اعتبر خبراء إستراتيجيون أن مواجهة الانقسام الفلسطيني ستكون لوحدها كفيلة بوقف العدوان على قطاع غزة محذرين في الوقت نفسه من العلاقة بين حماس وإيران التي تمر عبر المحور السوري. وقال محمد بسيونى السفير المصري الأسبق في إسرائيل لموقع egynews.net إن اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد الأربعاء بالجامعة العربية كان خالياً من المشاحنات مشيرا إلى أن الجامعة اتصلت قبل اجتماعها بحركة حماس ، ودعتها للمصالحة مع فتح والقوى الفلسطينية كي لا تعطي إسرائيل الذريعة لاستمرار عدوانها. وأشار إلى انه لا يوجد لدى الدول العربية ما يجبر إسرائيل على التراجع عن عدوانها ورفع الحصار عن غزة. وقال انه ليس شرطا أن تستخدم الولاياتالمتحدة حق الفيتو في مجلس الأمن إذا اتفق العرب على قرار يلزم إسرائيل بوقف عدوانها. وأضاف انه لا يوجد رئيس وزراء إسرائيلي تراجع عن أي عمل يقوم به ، إلا إذا كان هناك ضغط أو قوة عليا ترغمه على ذلك . ورغم أن إسرائيل قصف ما يقرب من 400 هدف استراتيجي في قطاع غزة خلال الأيام الماضية ، فإن بسيوني قدر خسائرها بحوالي 800 مليون دولار. حماس أداة بيد إيران من ناحية أخرى قال اللواء محمود خلف عضو المجلس المصري للشئون الخارجية لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن مصر تقف على مسافة واحدة من جميع القوى الفلسطينية وأنه منذ حدوث الانقسام الفلسطيني وانفراد حركة حماس بقطاع غزة لم يحدث أي تقدم في المفاوضات ولكن إضعاف للمفاوضات . واعتبر خلف حركة حماس أداة إقليمية لإيران عبر سوريا مضيفا أن إيران هى رأس السهم الموجه ضد مصر مشيراً إلى أن حلفاء حماس لا يوجد لديهم أية مساعدات أو أى رد سوى رد إعلامي دعائي. إبادة غزة وبقاء حماس ..! بينما أشار الدكتور محمد مجاهد الزيات نائب رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط إلى الإرتباك الذى تعيشه حركة حماس كحركة تحرير وطني من ناحية والتفكير كنموذج لدولة إسلامية من ناحية أخرى. وقال الزيات " لا أعرف معنى أن يقول أحد قادة حماس أنه لامانع من إبادة غزة وتبقى حماس".. منوها إلى أن ذلك القول يعود بنا إلى الوراء عندما قال زعيم عربى فى الستينيات " فلتسقط العاصمة وليبقى الحزب ". وأشار إلى أن حركة حماس ليست معنية بتخفيف المعاناة عن كاهل أهالى غزة وإنما تركز فقط على قضية معبر رفح مشيراً أن حماس رفضت تسليم المساعدات الإنسانية الى الهلال الأحمر الفلسطيني باعتباره جهة مستقلة عنها موضحا أن هناك اتفاقا عربيا على أن تسليم المساعدات إلى الفلسطينيين يجرى من خلال الهلال الأحمر الفلسطينى . واعتبر نائب رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط إيران هى "المحرك الرئيسى للاحداث لكى تغطى على برنامجها النووى..وفى نفس الوقت تهدف الى مخاطبة الرئيس الأمريكى الجديد باراك أوباما بأنها هى القادرة على إحداث التوتر فى المنطقة ويتعين عليه التفاهم معها حول أوضاع المنطقة أولا وليس على برنامجها النووى ". من جانب أخر قال الزيات إن قضية معبر رفح تحكمه اتفاقية دولية وقعت فى عام 2005 بين السلطة الوطنية الفلسطينية والإتحاد الأوروبى وإسرائيل وقد ظل المعبر مفتوحا فى ظل وجود حماس حتى عام 2006 بعد إنقلاب غزة , وأغلق بسبب طرد حماس لقوة الأمن الفلسطينية التابعة للسلطة الوطنية وإحلال قواتها بدلا منها . وأضاف إن مصر طرحت مبادرة للمصالحة والتهدئة للوصول إلى إتفاق حول من يدير المعبر وخلال فترة التهدئة يتم التفاوض على الإفراج عن المعتقلين والجندى الإسرائيلى الأسير لدى حماس جلعاد شاليط . وأشار الخبير المصري إلى إن هناك 195 حالة إنتهاك أثناء فترة التهدئة كان معظمها من جانب إسرائيل موضحا أن إحدى القنوات الفضائية نظمت برنامجا - وهو موثق على موقعها الالكترونى يوم 18 ديسمبر الماضى - كان موضوعه الرئيسى استعدادات إسرائيل لضرب غزة , حيث أشار المتحدثون فى هذا البرنامج نقلا عن الصحف الاسرائيلية إلى أن هناك خطة لضرب غزة .