ثقافة حقوق الإنسان أكد الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب أن وزن مصر وثقلها التاريخى يجعل دورها فى المحيط العربى والإسلامى بالغ الأهمية فى بناء ثقافة حقوق الإنسان عربيا وإسلاميا . وأشار سرور إلى دخول الميثاق العربى لحقوق الإنسان حيز التنفيذ منذ شهر مارس الماضى .. معربا عن أمله فى أن يلقى هذا الميثاق إهتماما من قبل دوائر البحث والإعلان والعمل المدنى . جاء ذلك فى المحاضرة التى ألقاها رئيس مجلس الشعب مساء السبت بمكتبة الإسكندرية حول ثقافة حقوق الإنسان ، وقال سرور إن المحكمة الدستورية العليا فى مصر عنيت بأن تتخذ من الشرعية الثقافية لحقوق الإنسان مرجعية لها فى تفسير الدستور وإنتهت فى مقام تفسير النصوص الدستورية إلى أن النص فى الدستور على خضوع الدولة للقانون يعنى عدم إخلال تشريعاتها بالحقوق التى يعتبر التسليم بها فى الدول الديمقراطية ضمانة أساسية لصون حقوق الإنسان وكرامته وشخصيته المستقلة . وأضاف أن المحكمة الدستورية العليا اتخذت من احترام حقوق الإنسان بوجه عام معيارا وضابطا لرقابتها الدستورية على التشريعات دون الحاجة الى نص دستورى يوجهها إلى ذلك مما يعنى تطابق الشرعية الثقافية مع الشرعية الدستورية لهذه المحكمة . وأكد الدكتور أحمد فتحى سرور أن البعد الثقافى لحقوق الإنسان يمثل قاسما مشتركا لفهم انجازات الإعلان العالمى لحقوق الانسان وتحدياته والتنبؤ بمستقبله .. مشيرا إلى أن تلك الثقافة تعد من أهم القضايا الجوهرية التى تؤثر فى الوعى الجماهيرى بقيم حقوق الإنسان المرتبطة بالإيمان بها بدرجة ممارستها فى الواقع العملى . وحدد سرور أربع إشكاليات رئيسية خلال حديثه عن ثقافة حقوق الإنسان شملت التشكيك فى عالمية حقوق الإنسان واكتشاف تراث وقيم تلك الثقافة فى ضوء المفاهيم المعاصرة لحقوق الإنسان وفلسفة الحوار بين الثقافات بالاضافة إلى الإلتزامات المترتبة على عالمية حقوق الإنسان . وأوضح رئيس مجلس الشعب بأن قرارات وتوصيات الجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان أكدت ضرورة إحترام الخصوصيات الثقافية والدينية للشعوب لدى تناول موضوعات حقوق الإنسان.. منوها إلى التناقض التى تعبر عنه الممارسة بين عالمية حقوق الإنسان من جهة والخصوصيات الثقافية والدينية للشعوب من جهة أخرى . ظاهرة ازدراء الأديان ودلل سرور على ذلك التناقض بظاهرة ازدراء الأديان التى تمارسها بعض الدوائر الغربية تحت ستار حرية التعبير كفيلم (فتنة) الذى قدمه نائب برلمانى هولندى متطرف فى عدائه للاسلام ومن قبله الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم . وأشار إلى أن العهد الدولى للحقوق المدنية والسياسية يضع لحرية التعبير ضوابط ويسمح بفرض قيود عليها فى حالات معينة .. لافتا إلى أن حرية التعبير لايجوز أن تقيد من حرية العقيدة أو أن تمس بالمشاعر الدينية على نحو يمس حرية العقيدة . وأكد الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب أن حقوق الإنسان ليست مفهوما غريبا وإنما هى إرث مشترك للانسانية أنطلق من ثقافة الأمم والحضارات عبر التاريخ منوها إلى أن جوهر حقوق الإنسان ما هو إلا الحرية والعدل والكرامة والتضامن . ودلل على ذلك "بالوقف الإسلامى" الذى يعد أول مؤسسة أهلية تحققت بين أفراد المجتمع من أجل كفالة الحقوق الإقتصادية والإجتماعية للفقراء.. مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تصدق بعد على العهد الدولى للحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية . ثقافة حقوق الإنسان وأضاف سرور أن ثقافة حقوق الإنسان هى التى تعطينا الأمل فى أن يصبح القرن الحالى مظلة للحرية والمساواة والعدالة والإنسانية المتكاملة التى تختفى فى الحروب والعنصرية ويزول فيها العدوان . ودعا سرور إلى تبنى مشروع تنموى لثقافة حقوق الإنسان فى مصر يقدم مناهج وأدوات تعليمية للطلاب وأدوات إعلامية للمواطنين ودورات تدريبية للمدرسين وكافة الممارسين فى مجالات التعامل مع حقوق الإنسان حتى تندمج مفاهيمها فى مداركهم وعقولهم وضمائرهم وتنعكس فى أنشطتهم وسلوكياتهم وممارساتهم . وشدد على ضرورة تعميق مبدأ المواطنة الذى أخذ به الدستور المصرى فى تعديله الثالث العام الماضى بإعتباره تطبيقا فعليا لحقوق الإنسان لكون المواطنة روح الديمقراطية . وأكد الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب أن المعايير المزدوجة للعديد من القوى الكبرى فى تناولها لقضايا حقوق الإنسان وتجسيمها لإنتهاكات هذه الحقوق فى بعض الأماكن وتجاهلها الكامل لانتهاكات أفدح فى أماكن أخرى يؤدى إلى "ضرب مصداقية قضية حقوق الإنسان فى جوهرها" . وأشار إلى أن إضفاء الشرعية الثقافية العالمية على حقوق الإنسان لايتم بقرار دولى ولا بالتصديق على الوثائق الدولية لحقوق الإنسان وإنما عبر الحوار الثقافى الرفيع الذى يؤمن جميع أطرافه بالتنوع الثقافى ويحول دون الإمعان فى انتهاك حقوق الإنسان فى منابر عالمية تحت ستار المعايير المزدوجة للشرعية الدولية وإزدراء الأديان والإساءة فى ممارسة حرية التعبير . وأعرب رئيس مجلس الشعب عن رفضه لسياسة الإستعلاء الثقافى.. معتبرا إياها تشعل نار الصراع وتسقط القاعدة العالمية لحقوق الإنسان حتى تظل حقوق الإنسان ساحة للصراع السياسى فى الدول وأداة من أدوات سياساتها الخارجية وكلمة حق يراد بها باطل . وأكد سرور أنه فى حالة إصدار القوانين التى تواجه خطر الإرهاب يجرى مراعاة الإعتدال فى التعامل مع الإنسان وحفظ حقوقه المشروعة .