توقع الرئيس حسنى مبارك فى تصريحات له عقب القمة المصرية الفرنسية الاثنين، امكانية أن يتم التوصل الى اتفاق التهدئة في قطاع غزة الاسبوع القادم. وصرح الرئيس مبارك بأنه بحث الاثنين مع الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى قضية الشرق الاوسط وموضوع التهدئة فى قطاع غزة وموعد التوصل الى اتفاق فى هذا الشأن. وأضاف أنه أطلع الرئيس ساركوزى على جهود مصر من أجل إعمار غزة والمؤتمر الذى تستضيفه مصر فى هذا الشأن يوم 2 مارس 2009، مشيرا الى انه وجه الدعوة للرئيس ساركوزى للمشاركة فى افتتاح المؤتمر حيث قبل الرئيس ساركوزى الدعوة. كما تناول الرئيس مبارك مع ساركوزى أيضا الوضع فى السودان ودارفور، مؤكدا ضرورة اتخاذ بعض الاجراءات التى من شأنها التوصل الى تسوية لموضوع السودان. واعتبر الرئيس مبارك ان الدور الفرنسى منذ بداية المبادرة المصرية ساعد كثيرا، كما أن الرئيس ساركوزى بذل مع مصر مجهود كبيرا من خلال الاعلان عن المبادرة والتهدئة، بالاضافة الى مشاركة عدد من القادة العرب فى قمة شرم الشيخ والتى انعقدت بمشاركة جهود الرئيس ساركوزى. ورفض الرئيس مبارك الافصاح عن شروط التهدئة فى قطاع غزة، داعيا الى التريث وعدم تعجل الامور لأن الاعلان عن اى شئ الان قد يؤدى الى رفضه "بعد ساعتين"، مؤكدا الرغبة فى التوصل الى تهدئة وصولا الى فتح المعابر واتاحة الفرصة للشعب الفلسطينى حتى يتمكن من العيش. وفيما يتعلق بالوضع الحالى للاتحاد من أجل المتوسط، أبلغت مصر الجانب الفرنسى أن اولويات المرحلة الحالية لا تدعو الى التركيز على الاتحاد من اجل المتوسط، حيث تم تأجيل اجتماعات على مستوى كبار المسئولين والخبراء والوزراء كانت مقررة، لأن الاحداث فى غزة تدعو جميع اعضاء الاتحاد الى التركيز على الحاجة العاجلة لاحتواء تداعيات ما حدث فى غزة. ومن جانبه أكد الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى أن مصر شريك استراتيجى فى عملية السلام بالشرق الأوسط أمس واليوم وغدا... وقال ساركوزى إنه أبلغ الإدارة الأمريكية وشركاءه الأوروبيين، أن أى طريق للسلام فى منطقة الشرق الأوسط لابد أن يمر عبر مصر. وأضاف الرئيس الفرنسى، أن الرئيس مبارك يتمتع بخبرات متراكمة واتصالات دولية وإقليمية وعربية لا تتوفر لأحد غيره. صرح بذلك السفير سليمان عواد المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية لدى وصوله إلى روما الاثنين برفقة الرئيس حسنى مبارك الذى بدأ زيارة لايطاليا تستغرق يومين. وقال عواد إن ساركوزى أكد للرئيس مبارك خلال القمة المصرية الفرنسية، إن فرنسا تعبر بصراحة عن هذه المواقف مع كافة الأطراف العربية والإقليمية والدولية.. مشيرا إلى أن ذلك لاينتقص من الآخرين ولكنها حقيقة واقعية. وقد غادر الرئيس مبارك باريس فور إنتهاء المباحثات متوجها الى روما فى زيارة تستغرق يومين يلتقى خلالها بالرئيس الايطالى جورجيو نابوليتانو ورئيس الوزراء سلفيو بيرليسكونى فى ثانى محطات جولته الاوروبية الحالية، قبل أن يتوجه الاربعاء الى اسطنبول للقاء الرئيس التركى عبد الله جول. وتأتي مباحثات مبارك في باريس في إطار جولة أوروبية تستغرق يومين، وتشمل أيضا إيطاليا وتركيا، وسيوضح مبارك لقادة الدول الثلاث الوضع فى المنطقة فى أعقاب العدوان الإسرائيلى على غزة والجهود التى بذلتها مصر فى إطار المبادرة المصرية. وأكد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير سليمان عواد أن المبادرة المصرية تصب فى النهاية لمصلحة الشعب الفلسطينى سواء فى غزة أو الضفة الغربية. وأضاف عواد -الاثنين من باريس- أن المبادرة تمهد الأجواء للعودة إلى السلام، وجوهر معاناة الشعب الفلسطينى هو الإحتلال، وجوهر الحل هو إنهاء الإحتلال وإقامة الدولة، مشيرا إلى أن هذا لن يتحقق إلا بالعودة إلى مفاوضات السلام. وقال إن لدينا إدارة أمريكية جديدة وستتبلور معالم الحكومة الإسرائيلية الثلاثاء، لذلك لا ينبغى أن نعود إلى إضاعة الوقت لان قضية الشرق الأوسط لا تحتمل الإنتظار، ولا معاناة الشعب الفلسطينى. ومن جانبه أشار وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط الاثنين إلى أن الوصول إلى استعادة التهدئة فى قطاع غزة بشكل منضبط سيتيح التحرك للمرحلة التالية وهى مرحلة الحوار "الفلسطينى - الفلسطينى" ومايتبعها من إنعقاد مؤتمر القاهرة لاعادة الاعمار ثم الانطلاق بعد ذلك الى المرحلة التالية فى شهر أبريل 2009 لاستعادة جهود إقرار السلام بشكل قوى. وقال أبوالغيط أن هناك نوايا أوروبية لارسال مراقبين فى حالة الاتفاق على إعادة فتح معبر رفح البرى، الذى يعد خارج إطار اتفاقيات التهدئة، لأن له وضعية خاصة تتطلب وجود المراقبين الاوروبيين، وذلك فى حالة إعادة فتح المعبر بشكل منضبط وقانونى، بما يتناسب مع اتفاق عام 2005، أو أى إتفاق بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل حيث سيفتح وقتها المعبر. وأعرب أحمد أبوالغيط عن ترحيب مصر بدعوة إيطاليا لها للمشاركة مع الدول ذات الاقتصاديات البازغة، وهى خمس دول لكى تشارك معها مصر فى قمة الدول الثمانى الصناعية الكبرى المقبلة المقرر عقدها فى جزيرة سردينيا. من ناحيتها أكدت عضو مجس النواب الايطالى "باترتسيا فانجيرونى" عن حزب "فورسا إيطاليا" -الذى يتزعمه رئيس الوزراء سلفيو بيرلسكونى، أهم أقطاب الائتلاف السياسى اليمينى الحاكم فى إيطاليا -إهتمام بلادها بالتشاور مع مصر حول كافة القضايا الاقليمية والدولية.. وأعربت عن ترحيب القيادات والدوائر السياسية والحزبية بكافة توجهاتها السياسية بزيارة الرئيس حسنى مبارك لايطاليا الاثنين. (أ ش أ)