دعا امير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ابو مصعب عبد الودود الى مقاطعة الانتخابات الرئاسية التي تنظم الخميس في الجزائر، وذلك في رسالة صوتية موجهة الى الجزائريين بثت الاثنين على موقع اسلامي. ودعا عبدالودود واسمه الحقيقي عبدالملك دروكال، مواطنيه الجزائريين الى مقاطعة الانتخابات الرئاسية "ورفضها جملة وتفصيلا قاطعوا فهو ابرأ لكم عند الله وارفضوا هذه المهازل اللامتناهية". واعتبر زعيم القاعدة ان "طريق التغيير لهذا الواقع المرير في الجزائر لن يكون عبر الانتخابات"، مؤكدا ان "الحل السلمي لا يجدي نفعا مع زمرة مرتدة متسلطة على رقاب المسلمين بالقهر، ولا حل مع المرتدين الا الجهاد والتضحية في سبيل الله عز وجل". واضاف ان الجزائريين مدعوون ليقولوا "لا للخونة ممن بدلوا الشريعة ووالوا اليهود والنصارى ولا للخونة من ابناء فرنسا وعبيد امريكا". بوتفليقة يلمح لعفو عن المسلحين كان الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة المرشح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة للفوز بولاية ثالثة قد اشار الى احتمال اصدار عفو عام عن الاسلاميين الذين يتخلون نهائيا عن السلاح "اذا وافق الشعب". واكد بوتفليقة المنتهية ولايته مجددا ان ابواب المصالحة التي تهدف الى طي صفحة العنف الذي خلف اكثر من 150 الف قتيل في الجزائر منذ 1992"لا تزال مفتوحة". وكانت سياسة المصالحة الوطنية التي تشكل احد المحاور الرئيسية للحملة الانتخابية في الجزائر اطلقت في 1999 من قبل الرئيس بوتفليقة الذي يسعى للفوز بولاية رئاسية ثالثة مع اطلاق ميثاق "الوئام الوطني"الذي كان ادى الى تسليم آلاف الاسلاميين لانفسهم. ومع اقتراب موعد الانتخابات في 9 ابريل /نيسان عززت السلطات اجراءاتها الامنية في المدن وخاصة في العاصمة والمناطق الحساسة تحسبا لاعتداءت محتملة من قبل اسلاميين متطرفين. وقبل انطلاق الحملة الانتخابية قال وزير الداخلية يزيد زرهوني انه لا تزال هناك "بعض المجموعات"الارهابية الناشطة بيد انها تعاني "صعوبات حاليا". غير انه لم يستثن ان تحاول هذه المجموعات القيام بعمليات خاصة اثناء الحملة الانتخابية. و قال محمد عصامي الكاتب المتخصص في قضايا الارهاب"ان الارهابيين يضربون حين يستطيعون وحيثما يكون بامكانهم". غير انه اضاف ان قوتهم تراجعت بشكل كبير "مع تفكيك معظم شبكات الدعم من قبل اجهزة الامن في الاشهر الاخيرة". وقال المحلل "انهم يواجهون مشاكل لوجستية كبيرة ولم يعد بامكانهم سوى مهاجمة قرى معزولة بحثا عن الغذاء". وكانت اجهزة الامن الجزائرية شنت ردا على موجة اعتداءات انتحارية في آب/اغسطس 2008 اوقع اخطرها 48 قتيلا في منطقة بومرداس (50 كلم جنوبي العاصمة، عمليات تمشيط في معاقل الاسلاميين خاصة في منطقة القبائل (شرقي العاصمة) وذلك لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة المحلي الذي كان تبنى تلك الاعتداءات. وقتل منذ ذلك التاريخ 150 اسلاميا متطرفا مسلحا بايدي قوات الامن في حين سلم عدد من كبار قادة التنظيم انفسهم للسلطات للافادة من سياسة الوفاق الوطني. واصدر قادة سابقون تائبون في "الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر"بينهم حسن حطاب الذي كان سلم نفسه في ايلول/سبتمبر 2007نداءات لرفاقهم القدامى لتسليم انفسهم. وتم في 2005 تبني "ميثاق السلم والمصالحة الوطنية" الذي ينص على "العفو"للاسلاميين مقابل تسليم انفسهم للسلطات. وقال عصامي "ان النداءات المتكررة للاستسلام يمكن ان تلقى آذانا صاغية لدى عدد من الارهابيين غير انها لا تملك حظوظا كبيرة في النجاح بين الخلايا المتشددة لهذه المجموعات التي لا تزال في الجبال"مشيرا الى ان "عبد الملك دروكدال (قائد تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي) والمقربين منه ميؤوس من"استسلامهم. (ا ف ب)