قال رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي الخميس ان حديثه عن المصالحة وافساح المجال امام البعثيين للعودة الى العراق لا يعني السماح للحزب بالعودة بل يشمل اولئك الذين "اكرهوا على الانضمام اليه". وذكر بيان عن مكتب رئيس الحكومة أن "الدستور العراقي يمنع اي حوار او عودة لنشاط حزب البعث المنحل او مشاركته في العملية السياسية لارتكابه جرائم بشعة بحق جميع مكونات الشعب العراقي على مدى خمسة وثلاثين عاما ولدعوته وممارسته افكارا طائفية وعنصرية... فاننا ندعو الجميع الالتزام بهذا المبدأ تجاه كل مسميات او واجهات حزب البعث المقبور". وكان رئيس الحكومة قد تحدث اكثر من مرة خلال الفترة الماضية عن اهمية تفعيل المصالحة الوطنية وبما يفسح المجال امام اعضاء سابقين في حزب البعث للعودة الى العراق. وقال البيان ان دعوات رئيس الحكومة وحديثه عن المصالحة قد اسيء فهمها وانه اراد "ازالة الالتباس الذي اشاعته بعض وسائل الاعلام عن كلام لم يرد في حديث لسيادته حول الموقف من حزب البعث المنحل." وقال البيان ان حزب البعث المنحل "لايمكن ان يكون حزبا وطنيا او ملتزما بالدستور وان كل من يفكر بالحوار معه ناهيكم عن السماح له بالعودة للعمل السياسي يرتكب مخالفة دستورية صريحة تتعارض مع دولة القانون والمؤسسات التي نعمل على تعزيزها في العراق الجديد". واضاف "ان حزب البعث المنحل الذي اضاف الى جرائمه السابقة باصطفافه الى جانب تنظيم القاعدة والمنظمات الارهابية لا يمكن ان يكون شريكا في العملية السياسية التي تقوم على اساس الدستور." وكان عقد حزب البعث الذي تراسه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قد انفرط بعد الغزو الامريكي للعراق عام 2003 . واُدين كبار اعضاء الحزب بارتكابهم جرائم ضد الانسانية وجرائم ابادة جماعية من قبل محكمة عراقية خاصة تم تشكيلها بقرار من قبل الحاكم المدني الامريكي بول بريمر الذي حكم العراق في الفترة التي اعقبت الغزو الامريكي للعراق. وفر العديد من اعضاء الحزب ومن كبار قياديه من العراق بعد الغزو بينما اعتقل العديد منهم على ايدي القوات الامريكية والعراقية فيما لقي الكثير منهم حتفه في عمليات القتل التي شهدها العراق خلال الفترة الماضية. واكد المالكي في البيان على اهمية التمييز بين الاشخاص الذي اكرهوا على الانتماء الى حزب البعث وبين الحزب نفسه وقال "ان حزب البعث المنحل قد اكره الكثير من العراقيين على الانتماء اليه ونحن نميز بين الذين أكرهوا على الانتماء تحت الضغط وبين من اعتقد بأفكاره وممارساته الطائفية والعنصرية." واضاف: "وعلى هذا الاساس فاننا نجدد الدعوة لاولئك الاشخاص للعودة الى الوطن كمواطنين وليس كأعضاء في حزب البعث المنحل وأن يتعهدوا بعدم العودة اليه والالتزام بافكاره ومتبنياته." ومضى البيان يقول "ان دعوتنا موجهة الى اولئك الذين لم يرتكبوا جرائم ولم تتلطخ ايديهم بدماء الابرياء ولم يعتدوا او ينهبوا المال العام ويثروا على حساب ابناء الشعب العراقي العزيز." وقال البيان ان دعوة رئيس الحكومة للمعارضيين للعملية السياسية للعودة الى العراق "هي دعوة مفتوحة وفي اطار المصالحة الوطنية لاسلاميين وقوميين ويساريين ولا مبرر لحصرها على الاطلاق بالبعثيين او حزب البعث المنحل. (رويترز)