الأخبار: 10/11/2008 حسبتها الحكومة: أسعار القمح العالمي انخفضت. إذن المبلغ المرصود في الميزانية لوارداتنا منه 7 ملايين طن- سينخفض بحوالي 2 مليار جنيه. وبسرعة غير معتادة راحت توزع الغنيمة علي مشروعات البنية الاساسية - التعليم والصحة - ومياه الشرب والصرف الصحي وخلافه استسهلت الحكومة، وتصرفت في أول وفر لاح لها نتيجة الازمة المالية العالمية. ونست الحكومة أن البلد، والعالم كله، كان واقفا علي رجل بسبب حاجة اسمها ازمة الغذاء، أي الجوع. وأنها ايامها تكلمت كثيرا عن ضرورة الاهتمام بالزراعة، والمحاصيل الاساسية لغذاء الشعب. وأنها ستعمل علي ضخ 52 مليار جنيه سنويا، ولمدة خمس سنوات لتحقيق هذا الهدف. ومرت شهور طويلة دون أي بادرة تدل علي أن ذلك حدث، أو سيحدث. وبدلا من ذلك، الوفر الذي جاء من باب الله، ومن القمح، مشكلتنا الغذائية الكبري، أخذته لخدمات - ضرورية طبعا - بدلا من أن تتعب نفسها وتبحث عن موارد أخري لتنفيذها. وكأن القمح، والزراعة - عموما، خلاص ما فيش مشاكل الزراعة، والقمح خصوصا.. وبالأخص هذا العام، إذا لم يتم اسعافها باستثمارات هامة، وقبل ذلك بسياسات تنموية جدية، وسريعة، فالاحتمال الأكبر أن نجد انفسنا في موقف لا نحسد عليه. كان يجب علي الحكومة أن تخصص هذا الوفر لدعم القاعدة الانتاجية للغذاء: الزراعة. فزيادة انتاجنا من القمح، مثلا، ستوفر دخلا أكبر للفلاح. وتقلل اعتمادنا علي المستورد. إن تحديث الزراعة بالميكنة مثلا، هو تعزيز البنية التحتية للزراعة. ولو أن الحكومة ضخت هذين المليارين من الجنيهات، فأنها كانت ستوفرالميكنة الكاملة لمليون فدان قمح (كما حسبتها مع عالم الهندسة الزراعية الدكتور زكريا الحداد). تؤدي إلي زيادة انتاجية من 7.2 مليون طن حاليا، الي 7.3 مليون طن. هذه الزيادة وحدها 2 مليار جنيه. فإذا كانت هذه الآلات، ستخدم ايضا المحاصيل الصيفية: الارز والذرة. وتزيد الاول في الفدان نصف طن، وفي الثاني طنا كاملا.. فأي مكسب هائل ستحققه للفلاحين وللاقتصاد الوطني. ولغذائنا؟ فإذا اضفنا أن الآلات الزراعية تعيش عشر سنوات علي الاقل. فإذا اضفنا أن آلة التسوية بالليزر، وهي من أغلي الآلات، تبقي تسويتها للأرض ثلاث سنوات، وأن ذلك يعني أنها ستستخدم في مليون فدان هذه السنة، وتنتقل لمليون فدان ثانية السنة الثانية، ثم إلي المليون الثالث في السنة الثالثة، ثم تعود الي المليون الاول وهكذا، أي أننا بالآلات التي جلبناها لخدمة مليون فدان، ستخدم عمليا 3 ملايين فدان. أحسبوا أنتم المكسب. أكثر من ذلك. التسوية بالليزر، كما يقول خبراء الزراعة والري، توفر 51٪ من مياه الري. ومعني ذلك كما حسبتها مع استاذ المحاصيل والمياه الدكتور محمد اسامه سالم لم توفر لنا ما يروي مساحة من الارض الجديدة تعادل 01٪ من المساحة التي ستسويها في الارض القديمة. فأي فائدة عظيمة يمكن أن نجنيها؟! الحكومة لم تسمعنا ونحن نهاتي: قبل الموسم.. اعلنوا للمزارعين يكم ستشتري الحكومة القمح هذا الموسم.. وكم فدانا نحتاج لزراعتها وكم طنا تريده لرغيف الخبز ولكنها صامتة صمتا مريبا.. فهل ستسمعنا الان..؟