أقر عميل كامن مزعوم لتنظيم القاعدة محتجز في حبس انفرادي في قاعدة للبحرية الامريكية منذ ستة اعوام بأنه مذنب في المحكمة بتهمة مؤامرة إرهابية. وقد يواجه المتهم علي المري وعمره 43 عاما ويحمل الجنسية المزدوجة لدولتي قطر والسعودية حكما بسجنه مدة تصل الى 15 عاما ويبت قاضي المحكمة الجزئية الامريكية مايكل ميم في أمر احتساب الفترة التي قضاها المري في السجن عند اصدار الحكم يوم 30 يوليو تموز. وأقر المري بتهمة التآمر لتقديم دعم مادي للقاعدة. وستسقط تهمة ثانية بتقديم دعم مادي للارهاب استنادا الى اتفاق أبرم مع الادعاء قبل دقائق فقط من جلسة الخميس. وقال أندرو سافيدج محامي المري "كانت الحكومة تود لو نظرت المحكمة في الاتهام لكنني أعتقد أن هذه هي الخطوة الصحيحة للجميع." وقال ايريك هولدر وزير العدل الامريكي "بدون شك هذه القضية تذكير مقيت بجدية الخطر الذي لا نزال نواجهه كأمة...لكنها تعكس أيضا ما يمكننا تحقيقه عندما نؤمن بعدالة نظامنا الجنائي." وقالت السلطات الامريكية ان المري أجرى أول اتصالات له مع القاعدة عام 1998 وتلقى تدريبات عام 2001 في معسكرات التدريب العسكرية التابعة للقاعدة في باكستان. وهناك التقى المري مع خالد شيخ محمد المتهم بأنه العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول عام 2001 والذي أرشده للقاء مصطفى الحوساوي الذي يشتبه بأنه ممول الهجمات. وأضافت السلطات الامريكية أن الحوساوي أعطى المري مبلغ عشرة الاف دولار. وقالت وزارة العدل الامريكية ان المري اتصل بالبريد الاليكتروني بطريقة مشفرة بشيخ محمد الذي كان يشير اليه باسم (موك) بينما كان يطلق على نفسه اسم (عبدو) وقدم تقارير حول التقدم الذي تحرزه جهوده لدخول الولاياتالمتحدة. ودخل المري وعائلته بتأشيرة طلابية الولاياتالمتحدة في العاشر من سبتمبر أيلول عام 2001 وذهب الى بيوريا حيث كان يدرس من قبل في جامعة برادلي. وقال مدعون انه لم يكن منتظما في الدراسة وانه استخدم جهاز الكمبيوتر الشخصي المحمول الخاص به في اجراء بحث حول مركبات السيانيد وحمض الكبريتيك لتركيب غاز قاتل. وأضافوا أنه جمع أيضا معلومات عن السدود والانفاق في الولاياتالمتحدة باستخدام برنامج كمبيوتر يسمح للمستخدم باجراء بحث على المواقع الالكترونية دون أن يكشف عن هويته. وقال سافيدج محامي المري ان موكله "سيتعهد وبشكل واضح بأنه لن يتورط أبدا في أي أعمال عنف من شأنها أن تلحق الاذى بالابرياء." وتقول السلطات الامريكية ان المري خطط لشن هجمات كيميائية وبيولوجية واختراق أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالنظام المالي الامريكي بعد هجمات 11 سبتمبر. وقال أرثر كامينجز من ادارة الامن القومي التابعة لمكتب التحقيقات الاتحادي "علي المري كان ناشطا كامنا للقاعدة يعمل على الاراضي الامريكية ويتلقى توجيها من المخطط الرئيسي لهجمات سبتمبر. أجرى المري أبحاثا حول استخدام الاسلحة الكيميائية والاهداف المحتملة وأقصى عدد من الضحايا يمكن احداثه." وقال مدعون ان المري جمع معلومات حول كيفية اختراق أنظمة الكمبيوتر التي تتمتع بالحماية وحصل على أرقام بطاقات ائتمان مسروقة ورخص قيادة. وكان المري قد اعتقل في بيوريا في ديسمبر كانون الاول 2001 بصفته شاهدا ماديا في تحقيقات ولاية نيويورك حول هجمات سبتمبر. وأعيد المري بعد ذلك الى بيوريا واتهم بتزوير بطاقات ائتمان والكذب أمام مكتب التحقيقات الاتحادي. لكن الاتهامات الموجهة اليه أسقطت عام 2003 . وبعدها أعلن الرئيس الامريكي حينئذ جورج بوش أن المري "مقاتل معاد" وأرسله الى سجن تابع للبحرية الامريكية بولاية ساوث كارولاينا. واحتجز في السجن العسكري دون أن توجه اليه اتهامات وفي عزلة شديدة قرابة ست سنوات. وبعد المراجعة التي أمر بها الرئيس الامريكي باراك أوباما حولت قضية المري الى النظام القضائي الامريكي ووجهت اليه اتهامات تتعلق بالارهاب في ولاية ايلينوي في فبراير شباط. وقال بعض خبراء القضاء ان قضية المري أظهرت الطريقة التي تنوي الادارة الامريكيةالجديدة أن تتبعها للتعامل مع أكثر من 200 نزيل في معتقل خليج جوانتانامو بكوبا اذا أغلقته كما هو مقرر. (رويترز)