ادانة هجمات المتمردين تبادل السودان وتشاد الاتهامات الجمعة بمساعدة متمردين مصممين على الاطاحة بالحكومة في البلد الاخر مع تزايد المخاوف من ان اتفاقا جديدا للسلام وقعته الخرطوم ونجامينا يمكن ان ينهار. وكان البلدان قد وقعا اتفاقا في الدوحة هذا الاسبوع اتفقا فيه على تطبيع العلاقات ورفض أي دعم لجماعات المتمردين المعادية للطرف الاخر. وبعد ايام، تبادل البلدان الاتهامات بنكث التعهدات مع اشتداد القتال بين القوات الحكومية والمتمردين في شرق تشاد. وقال سفير تشاد لدى الاممالمتحدة أحمد علام مي في اجتماع خاص لمجلس الامن التابع للامم المتحدة ان بلاده تعرضت لتضليل من جانب الخرطوم لكي تعتقد أن جارها لن يدعم المتمردين المصممين على الاطاحة بحكومته. وقال انه وصل للتو من الدوحة وانه كان مرة اخرى ساذجا بما يكفي لكي يأمل في ان يكون النظام في الخرطوم قرر وضع نهاية لهجماته على تشاد ولمحاولات التخريب أو عرقلة سياستها لتعزيز حكم القانون والديمقراطية. وقال علام مي ان هذا الامر حدث من قبل. وقال لمجلس الامن- المكون من 15 دولة- انه حتى قبل ان يجف المداد، تعرضت تشاد للهجوم من قوات قادمة من السودان. وقالت تشاد الخميس ان قواتها أوقفت محاولة المتمردين للتقدم نحو العاصمة نجامينا بعد معركة شرسة في الشرق قتل فيها 125 من قوات المتمردين. ورفض السفير السوداني عبد المحمود عبد الحليم المزاعم بدعم المتمردين التشاديين.. قائلا ان هذه الهجمات هي مشكلة داخلية ليس للخرطوم علاقة بها. وقال انه ليس لبلاده علاقة بذلك، وان هذه المشكلة تشادية ويجب التعامل معها داخل تشاد بواسطة التشاديين. وعبر عبد الحليم مجددا عن اعتقاد الخرطوم بأن نجامينا تدعم المتمردين في اقليم دارفور بغرب السودان الذين هاجموا العاصمة السودانية يوم 11 مايو/ايار عام 2008 . ويتهم السودان منذ فترة طويلة تشاد بمساعدة المتمردين في دارفور الذين يحاربون حكومة الخرطوم منذ عام 2003 . وأدانت المحكمة الجنائية الدولية الرئيس السوداني عمر حسن البشير بارتكاب جرائم ضد الانسانية في دارفور. وأشار عبد الحليم أيضا الى رسالة علام مي التي ارسلها الى مجلس الامن يطالب فيها بعقد اجتماع طاريء لبحث الهجوم الذي ارتكبه السودان ضد تشاد. 250 قتيلا حصيلة القتال بتشاد وقد اسفرت معارك عنيفة الخميس والجمعة في شرق تشاد بين المتمردين التشاديين الاتين من السودان والقوات الحكومية عن نحو 250 قتيلا، فيما توالت في الخارج الادانات لهذا الهجوم. وبحسب "حصيلة لا تزال غير نهائية" اوردها المتحدث باسم الحكومة التشادية محمد حسين خلال مؤتمر صحفي الجمعة؛ فان 247 شخصا قتلوا بينهم 225 قتيلا في صفوف المتمردين، و22 في صفوف الجيش الوطني التشادي. ويؤكد المتمردون الذين دخلوا شرق التشاد في الرابع من ايار/مايو قادمين من السودان المجاورة، ان "هدفهم الاخير" هو العاصمة نجامينا التي سبق ان دخلها في شباط/فبراير 2008 ائتلاف سابق من المتمردين كاد يطيح بالرئيس ادريس ديبي. واكد السفير التشادي احمد علمي ان الخرطوم "جهزت ودربت قوة في قاعدة قبلية لهدف وحيد هو الاطاحة بحكومة تشاد الشرعية". ادانة هجمات المتمردين وخلال الساعات الاخيرة، دانت الولاياتالمتحدة وفرنسا والاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي هجوم المتمردين. ودان مجلس السلم والامن في الاتحاد الافريقي كل "اعمال زعزعة الاستقرار"، فيما دعا الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا المتمردين الى "نبذ العنف بشكل نهائي" والتفاوض مع نجامينا. واعلنت واشنطن الخميس دعمها "لامن التشاد واستقرارها ووحدة وسلامة اراضيها" داعية المتمردين الى "وضع حد لكل عملياتهم الهجومية" و"التفاوض مع نجامينا". كذلك اعربت باريس عن "قلقها لهذا الانتهاك لوحدة اراضي التشاد وسيادتها" من قبل تشاديين "مدعومين" من السودان، ما يشكل بنظر باريس "انتهاكا للاتفاقات" الموقعة بين البلدين الجارين، وفي طليعتها الاتفاق الموقع في الرابع من ايار/مايو في قطر. من جهتها، دعت منظمة العفو الدولية الجمعة الى "انتشار كامل لقوة الاممالمتحدة في تشاد على ان تتزود امكانات ملائمة". (رويترز) ، (ا ف ب)