في هدوء مشوب بالحذر والترقب تتوالي اعمال القمة العربية الدورية في العاصمة القطرية الدوحة.وتسيطر علي كل الاجتماعات وكل المستويات قضايا عربية ملحة وساخنة. وعلي مائدة القمة سواء علي مستوي السفراء والمندوبين او بين ايادي القادة والزعماء . وحسب جريدة " اخبار اليوم " المصرية " تهيمن قضية الرئيس السوداني عمر البشير وقرار توقيفه بواسطة محكمة الجنايات الدولية علي اجواء القمة وهذه القضية الرئيسية علي مائدة القمة تفرض نفسها علي الجميع ولكن واللافت انه لا يستطيع احد ان يجزم او يتحمل مسئولية مشاركة الرئيس السوداني في اعمال القمة. وتحتل قضية المصالحة العربية والعلاقات العربية العربية بندا رئيسيا علي مائدتي وزراء الخارجية والقادة. وينتظر المراقبون من الدوحة دورا مهما في العمل علي رأب الصدع.وعدم ترك المجال في اروقة ومطبخ القمة لاي اتجاه يسعي لفرض نفسه بالسالب علي العمل العربي المشترك. و سيظل ملف الامن القومي العربي مفتوحا في هذه القمة وارتباط هذا الامن بالعلاقات الايرانية العربية. ويوجد توجه عربي تتبناه الجامعة العربية بضرورة فتح حوار ايجابي مع ايران من اجل ترسيخ علاقات عربية ايرانية تقوم علي المشاركة والتعاون وليس التدخل في الشأن الدخلي او فرض المواقف. ولكن في اروقة الاعداد للقمة دار جدل حول ما سيعرض علي وزراء الخارجية والقادة والقضية الفلسطينية شكلت اساسا لحوار المندوبين .وثمة اتجاه توافقي تقوده سوريا لاقرار الترحيب بقمة غزةبالدوحة التي سبقت اعمال القمة العربية الاقتصادية بالكويت. والمتوقع السعي السوري لاصدار قرار للترحيب بهذه القمة واستضافة الدوحة لها. وايضا الترحيب بإستضافة القاهرة لاعمال المؤتمر الدولي للدول المانحة لاعمار غزة في شرم الشيخ في بداية الشهر الحالي. كما ان المبادرة العربية للسلام والتي اطلقتها قمة بيروت 2002 وما زالت مطروحة علي كل الحكومات الاسرائيلية. الا ان اسرائيل تجاهلتها كثيرا عدا بعض الاشارات شبه الايجابية. ومن المنتظر ان تنظر فيها القمة بشكل عملي. ولكن وزراء الخارجية العرب طرحوا ان يكون العام الحالي هو السقف النهائي لاعتبارها مطروحة للتعامل . الدوحة ورحلة البحث عن تعزيز الدور الإقليمي تحت هذا العنوان كتبت جريدة " دار الخليج " الاماراتية ( تأمل قطر تعزيز موقعها الدبلوماسي الإقليمي خلال القمة العربية التي تستضيفها بعد غد الاثنين، إلا أن تحقيق هذا الهدف مشوب بالمصاعب ). المحلل السياسي القطري محمد المسفر يرى أن “المتوقع من هذه القمة اكبر مما قد يحدث فيها” على مستوى تحقيق المصالحة العربية. وأضاف “صحيح أن قطر أصبحت محط أنظار الفرقاء العرب بعد إحرازها اختراقات سلام في اليمن وفي لبنان، والآن هي على طريق سلام في دارفور، لكنني لا أظن انه سيتم السماح لقمة قطر بإنجاز استراتيجي في الشأنين الفلسطيني والسوداني اللذين يشكلان عصب هذه القمة الصعبة”. في المقابل، توقع السفير الفلسطيني لدى قطر منير غنام أن “يتقلص حجم الخلافات العربية في قمة الدوحة نتيجة التحركات الأخيرة خصوصا تلك التي قادتها قطر، ما سيسمح بتمرير قرارات واقعية فيما يخص الملف الفلسطيني”. وقال “نأمل أن تكرس فاعلية الدبلوماسية القطرية في هذه القمة مستفيدة من إنجازاتها”. من جانبه، يعتقد وزير العدل القطري السابق نجيب النعيمي أن “انفتاح الدبلوماسية القطرية ونجاح توازناتها الإقليمية والدولية أمور ساعدت كثيرا على إحراز ما عجزت الدول الكبرى عن إنجازه”. وكانت الدبلوماسية العربية نشطت في الفترة الأخيرة بين عواصم مختلفة في مواقفها مثل الرياضوالقاهرة ودمشق وعمان في محاولة لرأب الصدع العربي قبل القمة. إلا أن تأجيل جولات الحوار الفلسطيني في القاهرة إلى ما بعد القمة قد يساهم في عودة الخلافات العربية.