سارة.. وقضاياها الشائكة سارة فى سطور الانتقادات.. تحاصر سارة بعد ساعات فقط من إلقاء المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الامريكية باراك أوباما كلمة بمناسبة قبوله ترشيح الحزب رسميا به بمدينة دنفر في ولاية كولورادو، فجر المرشح الجمهورى للبيت الابيض جون ماكين مفاجأة باختياره حاكمة ألاسكا سارة بالين نائبة له، حيث وُصف اختياره هذا بأنه أحد أكثر الخيارات مجازفة فى تاريخ السياسة الأمريكية. سارة.. تلك السيدة المحافظة قد تُمكن ماكين بأن يتصالح مع اليمين فى حزبه الذى يعتبره ليبراليا بشأن المسائل الاجتماعية الكبرى التي ينقسم فيها الامريكيون، كما أنها تحمل نفحة من الشباب والطاقة والبريق إلى الحملة الباهتة لماكين لتمكنه من التلويح بالتغيير وتضيف صوتا جديدا لحملة ماكين. تعد سارة صاحبة سجل محافظ في الاصلاح الاقتصادى، وانتخبت عام 2006 لتصبح أول امرأة تشغل منصب حاكم الاسكا. كما أنها تعد ثاني سيدة تخوض ترشيح نائبة الرئيس بعد الديمقراطية جيرالدين فيرارو التي اصبحت عام 1984 اول امرأة ترشح لمنصب نائب الرئيس عن حزب كبير. سارة.. وقضاياها الشائكة تملك سارة آراء قوية مناهضة للاجهاض وزواج المثليين، حيث رفضت إجهاض طفلها الخامس بالرغم من اكتشاف إصابته بالتثلث الصبغي (منغولي) قبل الولادة، وتدافع عن عقوبة الإعدام وتدريس "خلق الكون" في المدارس. كما أنها أغضبت المدافعين عن البيئة بمعارضة إدراج الدب القطبي كنوع مهدد وهي مؤيدة قوية للتنقيب عن النفط والغاز في المناطق البحرية أمام سواحل الاسكا. بالين يمكنها كذلك أن تساعد ماكين في اجتذاب أصوات مؤيدي هيلاري كلينتون المستائين بعدما خسرت سيناتور نيويورك معركة مريرة مع أوباما في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي. لكن هناك جانبا مظلما لسارة بالين وهو نقلها لمفوض السلامة العامة لولاية الاسكا من منصبه إلى منصب آخر بسبب رفضها فصل شرطي يخوض معركة طلاق ونفقة أطفال مع زوجته السابقة، والتي هي أخت بالين الصغرى. وتخضع بالين للتحقيق حاليا بسبب هذا الموضوع. وقد تنجح بالين في كسب بعض التأييد من النساء اللاتي لا يزلن يشعرن بالسخط بسبب فشل هيلاري كلينتون في الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الامريكية واللاتي لا يزلن مترددات في تأييد المرشح الديمقراطي باراك أوباما لكن تأثير هؤلاء النسوة لا يزال غير معروف. فيما يرى المحللون أن ثمة أمر مؤكد وهو أن وجود سيدة على لائحة ماكين سيعزز أهمية هيلاري كلينتون في صلب حملة الحزب الديمقراطي للوصول الى البيت الابيض. سارة فى سطور ولدت سارة في 11 فبراير/ شباط 1964، وتخرجت فى جامعة أيداهو عام 1987، حيث درست الصحافة والعلوم السياسية. وهى متزوجة وأم لخمسة أبناء تتراوح أعمارهم بين 18 عاما وخمسة أشهر، والتحق أكبرهم بالقوات الأمريكية التي تغزو العراق، وذلك على غرار ماكين الذي يخدم أحد أبنائه في العراق أيضا، وهو ما يقدم إشارة صريحة على أن البيت الأبيض المقبل تحت سلطة هذا الثنائي. كما تعد سارة البالغة من العمر 44 عاما ملكة جمال سابقة، حيث اُختيرت بين عشرات المتنافسات ملكة جمال لمدينة واسيلا وتقول إنها شاركت في المسابقة للحصول على أموال لمواصلة دراستها الجامعية. وفي مقابلة لها مع مجلة "فوغ" تقول إنها لم تصدق نبأ اختيارها عندما اصطفت مع زميلاتها المتنافسات وهن مرتديات ثياب سباحة. فحاكمة ولاية ألاسكا تفضل ايضا لعب كرة السلة، وارتداء فساتين السهرة واللباس المريح مثل لباس الصيد إلا أن مركزها كحاكمة يفرض عليها إرتداء لباس رسمي ونظارة فاخرة تحمل توقيع "كاز كاواساكي" وحذاء للمصمم فرانكو سارتو. وقد ظهرت أكثر من مرة كمعلقة رياضية حيث يعرف عن بالين أنها رياضية وشغوفة بالرياضة. الانتقادات.. تحاصر سارة وفى النهاية تبقى الانتقادات تحاصر ماكين على اختياره سارة، وذلك بسبب ضعف خبرة بالين في السياسة الخارجية، وشكوك في مدى استعدادها لقيادة البلاد في حال غياب الرئيس، أكبر مرشح رئاسي سناً في التاريخ الأمريكي. فقد انتقد فريق المرشح الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية الامريكية باراك أوباما اختيار منافسه الجمهورى جون ماكين حاكمة الاسكا سارة بالين لمنصب نائب الرئيس، ونقل راديو " سوا " الامريكى عن الناطق باسم أوباما بيل بولتين أن ماكين وضع رئيس بلدية سابقة لمدينة من تسعة آلاف نسمة وتجربتها تساوى صفر فى السياسة الخارجية على قيد انملة من الرئاسة على حد تعبيره كما انتقد بولتين مواقف نائبة الرئيس المعارضة للاجهاض وتأييد التنقيب عن النفط فى المحميات الطبييعية فى القطب الشمالى، غير أن أوباما ومرشحه إلى نيابة الرئيس السيناتور جوزيف بايدن وجها التهانى إلى الحاكمة سارا بيلين، واعتبرا أن تعيينها من مؤشر جيد على ما اسموه سقوط الجدران القديمة فى عالمنا السياسى. وجاء فى بيان التهانى الذى صدر عن أوباما وبايدن أنه بالرغم من الخلافات الطبيعية مع باكين حول أفضل طريقة لإدارة البلاد فان الحاكمة بالين شخصية تثير الاعجاب وستزيد صوتا جديدا إلى هذه الحملة.