أحيت تقنية متطورة جديدة الأمل في علاج العقم لأزواج طالما حلموا في إنجاب أطفال من دون اللجوء الى زراعة أطفال الأنابيب إما لارتفاع تكاليفها المالية المرهقة أو بسبب المحاولات المتكررة للإخصاب التي منيت بالفشل واستنفدت مدخراتهم وأعيتهم من دون جدوى. وبناء على التقنية الجديدة التي طورها رئيس قسم النسائية والتوليد في المستشفى الإسلامي الدكتور ياسر خليفة فإن اختصاصيي النسائية والتوليد وعلاج العقم في المملكة قد يستغنون عن علاج أدخل الى الأردن منذ ثمانينيات القرن الماضي وهو "أطفال الأنابيب" الذي يستخدم كميات كبيرة من أدوية منشطة لمبيض المرأة. وتركز التقنية الجديدة والتي سميت ب (SFTI) على عدم إعطاء الزوجة أي أدوية منشطة للمبيض بنفس الكمية التي تعطى لعلاج أطفال الأنابيب، فضلا عن أنها تعتمد على الفسيولوجيا الطبيعية للإباضة والتقاط البويضة بواسطة قناة فالوب. بحسب ما أفاد به الدكتور خليفة. وقدم الدكتور خليفة شرحا موسعا حول عمل هذه التقنية التي تعتمد على حقن السائل المنوي للزوج بعد تحضيره وتنشيطه وإجراء فصل الحيوانات المنوية الذكرية من الأنثوية بحسب المعايير الشرعية بواسطة منظار داخل الرحم, حيث تتم قسطرة قناة فالوب التى ستستقبل البويضات من المبيض المنشط ومن ثم حقنها بالسائل المنوي المحضر. وأوضح بأن عملية الحقن تتم قبيل نزول البويضات من المبيض، بحيث يكون تركيز السائل المنوي في قناة فالوب عاليا جدا, ويتم تلقيح البويضات طبيعيا، كما هو الحال في الحمل الطبيعي بحسب الدكتور خليفة وتتشابه هذه التقنية من حيث المبدأ مع إجراء علاج أطفال الأنابيب والمعروف ب (GIFT) حيث يتم تجميع البويضات بالطريقة التقليدية عن طريق المهبل بواسطة جهاز الألتراساوند (US) ومن ثم إجراء منظار للبطن تحت التخدير العام وإرجاع ثلاث بويضات غير ملقحة ممزوجة بالسائل المنوي داخل قناة فالوب. وأكد الدكتور خليفة في تصريحات صحافية أمس "أن بعض الحالات الطبية النادرة لن تتمكن من استخدام هذه التقنية الجديدة مما يدفع الاطباء الى اللجوء لعلاج أطفال الأنابيب بيد انها تمكن الأزواج من معرفة جنس طفلهم بدقة وبنجاح". وبالنسبهة للتكلفة المالية أكد خليفة وهو مستشار أول أطفال الأنابيب وجراحة المنظار النسائية أنها "لا تتعدى ربع كلفة تقنية أطفال الأنابيب حاليا، لافتا الى أن الأردن يواكب التطورات العملية ويحاول ضمن إمكاناته أن يطور ويخترع تقنيات حديثة وبما يتلاءم وطبيعة مجتمعنا الإسلامي.