زادت في الآونة الأخيرة المسابقات التي تشجع المواطنين علي الاتصال بالتليفون لحل مسابقات عدد كبير فيها وهمي ولا تصل جوائزها للفائزين بها. وقد وصلت هذه المسابقات الي مباريات كرة القدم وظهرت مؤخرا مسابقة »توقعات« نتائج المباريات. وهو الاسم الذي يعتبر المحلل الشرعي لنظام المراهنات الذي حاول اتحاد الكرة تطبيقه منذ عدة سنوات ولكنه واجه اعتراضا من المواطنين الذين يرون ان المراهنات حرام شرعا ولكن احدي الشركات توصلت مؤخرا للاسم الجديد في محاولة للالتفاف حول الشرع. ملحق " الفنون "بأخبار اليوم المصرية طرح القضية للنقاش علي الخبراء والنقاد والمتخصصين.. فماذا قالوا : تعتمد فكرة مسابقة »التوقعات.. »0090« علي الاتصال تليفونيا من اي تليفون ارضي قيمة المكالمة جنيه ونصف الجنيه او برقم محمول بذات القيمة لتسجيل توقعات الجمهور عن مباراة معينة او مباريات الاسبوع علي حدة واعلان جائزة مالية للفائز بها، وهذا النوع من المسابقات يدر عائدات بالملايين اسبوعيا خاصة ان الشعب المصري مهووس بكرة القدم. وهذا النظام من المسابقات اذا استمر سيفتح علينا ابواب جهنم مثلما حدث في ايطاليا التي غطت فضائحها منذ عدة سنوات قليلة ارجاء الكرة الارضية بسبب التدخل في المراهنات مع الحكام والمدربين وتورط لاعبين كبار في الهزائم لصالح المراهنات.. فهل ننتظر ان يحدث في مصر ذلك مثلما حدث في ايطاليا، ونجد انفسنا امام عملية فساد كروي من خلال »التوقعات«. مراهنات في البداية يقول الناقد الرياضي خالد توحيد: منذ عدة سنوات حاربت ظاهرة المراهنات في كرة القدم وكنت من اوائل الناس الذين نبهوا الي خطورتها وقد سألت فيها علماء الدين واكدوا انها حرام وكان ذلك عندما لمحت تفكير اتحاد الكرة في تطبيق هذا النظام في مصر علي المباريات الرياضية وللأسف الشديد فوجئت بان هناك من يحصل علي فتاوي تبيح هذا النظام ولكن بناء علي معلومات غير حقيقية وخاطئة عن هذا النظام . ويضيف خالد توحيد: اري ان نظام الاتصالات التليفونية من خلال »0090« لتوقع نتائج المباريات الرياضية ما هو الا محاولة لبيع الوهم للمشاهدين وعشاق كرة القدم والقنوات التليفزيونية تروج لهذا الوهم لانها المستفيد الوحيد من وجود هذه المسابقات. وطالب خالد توحيد بضرورة تصدي الصحافة لهذه الظاهرة لانها الوحيدة غير المستفيدة منها وضرورة ان تقوم بدورها في توعية المشاهدين والقراء بأنها عملية لبيع الوهم لهم. ليست وهما ويختلف مع رأي الناقد خالد توحيد، حسام الدين فرحات رئيس قناة النيل للرياضة السابق حيث يري ان هذه المسابقات حقيقية وليست وهما كما يري البعض بل هي مسابقات تتميز بالشفافية الشديدة ويقول: هذا علي الاقل عندنا في قناة النيل للرياضة فهناك فائزون حقيقيون لهذه المسابقات. واضاف حسام فرحات: لا أري ان هذه النوعية من المسابقات نوع من انواع المراهنات.. فهي عبارة عن مسابقة يبذل فيها المتسابق مجهودا وعندما يفوز يحصل علي قيمة الجائزة المعلن عنها واعتقد انه حسب ثقافتي وعلمي ان هذا النوع ليس حراما لانه لا يعتمد علي الحظ، بل علي المجهود، فالمشاهد يجيب علي معلومات معينة ويبذل مجهودا ليحقق ثلاثة اشياء اولها: إعمال الفكر والاجابة عن سؤال.. ثانيهما انه يبذل مجهودا عندما يتصل ويتحدث وهذا يستحق عنه مقابلا، ثالثا انها ليست من قبيل الرهان الذي لابد ان تتوفر فيه شروط معينة ليست متوافرة في المسابقات. مختلف عن اوروبا ويري محمد فاروق المذيع بقناة مودرن سبورت والذي يقدم برنامج »ستاد اوروبا« ان هذا النوع من المسابقات والذي يتم عندنا في مصر والذي يعتمد علي توقع نتائج المباريات لا يعتبر نوعا من انواع المراهنات الذي يتم في الدوري الانجليزي او الايطالي او في اوروبا بصفة عامة، فالمراهنات لها شروط ومواصفات معينة ابرزها ان المتسابق الذي يدخل المراهنات لابد ان يدفع مبلغا ماليا قد يصل الي 002 يورو وهذا لا يحدث عندنا فالمتسابق لا يتكلف اكثر من ثمن المكالمة التليفونية الذي لا يزيد علي جنيه ونصف الجنيه للدقيقة الواحدة ثم ان المراهنات دائما تتم علي مراحل ودرجات للمتسابق وعندما يصل الي مرحلة معينة يفوز اما عندنا فهناك سؤال واجابة اذا توصل اليها يفوز بالجائزة. ويتفق معه في الرأي المعلق الرياضي مدحت شلبي حيث يري انه لا علاقة بنظام 0090 الخاص بتوقعات نتائج المباريات ونظام المراهنات الموجودة في الدوري الاوروبي ويقول: هنا في مصر مسابقة تجريها احدي الشركات ومن يتوقع الفوز في مباراة يدخل في تصفيات مع عدد الذين توقعوا النتيجة ثم تحدث قرعة بين الفائزين ليفوز في النهاية فائز واحد، والحظ يلعب دورا كبيرا مع الفائز وكل واحد يدخل المسابقة لديه أمل في الفوز. أما الكابتن خالد الغندور المذيع بقناة دريم فقال: ارفض هذا النوع من المسابقات لانها مراهنات والرهان حرمه الاسلام ولا يمكن ان اوافق عليه وقد عرض علي ان اقدم هذا النوع من المسابقات عبر برنامجي ولكنني رفضت لان فكرة التوقع تعتمد علي معرفة نتيجة مباراة قبل ان يتم لعبها يعني هل يمكن لاحد معرفة الغيب؟! واكد خالد الغندور ان القضية دينية بحتة وارفض ان اشارك في شيء يخالف الشرع والدين الذي حرم القمار والرهان والربا. باطلة شرعا يقول الشيخ فرحات المنجي من كبار علماء الأزهر الشريف: هذا النوع من المسابقات باطل شرعا ولا يجوز التعامل به لانه من قبيل الكهانة والرجم بالغيب وهي نوع من انواع القمار التي نهي عنها الشرع والقائمون علي هذا الامر آثمون والقنوات الفضائية والجهات التي تقدم هذا النوع تجر المشاهد او المستمع او القارئ الي اشياء محرمة شرعا وتكون شريكة في الإثم، وهذا النوع من المسابقات تدر عليهم ارباحا طائلة دون مجهود وهذه الامور تورث البغضاء ويقول الله في كتابه العزيز في صورة المائدة. »يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ، إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون«. وقال الشيخ المنجي هذه الآيات تدعم ما قلنا من ان هذا العمل من باب الميسر والقمار والميسر ما سمي ميسرا الا انه يقوم علي كسب المال بسهولة.