كشف مركز الدراسات الدولية في تورنتو عن شبكة تجسس صينية تهدف الى التسلل الى الوزارات والسفارات وبعض الاماكن الحساسة فى اكثر من مائة دولة، ويعد ذلك أحدث علامة على تصميم الصين على الفوز في "حروب المستقبل المعلوماتية". ويقول تقرير المركز عن هؤلاء القراصنة انهم لا يكتفون بتفتيش أجهزة الكمبيوتر بحثا عن المعلومات أو التلصص على رسائل البريد الإلكتروني ، بل تحول هذه الاجهزة إلى عملاق تنصت، حيث يمكنهم تشغيل ميكروفونات وكاميرات الأجهزة المصابة عن بعد وتسجيل مايدور حولها. وكشفت الدراسة عن أن ما يقرب من ثلث الاجهزة المصابة "تعتبر ذات قيمة عالية ، وتشمل أجهزة الكمبيوتر الموجودة في وزارات الخارجية والسفارات والمنظمات الدولية ، ووسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية". إلى جانب ذلك أظهر تقرير آخر من جامعة كامبريدج ان الهجمات الإلكترونية المعقدة كانت "فعالة بشكل مدمر"، وأن "عدد قليل من المنظمات خارج قطاع الدفاع والاستخبارات يمكنه مقاومة هذه الهجمات، ". ولم يحسم التقرير مسئولية حكومة بكين عن هذه الشبكة ، لكنه قال ان الغالبية العظمى من الهجمات المعلوماتية انطلقت من داخل الصين، كما يظل من غير الواضح ما إذا كانت هذه الشبكة التجسسية بنيت من قبل الحكومة الصينية ، أو من قبل قراصنة مستقلين داخل البلاد. ويقول رونالد ديبرت وهو احد الباحثين "إننا نتوخى الحذر بعض الشيء لمعرفتنا بما يحدث في العالم السفلي لجرائم المعلومات وربما يكون وراء ذلك أيضا وكالة المخابرات المركزية الامريكية أو الروس. ومع ذلك، فإن وزارة الدفاع الامريكية قد حذرت مرارا من زيادة قدرة الصين في الحرب الالكترونية، وقال تقرير من وزارة الدفاع صدر الأسبوع الماضي ، إن الجيش الصيني "كثيرا ما يستشعر الحاجة في الحروب الحديثة للسيطرة على المعلومات ، أو مايسمى"الهيمنة المعلوماتية". وأضاف التقرير "ان الصين حققت تقدما مطردا في السنوات الأخيرة في قدراتها الهجومية في المجال النووي والفضاءية والحرب المعلوماتية، بالاضافة الى زيادة قدرات القوات المسلحة الصينية. كانت الحكومة الصينية قد قررت منذ فترة طويلة ان تجعل من مراقبة المعلومات عنصرا رئيسيا لسياسة البلاد، ففي مؤتمر الشعب العاشر عام 2003 ، أعلن الجيش الصينى إنشاء "وحدات حرب المعلومات"، وقال الجنرال داى كينجمين ان هجمات الانترنت الاستباقية سوف تسبق اى عملية عسكرية لشل الأعداء. وقد نفت الحكومة الصينية هذه الأنباء وقالت الأحد أن الصين نفسها كانت ضحية للتجسس الألكتروني وأن هذا الأمر مختلق من قبل الحملات الدعائية العدائية ل -"الدلاي لاما". ولقد بدأ التحقيق في أمر هذه الشبكة بطلب من مكتب الدالاي لاما في الهند الذي طلب من الخبراء بالتحقيق في ما اذا كان قد حدث بالفعل اختراق لأجهزة الكمبيوتر به. ويقول روس اندرسون من جامعة كامبردج ، و "شيشر نجاراجي" من جامعة إيلينوي ، فى تقرير اخر ان "مكتب الدالاي لاما كان يشك أنه تحت المراقبة أثناء الإعداد للقاءات بين الدالاى لاما وشخصيات اجنبية، وحين أرسل المكتب الخاص به رسالة الكترونية لدعوة دبلوماسي اجنبي ، وجدوا المسئول الاجنبي يقول لهم انه تلقى تحذير من الحكومة الصينية بألا يلبي تلك الدعوة. وقال نجاراجي انه حين سافرت إلى مدينة داراملسلا Dharamsala مقر إقامة الدلاي لاما في الهند في أيلول/سبتمبر الماضي اكتشفت أن نظام الكمبيوتر تم خرقه من داخل الصين، وأضاف ان الكمبيوتر الخاص بهم هناك به معلومات غاية في الدقة والحساسية حول اللاجئين والمدارس ، التى تعد اهدافا صينية محتملة لهجمات انتقامية. (تليجراف)