تسعى أكبر منظمة اسلامية في العالم الى اعادة تقديم نفسها هذا الاسبوع على انها منتدى لتسوية الصراعات سلميا واعادة توزيع الثروات على أفقر دول العالم، وذلك لمواجهة الخوف من الاسلام "فوبيا الاسلام" في الغرب. وتسعى منظمة المؤتمر الاسلامي (57 دولة) في اجتماع القمة الذي يعقد في السنغال يومي الخميس والجمعة الى الاتفاق على ميثاق حديث يعطيها دورا أكثر نشاطا ونفوذا باعتبارها صوت الاسلام في العالم. ويجتمع زعماء منظمة المؤتمر الاسلامي في دكار في وقت مازالت فيه الشكوك مرتفعة في الغرب بشأن العالم الاسلامي الذي مازالت تلصق به هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 التي شنها تنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن باسم الاسلام المتشدد. ودعا الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلو الى تنسيق الجهود في المنظمة للترويج لحوار واحترام متبادل مع العالم غير المسلم لمكافحة الكراهية والتعصب الاعمى. وقال لاجتماع وزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامي في دكار "مكافحة الخوف من الاسلام هو واحد من أكبر التحديات التي يواجهها وسيستمر في مواجهتها العالم الاسلامي." ولم يتمكن العالم الاسلامي من التحرك كقوة موحدة متماسكة نظرا لانتشار شعوبه في الشرق الاوسط وافريقيا واسيا واختلافات العرق واللغة والتاريخ بل والالتزام الديني. وتضم منظمة المؤتمر الاسلامي بعضا من أغنى دول العالم مثل السعودية والكويت وقطر وأكثرها فقرا مثل غينيا بيساو والنيجر وبوركينا فاسو التي تحتل قاع تصنيف الاممالمتحدة للدول النامية. وتريد السنغال التي تستضيف ثاني قمة لمنظمة المؤتمر الاسلامي في 17 عاما من الامة الاسلامية ان تعزز امتدادها الجغرافي ومواردها الهائلة حتى يمكن ان تتحرك بكامل ثقلها في الساحة العالمية وان تساعد الدول الفقيرة ومعظمها في افريقيا. وقال عبد الله واد رئيس السنغال وهي الدولة المضيفة لرويترز قبل القمة التي ستعقد يومي 13 و14 مارس اذار في دكار "منظمة المؤتمر الاسلامي موجودة منذ 30 عاما لكنها مازالت تحاول العثور على نفسها." وتم تجميل شوارع وميادين العاصمة السنغالية استعدادا للقمة الاسلامية. ويعتقد الزعيم السنغالي ان المنظمة يمكنها بذل مزيد من الجهود لدعم المساعدات والتجارة والاستثمار. وقال واد "اريد ان اقترح ان تصبح هذه القمة الاساس لمعركة قوية وفعالة ضد الفقر."، وأضاف "أعتقد اننا يمكننا جمع مبالغ أكبر بكثير من هذا." وتم تقديم تعهدات بمبلغ 2.6 مليار دولار فقط للصندوق حتى الان وفقا لارقام البنك الاسلامي للتنمية. ويحث واد المنظمة الاسلامية على القيام بدور أكثر حسما وفاعلية في حل الصراعات التي تؤثر على اعضائها سواء في اقليم دارفور بالسودان أو الصراع المستمر بين اسرائيل والفلسطينيين. وبينما تقدم الدول الغنية مثل السعودية والكويت وابوظبي التمويل لصندوق التضامن الاسلامي من اجل التنمية قامت السنغال ببناء شبكة جديدة من الطرق التي تربط وسط المدينة بالمطار، لكن عددا كبيرا من رؤساء الدول الاعضاء في المنظمة لن يشارك في القمة ومن بينهم الزعيم الليبي معمر القذافي والرئيس الباكستاني برويز مشرف. (رويترز)