فرض مجلس الأمن الدولى الإثنين عقوبات جديدة على إيران لتضييق الخناق عليها لرفضها التخلى عن برنامجها النووى الحساس، والذى يرفضه الغرب خشية تطويرها سلاح نووى. صوت على القرار 14 دولة من بين 15 وافقوا بالاجماع على العقوبات المفروضة على إيران، حيث إمتنعت اندونيسيا عن التصويت. من جانبها، تنفي طهران الإتهامات الغربية لها بالسعي لإمتلاك أسلحة نووية، وتجاهلت قرارات سابقة لمجلس الأمن طالبتها بتجميد برنامج تخصيب اليورانيوم الذي يمكن أن ينتج وقودا قد يستخدم لتشغيل محطات الطاقة النووية أو لتصنيع أسلحة من هذا النوع. ووافقت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن - وهي الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين- بالإضافة إلى ألمانيا في برلين يوم 22 يناير/ كانون الثاني على نص مسودة قرار يحدد الخطوط العريضة لمجموعة ثالثة من العقوبات على طهران. وبالرغم من آمال واشنطن بإجراء تصويت سريع على نص العقوبات، إلا أن مفاوضات إمتدت لأكثر من شهر بسبب رفض أربعة من الدول غير دائمة العضوية في مجلس الأمن علي الجولة الثالثة من العقوبات وهي جنوب إفريقيا وليبيا وفيتنام وإندونيسيا. من جهته اعتبر محمد سعيدي مساعد مدير الوكالة الايرانية للطاقة الذرية الاثنين ان صدور قرار جديد عن مجلس الامن الدولى سيؤدى الى "تعقيد" المفاوضات بشأن برنامج ايران النووى . ويحاول الرعاة الاوروبيين لمشروع القرار وهم بريطانيا وفرنساوألمانيا إقناع الدول الاربعة المتمنعة في مسعى لاستصدار قرار بالاجماع وتوجيه رسالة قوية لطهران، بينما تشكك الدول الرافضة للقرار في صحة فرض مجموعة جديدة من العقوبات على إيران، وهو ما تزامن مع إعلان الوكالة الدولية للطاقة عن تحسن تعاون طهران مع مفتشي المنظمة الدولية بدرجة ملموسة. وبينما يتوقع دبلوماسيون موافقة جنوب افريقيا وفيتنام على القرار وان كانت هناك إمكانية لامتناعهما عن التصويت، إلا أن ليبيا واندونيسيا فالأرجح انهما سيمتنعان عن التصويت أو يصوتان ضد القرار. وأجلت فرنسا وبريطانيا الجمعة من جديد تصويت مجلس الأمن الدولي على مشروع القرار بفرض مجموعة ثالثة من العقوبات على إيران في محاولة لكسب أصوات الرافصين. وابدت اسرائيل ترحيبها بتشديد العقوبات على ايران، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية اري ميكيل "هذا القرار الهام يثبت ان المجتمع الدولي لا يوافق على البرنامج النووي الايراني الذي يهدد الاستقرار والسلام في العالم." واضاف ميكيل ان "قادة ايران يهددون وجود اسرائيل ، والمجتمع الدولي اظهر انه لا يثق في ايران عندما تؤكد انها تواصل برنامجها النووي لاهداف مدنية." واوضح ميكيل ان وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني تقول ان "اي قرار لدول اخرى او شركات او مجموعات يسير في الاتجاه نفسه سيعطي ثقلا اكبر للعقوبات ويعززها." كما اعربت الخارجية الاميركية عن ترحيبها بتصويت مجلس الامن على تشديد العقوبات على ايران مشيرة الى ان ذلك يشكل "اقرارا بالتهديد" الذي يشكله برنامج ايران النووي. ومن جهتة أخري اعلن المندوب البريطاني في الاممالمتحدة ان الدول الكبرى الست المكلفة الملف النووي الايراني تريد عقد لقاء بين الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا والمسؤول الايراني عن الملف النووي سعيد جليلي لمحاولة الخروج من المأزق . وقال السفير جون سويرز باسم الاعضاء الخمسة الدائمي العضوية في مجلس الامن (الصين والولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا وروسيا ) بالاضافة الى المانيا ) طلبنا من الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا ان يلتقي سعيد جليلي، سكرتير مجلس الامن القومي الايراني . وكانت الاممالمتحدة قد أقرت بالاجماع مجموعتين من العقوبات في ديسمبر /كانون الأول عام 2006 ومارس/ آذار عام 2007. (رويترز، ا ف ب)