فى اطار التعايش الصعب بين الرئيس الباكستانى برويز مشرف والمعارضة السابقة التى حققت فوزاً كبيراً فى أحدث انتخابات تشريعية, يتمتع الرئيس بسلطات واسعة تتيح له عرقلة سياسات قد تتبناها الحكومة, لكن خبراء يرون ان هذه السلطات تصبح بلا فائدة اذا لم يكن فى متناوله ادوات كافية وخصوصا اذا لم يعد الجيش القوى الذى يدير البلاد منذ نشأتها, باستثناء فترات قصيرة, الى جانبه. بموجب الدستور تعين الجمعية الوطنية رئيس الوزراء الذى عليه ان يجوز الثقة . وفى حال تحالف الحزبان اللذان تقدما فى انتخابات الاثنين الماضى اى حزب رئيسة الوزراء السابقة بنظير بوتو التى اغتيلت فى هجوم انتحارى فى ديسمبر كانون الاول 2007 وحزب نواز شريف فان الحكومة ستقف فى وجه الرئيس الباكستانى الذى يطالب شريف باستقالته . ولكن لايمكن اقالة الاخير الا عبر اكثرية موصوفة تشكل ثلثى البرلمان اى الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ الامر الذى يبدو مستبعدا من الناحية العملية الا فى حال انتهاك الدستور او ارتكاب خطأ كبير . فى المقابل يستطيع الرئيس الذى يتولى قيادة القوات المسلحة حل البرلمان واقالة الحكومة بمعزل عن الاسباب الموجبة نفسها . كذلك يصدر الرئيس القوانيين ويمكنه ان يطلب من النواب تعديلها حتى انه يستطيع اصدار المراسيم شرط ان يصادق البرلمان عليها خلال ثلاثة اشهر . ويستطيع الرئيس الباكستانى عدم الموافقة على التعيينات فى المناصب الرئيسية فى الدولة وخصوصا فى الجيش الذى يعين رئيس اركانه . ومنذ نشأة باكستان قام العسكريون بدور اساسى فى ادارة البلاد اما مباشرة اثر انقلابات واما بشكل غير مباشر عبر حكومات مدنية لاتسطيع التحرك من دون موافقتهمم . مواجهة "القاعدة" المحللون يقولون انه من المستبعد أن يتأثر دعم باكستان للحملة ضد تنظيم القاعدة وأنصاره بالوضع الضعيف الذي يعيشه الرئيس برويز مشرف حليف الولاياتالمتحدة بعد هزيمة حلفائه بالانتخابات. ويقولون انه أيا كانت الحكومة في اسلام اباد فسيبقى انتباه الجيش تحت قيادة الجنرال أشفق كياني منصبا على التهديد الموجه للاستقرار في باكستان من قبل المتشددين الاسلاميين المنتشرين بالمناطق القبلية على حدود البلاد الشمالية الغربية مع أفغانستان. ولم يكتف الناخبون بهزيمة حلفاء مشرف فقد أطاحوا أيضا بالاحزاب الاسلامية التي كانت تهيمن على 17 بالمئة من مقاعد الجمعية الوطنية السابقة والذين كانوا يسيطرون على السلطة في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي ويتقاسمونها في بلوخستان وهو الاقليم الثاني المتاخم لافغانستان. وفاز حزب الشعب الباكستاني الذي كانت تتزعمه رئيس الوزراء السابقة بينظير بوتو - التي اغتيلت - بأغلبية المقاعد في الجمعية الوطنية ويرجح أن يشكل حكومة ائتلافية مع قوى معتدلة أخرى. وبات من شبه المؤكد أن يكون أحد حلفائه حزب "عوامي القومي" الذي أطاح بالملالي السياسيين الذين كانوا يهيمنون على السلطة في بيشاور عاصمة الاقليم الحدودي الشمالي الغربي منذ عام 2002 . وأغلب الفائزين المستقلين في المناطق القبلية السبعة التي تسكنها أغلبية من البشتون والتي تتمتع بما يشبه الحكم الذاتي تابعون اما لحزب الشعب الباكستاني أو لحزب عوامي القومي. ومنذ مقتل بوتو في هجوم انتحاري عقب تجمع انتخابي حاشد في مدينة روالبندي التي تضم مقر قيادة الجيش في 27 ديسمبر/ كانون الاول 2007 لقي أكثر من 450 شخصا حتفهم في حملة عنف متواصلة من جانب الجماعات المؤيدة للقاعدة ولحركة طالبان والتي تخوض حربا ضد الدولة الباكستانية. وقال اصف علي زرداري زوج بوتو والزعيم الفعلي لحزب الشعب الباكستاني ان زوجته "استشهدت" وهي تتصدى للارهاب وانه لا يمكن ان يكون هناك أي تهاون. ولم يحدث قط أن فازت الاحزاب الاسلامية في باكستان بأكثر من 10 % من مقاعد الجمعية الوطنية حتى عام 2002 عندما استفادت تلك الاحزاب من موجة من المشاعر المناهضة للولايات المتحدة التي اجتاحت المنطقة في أعقاب الهجوم الذي قادته الولاياتالمتحدة على حكومة حركة طالبان في أفغانستان. واستفاد مجلس العمل المتحد وهو تحالف لست أحزاب اسلامية من تهميش مشرف في ذلك الوقت لحزبي بوتو ورئيس الوزراء الاسبق نواز شريف. وتعليقا على الانتخابات في باكستان التي شهدت أعمال عنف أقل وكانت أكثر نزاهة مما توقع الكثيرون وصفها الرئيس الامريكي جورج بوش بأنها انتصار لشعب باكستان. وقال للصحفيين في غانا "أرى ذلك جزءا من النصر في الحرب على الارهاب." باكستان والارهاب استمرارا للعمليات الارهابية فى باكستان وقع هجوم انتحارى الجمعة فى سوات شمال غربى باكستان ادى الى13 قتيلا واصابة 14 آخرين بجروح فى المنطقة التى تشهد حالة من التوتر الأمنى، حيث يقوم الجيش الباكستانى بحملة عسكرية منذ اكتوبر/ تشرين الأول 2007 لطرد المسلحين المتطرفين من انصار مولانا فضل الله والذين نفذوا سلسلة من الهجمات الانتحارية ضد اهداف عسكرية وحكومية . وتشهد باكستان وهى حليف رئيسى للولايات المتحدة فى قتال متمردي طالبان على طول حدودها الغربية مع افغانستان زيادة فى الانشطة المسلحة للمتشددين بما فى ذلك العشرات من الهجمات الانتحارية خلال الثلاثة عشر شهرا الماضية مما اسفر عن مقتل اكثر من الف شخص . الموقع والأقاليم باكستان دولة في جنوب آسيا شمال غرب الهند ، انفصلت عن الهند على أساس ديني ، حيث اعتبرت أنها دولة للمسلمين الهنود والهند دولة الهندوس ، وهي دولة نووية. وكلمة "پاكستان" تعني الدولة النقية. توجد أربع أقاليم في الباكستان : البنجاب والسند و الحدود الشمالية ويسمى صوبه سرحد وبلوشستان وآزاد كشمير. ويمتاز الحكم في باكستان على أساس حكومة فيدرالية مركزية وحكومات أقاليم فحكومة بنجاب والسند والسرحد وإقليم بلوشستان تتمع بحكم محلي وإدارة محلية يسمى رئيسها بحاكمية مطلقة له وزرائه وبرلمانه الخاص ويرجع إدارياً إلى الحكومة الفيدرالية الرئيسية في إسلام آباد