اكدت السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية انه فى مصر وعلى الرغم من كل الصعوبات والمعوقات ، تمكنت جمعيات الهلال الأحمر المصرية من إستقبال العديد من الحالات الطبية فى مستشفياتها ، وكذلك نجحت فى توجيه الدعم الانسانى من أدوية ومستلزمات طبية وأغذية تم تلقيها من جهات إقليمية ودولية عبر عدة منافذ وسوف تسمعون المزيد حول هذه الجهود من الأمين العام لجمعيات الهلال الأحمر المصرية . وقالت السيدة سوزان مبارك خلال اجتماعها السبت مع ممثلى الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدولى والعربى وممثلى وكالات الأممالمتحدة المعنية بعمليات الإغاثة الإنسانية إننى أتطلع لأن نخلص معا فى هذا الإجتماع لتصور واضح لتوزيع الأدوار والمسئوليات .. ولأن نصل لأفضل السبل لتفعيل تحركنا المشترك فى هذه الظروف المأساوية الصعبة . وفى هذا الإطار .. إسمحوا لى أن أعرض رؤيتى لركائز هذا التحرك الجماعى العاجل والمطلوب : أولأ : ضرورة إلتزام إسرائيل بالوقف الفورى لإطلاق النار .. تنفيذا للقرار الذى إعتمده مجلس الأمن الدولى أول أمس .. وإتاحة وصول مساعدات الإغاثة إلى ( غزة ) عبر ممرات آمنة ، وفى هذا الصدد .. والتزاما بقواعد وأحكام القانون الدولى الإنسانى .. فإن على إسرائيل - كقوة إحتلال - مسئولية تسهيل المرور الآمن لهذه المساعدات وغيرها من إمدادات الإحتياجات الأساسية ، بما فى ذلك الغذاء والدواء والوقود، مع ضمان المرور الآمن لأطقم الإغاثة والعمل الإنسانى الى داخل القطاع . ثانيا : حشد وتعبئة الموارد المالية والعينية للمساعدات المطلوبة ، مع الأخذ فى الإعتبار الإحتياجات الإنسانية المتزايدة لأهالى القطاع فى أعقاب العدوان الإسرائيلى المتواصل . وفى هذا الإطار .. فإننى أناشد المجتمع الدولى الاستجابة الفورية لنداءات الطوارىء الصادرة عن وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ، ودعم جهود وكالات الأممالمتحدة لمعالجة الوضع الإنسانى المتدهور فى ( غزة ). ثالثا : أهمية تنسيق جهود ومساعدات الإغاثة بين كافة الأطراف الفاعلة.. سواء فى الإطار الثنائى من الدول المانحة ، أو فى إطار منظومة الأممالمتحدة ، ومنظمات المجتمع المدنى . وتحقيقا لذلك .. فإننى أقترح تشكيل ( لجنة تنسيق ) تتولى هذه المهمة الحيوية .. بإعتبار هذا التنسيق هدفا ضروريا لايحتمل التأجيل . رابعا : ضرورة الإستعداد من الآن لمرحلة مابعد وقف إطلاق النار ، بحيث نضمن إستدامة الجهود اللازمة لمساعدة الشعب الفلسطينى على البناء والإعمار وإعادة التأهيل، ومعالجة الدمار الذى ألحقه العدوان الإسرائيلى بمقدراته ومنشآته وبنيته الأساسية. وأكدت السيدة سوزان مبارك خلال إجتماعها مع قيادات الصليب والهلال الأحمر الدوليين السبت أن وجودهم فى هذا الإجتماع يؤكد بالغ قلقهم بسبب الوضع الإنسانى المأساوى فى غزة ، الذي يزداد سوءا كل دقيقة ، وتقتضى جهود إغاثة هائلة . واشارت الى انه منذ يومين فقط أدان الصليب الأحمر الدولى الأحداث المأساوية التى ألمت بأطفال تم العثور عليهم بدون طعام أو شراب لمدة 48 ساعة وكان بعضهم محمولا على أيدى أمهات قد لقين مصرعهن .. وأوضحت أن نجاح هذا المؤتمر يعتمد على قدرتنا على التحديد بوضوح وإخلاص للدور الذى يمكن أن يلعبه كل منا . فليس هنالك شك أن كل منا هنا له سماته الخاصة وقدراته وصلاحياته التى يجب أن نعترف بها ونعتمد عليها لكى نتمكن من القيام بمسئوليتنا على أكمل وجه . وطالبت السيدة سوزان مبارك إسرائيل بضرورة الإلتزام بالوقف الفورى لإطلاق النار وإتاحة وصول مساعدات الإغاثة الى غزة عبر ممرات آمنة مقترحة تشكيل آلية( لجنة تنسيق ) تتولى مهمة تنسيق جهود مساعدات الإغاثة بين كافة الأطراف الفاعلة وهو الإقتراح الذى لقى ترحيبا من جميع المشاركين فى الإجتماعات. وأكدت إن مبادرة الرئيس مبارك تقدم الأساس لوقف العدوان ، وهى المبادرة التى أيدها قرار مجلس الأمن قم 1860 والذى يدعو إلى الوقف الفورى لإطلاق النار . كان الهلال الأحمر المصرى قد شهد إجتماعات مكثفة لمناقشة سبل إحتواء الوضع الإنسانى المتدهور فى قطاع غزة الذى وصل لدرجة شديدة المأساوية جراء الإعتداءات الإسرائيلية المتواصلة عليه والتى دخلت أسبوعها الثالث. وبدأت السيدة سوزان مبارك هذه الاجتماعات التى إستمرت لنحو أربع ساعات بلقاء مع قيادات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر أعقبه إجتماع موسع مع ممثلى الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدولى والعربى وممثلى وكالات الأممالمتحدة المعنية بعمليات الإغاثة الإنسانية ووفد الخارجية المصرية وحركة سوزان مبارك الدولية للمرأة من أجل السلام حيث عرض كل مسئول مايمكن القيام به للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطينى بهدف وضع تصور واضح لتنسيق الأدوار والمسئوليات لتفعيل التحرك المشترك.