دعا علماء اجتماع ونفس إلى تأهيل المضاربين في أسواق الأسهم نفسيا حتى لا يصيبهم الاكتئاب الحاد الذي قد يدفعهم للانتحار في حالة تكبدهم خسائر كبيرة أو فقدان رؤوس أموالهم أو مدخراتهم وهو الامر الذي تكرر كثيراً في مصر والدول العربية والعالم. وقال أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنوفية الدكتور محمد محيي الدين إن الأزمة المالية التي اجتاحت العالم مؤخرا أظهرت خللا بالفكر الاجتماعي في مصر وعدم اكتمال منظومة التضامن ما أفقد المجتمع الشعور بالأمان. وأرجع حالات الانتحار والعنف التي وقعت جراء هذه الأزمة إلى فقد بعض المستثمرين المصريين للمقومات التي ينبغي أن تتوفر لديه مثل الجرأه، والتعامل مع آليات السوق بما يؤهله لمواجهة المتغيرات المحتملة والأزمات التي قد يتعرض لها أيا ما كان حجمها. وأشار د.محمد محيي الدين إلى إعلاء القيم والأخلاق على المادة، مستنكرا التفكير السائد لدى كثيرين في المجتمع المصري الذي يربط الوضع المادي والاقتصادي للأسرة بنظرة الاحترام والتقدي، معربا عن أمله في أن يعيد المجتمع النظر في تقييم أفراده من خلال رصد معايير جديدة تعمل على تقويته ودعمه أمام ما قد يتعرض له من أزمات فردية أو جماعية، خاصة أو عامة. من جانبه، رأى رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر الدكتور محمود حمودة أن التمسك بالدين بصفة عامة وفي مثل هذه الأوقات خاصة من العوامل المساعدة على عدم الاستسلام لمثل هذه الحالات النفسية، حيث يحرم الدين قتل النفس إلا بالحق، لذا فإن الدول الإسلامية هي الأقل من حيث نسبة الانتحار في العالم. وللتغلب على ظواهر الإحباط والاكتئاب، نصح الدكتور حمودة من تعرض لأزمة شديدة بضرورة زيارة العيادة النفسية، واللجوء للمتخصص، الذي يقوم بدوره بمساعدته على التحمل وتغذية شعوره بأن هناك أشياء كثيرة تستحق أن يعيش من أجلها. وأوصى رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر بتعزيز الترابط الاجتماعي، نظرا لما تمنحه المجموعات من قوة وصلابة ودعم مادي ومعنوي، من شأنه التخفيف من واقع الصدمة وحماية من يتعرض لأي أزمة خارجة عن إرادتهم – مثل الأزمة المالية العالمية - من الاتجاه نحو التطرف أو الانزلاق إلى مخاطر أخرى كالإدمان مثلا. نص التحقيق