المتفق عليه. وقال العميد جمال على محمود عبدالعال إن المتهمين ايريس وزوجها لويس قابلا المتهم جميل خليل الذى اصطحبهما لمقابلة المتهمة مريم بالجمعية محل عملها لرؤية الطفلين فأتما عملية الشراء واستلام الطفلين مقابل المبلغ النقدى المتفق عليه, ثم توجها بصحبة المتهم جميل خليل إلى مكتب صحة زهراء عين شمس واستخرجوا شهادتى ميلاد للطفلين فيكتوريا وألكسندر ثابت بها بنوتهما للمتهمين ايريس وزوجها. وأشار إلى أن المتهمين ايريس ولويس استخدما شهادتى الميلاد فى استخراج جوازى سفر للطفلين وتوجها عقب ذلك إلى السفارة الأمريكية للحصول على تأشيرة للطفلين للعودة بهما إلى أمريكا, إلا أن السفارة رفضت وطلبت منهما تقديم إخطار الولادة الخاص بالطفلين وتحديد الطبيب الذى قام بتوليدها داخل البلاد وتاريخ الولادة ومكانها لمنحهما جوازى سفر بصفتهما يحملان الجنسية الأمريكية, فقدم المتهمان إخطارا مزورا بمعرفة المتهم أشرف حسن مصطفى, وبمراجعة المسئولين بالسفارة للأوراق تبين أن تاريخ ميلاد الطفلين هو 31 أكتوبر 2008 رغم وصول والديهما المتهمين بتاريخ 27 أكتوبر للبلاد أى قبل ولادتهما بأربعة أيام, مما دعا للتشكك فى الأمر. كان النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود قد سبق وأن أعلن قرار الاتهام بحق المتهمين والذى جاء فيه أن المتهمين باعوا وسهلوا بيع وشراء 4 أطفال حديثى الولادة, بغرض التبنى المحظور قانونا فى مصر, وكذا التزوير فى محررات رسمية وعرفية عبارة عن إخطارات ولادة وشهادات ميلاد وسجلات قيد مواليد وجوازات سفر, واستعمالها فى إثبات بنوة هؤلاء الأطفال على خلاف الحقيقة لغير آبائهم وأمهاتهم واستخراج شهادات ميلاد وجوازات سفر مزورة ومحاولة تسفيرهم خارج البلاد. والمتهمون فى القضية هم: مريم راغب مشرقى رزق الله (محبوسة) - جورج سعد لويس غالى (محبوس) - جميل خليل بخيت جادالله (محبوس) - ايريس نبيل عبدالمسيح بطرس (محبوسة) - لويس كونستنتين أندراوس (محبوس) - رأفت عطاالله (هارب) - سوزان جين هاجلوف (محبوسة) - مدحت متياس بسادة يوسف (محبوس) - جوزفين القس متى جرجس (هاربة) - عاطف رشدى أمين حنا (هارب) - أشرف حسن مصطفى مصطفى (محبوس). /أ ش أ/