منذ ثلاث سنوات نبهت في تحقيق صحفي بأخبار اليوم بالصفحة الثالثة إلي الكارثة التعليمية التي ستحدث في العام القادم بالجامعات المصرية وهي كيف سيتم قبول الطلاب الناجحين في هذه »السنة الفراغ« التي نتجت عن عودة الصف السادس الابتدائي بالجامعات والمعاهد العليا عندما يصلو« إلي الثانوية العامة؟ طرحت هذا التساؤل جريدة " اخبار اليوم " المصرية . حيث كان التلاميذ في المرحلة الابتدائية قبل عودة السنة السادسة ينتقلون من الصف الخامس الابتدائي إلي الصف الأول الاعدادي، لكن بعد عودة السنة السادسة مرة أخري بدأ تلاميذ الصف الخامس الابتدائي وقتها ينتقلون إلي الصف السادس.. وبذلك اصبح الصف الاول الاعدادي وقتها فارغا ليس به طلاب.. وبدأ هذا الصف يتحرك هكذا إلي أن جاءت الشهادة الاعدادية وبدأ هذا الصف يتواجد به الراسبون فقط من هذه الشهادة وكان عددهم 04 ألف طالب وطالبة التحق منهم 01 آلاف طالب وطالبة بالصف الاول الثانوي وثلاثون ألفا التحقوا بالتعليم الفني، ولنا أن نتخيل مستوي هذه الدفعة من طلاب الثانوية العامة الموجودين الآن بالصف الثاني الثانوي الذين تم تجميعهم في فصول محدودة ببعض المدارس الثانوية لأن هناك مدارس ثانوية لا يوجد بها الصف الثاني الثانوي وفي العام القادم سيلتحق هؤلاء الطلاب الراسبون في الاعدادية بالجامعات.. ولنا أن نتخيل مجاميع هؤلاء الطلاب وقتها مع هذا العدد الهزيل وهم عشرة آلاف طالب وطالبة مقابل 004 ألف طالب وطالبة في الثانوية العامة هذا العام - بلا شك ستكون هناك مشكلة كبيرة أمام الجامعات لم يفكر أحد في مواجهتها حتي الآن وهي كيفية توزيع الناجحين من هذا العدد علي الجامعات والمعاهد العالية والجامعات الخاصة، هل سيكون بنسبة وتناسب؟ في هذه الحالة سنجد ان كليات الطب سيصل الحد الأدني للقبول بها إلي 06٪ بعد أن كانت أكثر من 89٪ وكذلك كليات الصيدلة.. أما الهندسة فلن يزيد الحد الأدني عن 55٪ وفي الجامعات الخاصة لن يزيد الحد الأدني بها عن 55٪ في أي كلية.. أما المعاهد العالية الخاصة جميعها فسيكون الحد الأدني للقبول بها 05٪ بما فيها المعاهد العالية الهندسية التي سيصبح خريجوها بعد ذلك مهندسين، وأعضاء في النقابة، والأخطر من ذلك أن هناك طلابا في الثانوية العامة هذا العام سيتعمدون »ترسيب« أنفسهم حتي يكونوا مع هذه الدفعة المحظوظة ويلتحقوا بما يريدونه من كليات - حتي أن كل كلية لن يزيد عدد الملتحقين بها علي 03 أو 04 طالبا وكليات أخري لن يلتحق بها أحد - ومن المتوقع ألا يكون للجامعات الخاصة نصيب من طلاب هذه الدفعة - أقول هذا بعد ان اصبحنا في قلب المشكلة ولم تخرج علينا وزارة التعليم العالي بأي تصور للحل حتي الآن، مع أن هناك أفكارا كثيرة طرحها بعض الخبراء لمواجهة أزمة هذه الدفعة بعضها يقول ألا نعتمد علي معيار المجموع الحاصل عليه الطالب في الثانوية العامة لأنه سيكون أقل من المستوي المطلوب لقبول هؤلاء الطلاب بكليات القمة.. لكن يرفض البعض هذا الاتجاه لأنه غير دستوري كما يقولون ولاننا لم نبلغ هؤلاء الطلاب قبل دخولهم الصف الثاني الثانوي هذا العام بنظام جديد سيتم توزيعهم به علي الجامعات المختلفة، ورأي آخر يطلب ألا نتنازل عن الحد الأدني الذي تم القبول به في العام السابق خاصة في كليات القمة - لكن معني هذا أنه لن يلتحق بهذه الكليات أي طالب من هذه الدفعة لأنه من غير المتوقع أن يحصل طالب كان راسبا في الشهادة الاعدادية علي 89٪ في الثانوية العامة لكي يلتحق بكلية الطب أو الصيدلة.. وهناك رأي ثالث يقول أن نرسل هذا العدد كله إلي المعاهد العالية والجامعات الخاصة حتي نقلل من الآثار المدمرة التي سنواجهها في حالة عدم وجود طلاب بهذه السنة، وأن نترك الجامعات الحكومية لتقوم بأعمال الصيانة واستكمال التجهيزات الخاصة بمعاملها في هذه السنة، ورأي رابع يطالب بأن نتحرك من الآن لكي نزيد من عدد الطلاب الوافدين والعرب لكي يلتحقوا بالجامعات المصرية الحكومية والخاصة حتي لا تتوقف الدراسة بها خلال هذه السنة مع تحركنا سريعا من الآن لكي نعلن لطلاب هذه الدفعة كيف سيتم قبولهم بالجامعات قبل أن يدخلوا امتحان المرحلة الاولي من الثانوية العامة بعد شهرين من الآن، كل هذا أضعه امام د. هاني هلال وزير التعليم العالي والبحث العلمي حتي لا نفاجأ بأننا أمام مشكلة لانعرف كيف نخرج منها.