يوم ختام مهرجان قرطاج في تونس كان افتتاح مهرجان دمشق في سوريا.. ومهرجان مراكش في المغرب يتزامن مع انعقاد مهرجان القاهرة في مصر.. وسبق الجميع مهرجان الشرق الأوسط في ابوظبي ويختتم مهرجان دبي في الامارات هذا العرس المهرجاني السينمائي العربي.. وقبل ان نتحدث عن هذه المهرجانات والهدف منها دعونا نحاول أن نعرف لماذا يتم تنظيم المهرجانات العربية بشكل متزامن ومتعاقب؟. في العالم خريطة وضعها اتحاد المنتجين العالميين تحدد مواعيد المهرجانات وقد أصبحت مواعيد معروفة للدنيا كله, وكبار السينمائيين يحرصون علي انجاز أفلامهم ليكون لهم شرف الاشتراك في المهرجانات العالمية الكبري وقد وضعت المهرجانات العربية علي الخريطة في نهاية العام ولهذا انحسرت المهرجانات التي يقيمها العرب خلال فترة معينة.. فاذا عرفنا أن الأفلام التي تحصد جوائز المهرجانات الكبري تصبح من العناوين الرئيسية في المهرجانات العربية لادركنا أننا لا نستطيع تغيير المواعيد المحددة. وزمان.. لم تكن هناك مشكلة حيث كان مهرجان القاهرة يقام سنويا بينما يقام كل من مهرجان قرطاجودمشق بالتناوب مرة كل عامين ولكن ظهرت مهرجانات مراكشودبيوابوظبي مؤخرا لتسرق كثير من الاضواء من المهرجانات العربية العريقة. ولعلنا تابعنا في السنوات الثلاث الاخيرة الحديث عن مأزق مهرجان القاهرة الذي انحسرت عنه بعض الاضواء لصالح هذه المهرجانات الاخري.. ووجدنا اتهامات صحفية مثيرة تتهم نجومنا بعدم الانتماء حيث يحرصون علي حضور المهرجانات العربية ويتجاهلون مهرجاننا.. والاهم من ذلك تابعنا تعثر مهرجان القاهرة بداية من البحث عن تمويل حتي البحث عن نجوم عالميين للمشاركة في اعماله, واكساب افتتاحه بهجة وقيمة.. ومازال هذا التعثر قائما حتي اليوم؟! وحتي لا ندخل في تفاصيل كثيرة, دعوني اشير إلي ان ادارة مهرجان القاهرة ليست هي سبب التعثر, انما نظرتنا نحن لإقامة المهرجان والتعامل معه بخفة واعتباره حدث سنوي عابر أو احتفالية نحرص علي انتظامها!. فاذا نظرنا بسرعة للمهرجانات العربية الاخري, لوجدنا جدية شديدة في التعامل مع هذا الحدث الثقافي العالمي.. جدية تجعل هذه المهرجانات تقام تحت رعاية الدولة نفسها, ان ملك المغرب هو راعي مهرجان مراكش, والرئيس السوري هو راعي مهرجان دمشق وهكذا.. وهذه الرعاية تعني انه علي كل مسئول ان يقوم بدوره لتحقيق هذا الحدث الثقافي العالمي.. وعندنا نجد ادارة المهرجان تنشغل بموافقة المحافظ مثلا أو وزير الحكم المحلي علي تعليقات لافتات المهرجان.. مثلا؟!.. الامر الاخر هو هدف المهرجان نفسه, ففي المغرب يقام لجذب الافلام العالمية للتصوير علي الاراضي المغربية.. وينجح في تحقيق ذلك!.. وفي ابوظبي الهدف ان تكون المدينة واحدة من المدن الاهم ثقافيا في العالم.. وفي دبي يصبح المهرجان جزء من حركة الاستثمار الهائلة هناك وهكذا. أما عندنا فالمهرجان لا يزيد عن مجرد احتفالية ولم نسع من خلاله لجذب الافلام العالمية للتصوير في مصر بكل ما نملكه من حضارة قديمة ومدن سياحية.. ولم ننجح في ان نجعله سوق للفيلم في المنطقة ولم نخطط لنجعل القاهرة هي هوليوود الشرق لتبني الأعمال العربية والافريقية فنا واستثمارا وصناعة.. ولم.. ولم. هذا هو المأزق الذي يعاني منه مهرجان القاهرة, اللامبالاة, بداية من اختيار رئيس غير متفرغ له حتي البحث عن صالات عرض لعرض أفلامه وعدم وجود ميزانية لائقة لاقامته... وغير حقيقي ان الاضواء سرقت منه لوجود مهرجانات عربية ناجحة... ومن يريد النجاح ينجح!..