ست سنوات انقضت على احتلال عاصمة الرشيد من قبل أمريكا وبريطانيا وغيرهما من الدول الملحقة بالغزو الذي بدأ في النصف الثاني من مارس 2003 تحت دعاوى وشعارات سرعان ما انكشف زيفها. ست سنوات وبغداد بخاصة، والعراق بعامة، تحت الكابوس، كابوس القتل والتدمير، كابوس الفتن والتهجير، كابوس مخاطر التقسيم والتفتيت، كابوس فوضى صنعها الاحتلال مباشرة أو بأدوات تخدم بقاءه. وتستعرض جريدة الخليج الإماراتية الوضع في العراق قائلة: عاصمة الرشيد تحت الاحتلال. بلاد الرافدين تحت الاحتلال. وببقاء الاحتلال تبقى كوارثه، والتمديد له حتى نهاية 2011 يعني التمديد لفوضاه، ويعني استمرار أشباح الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية، والتفجيرات المشبوهة، وتعطيل بناء الدولة الفعلية بمقوماتها الفعلية أيضاً. العراق الموعود، عراق الحرية والديمقراطية، عراق الأمن والأمان، عراق الاستقرار والتنمية، ما زال في “خبر كان”، كما يقال، لأن هذه كلها لا يمكن أن تحضر والاحتلال جاثم على الصدور. والقائم حتى الآن عراق التفجيرات، عراق المعتقلات، من دون نسيان فضائح التعذيب في معتقل “أبوغريب” وغيره من معتقلات الاحتلال. جريمة جورج بوش الابن وأركان إدارته ومحافظيه الجدد، بمن فيهم من أركان اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة، أبقت العراق نازفاً وما زال، وها هو باراك أوباما وريث إدارة الغزو، يزور العراق المحتل، قبل يومين من ذكرى احتلال بغداد، ليتحدث عن 18 شهراً خطيرة مقبلة، كأن هذا البلد ينقصه المزيد من المخاطر وما تحمله من مآسٍ. بعد ست سنوات من احتلال عاصمة الرشيد، يبقى الأمل على اتفاق العراقيين ولم شملهم بعيداً عن المناصب والفرق الطائفية والمذهبية والعرقية، لأن هذا هو الطريق الوحيد لاسترداد وطنهم سيداً حراً مستقلاً، مطهراً من الاحتلال وفوضاه، والأمل أيضاً أن يلتفت العرب الى هذا البلد لمد يد العون للعراقيين من أجل خلاصهم المنشود.