أثارت تصريحات خطيب ضريح الإمام الحسين فى كربلاء الذي ندد فيها بعرض الملابس النسائية "بطريقة مثيرة" جدل حاد حول "المظاهر المنافية للإسلام" مثل الأغاني والرقص وحفلات الأفراح. وأشار رجل الدين عبد المهدي الكربلائي معتمد آية الله علي السيستاني في خطبة الجمعة إلى "هذه الظواهر واصفا إياها بالسلبية و معبرا عن أسفه "لأن أحدا لا ينهي عنها أو يردعها"، وأضاف إن هناك "ظاهرة فتح أجهزة المذياع على الأغاني بصوت مرتفع جدا ولا أجد أحدا ينهي ويردع عن هذه الظواهر". وتابع الكربلائي غن "المسئولية تقع على الجميع بحسب ما يستطيع المواطن والمواطنة أن يؤدوا واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحتى مسئولي الدولة ومنظمات المجتمع المدني واساتذة الجامعة والمدرسين الكل مسئول أمام الله". من جهة أخرى، ندد الكربلائي بعرض مسرحية "تتنافى مع مبادئ ديننا الحنيف" في اشارة الى مسرحية "كون آني برلماني" التي قرر مجلس المحافظة منعها بذريعة انها تمس "قدسية كربلاء وتخدش الحياء"، لكن الكربلائي قال إن "مجلس المحافظة منع المسرحية بعد أيام من عرضها لكننا كنا نأمل أن يكون المنع منذ أول يوم". يذكر ان الحفلات والغناء في الاعراس وغيرها من الامور التي كان الناس يمارسونها بحرية ابان النظام السابق منعت بعد سقوطه وخصوصا تسجيل الاغاني وصالونات الحلاقة وعرض الملابس النسائية في المحلات. لكن هذه الممارسات عادت الى الظهور بقوة بعد المواجهات الدامية اثناء ذكرى مولد الامام المهدي في آب/اغسطس 2007 بين قوات امنية وجيش المهدي والتي حصدت عشرات القتلى واصدر في اعقابها مقتدى الصدر قرارا بتجميد انشطة الميليشيا الشيعية. وعاد المواطنون الى الرقص والغناء وتنظيم حفلات علنية للاعراس كما اعادت صالونات الحلاقة النسائية فتح ابوابها وكذلك عرض الملابس النسائية في المحلات المخصصة لذلك، وقد تعرض عدد كبير من هذه المحلات للتفجير عندما كانت مجموعات اطلقت على نفسها "الامر بالمعروف والنهي عن المنكر" تتجول في الشوارع لمنع ما تعتبره "منافيا لتعاليم الاسلام". من جهته يؤكد الموظف سالم جاهل "لا اعتقد ان هناك دينا سماويا يمنع البهجة والفرح ويدعو فقط للحزن والالم ، عادت المحلات تعرض بضاعتها بكل حرية فنحن بلد متعدد الثقافات والاتجاهات، لا يمكن فرض لون محدد فهناك المتدين والعلماني". بدوره يقول صحافي واديب رفض الكشف عن اسمه "يجب تحديد قدسية المدينة بشعاع محيطه كيلومتر حول العتبتين الحسينية والعباسية وما بعد هذا المحيط فان الناس احرار في ممارساتهم الدنيوية مثل جلسات السمر والحفلات وسواها فلا يمكن ان نجعل من كربلاء كلها مقدسة ويكون محرما على المواطن ان يفرح فيها". ويتساءل احد سكان كربلاء "هل يريدون ان يكون الحكم مثل طالبان. لا يمكن ان يحصل ذلك فالعراقي صاحب طرفة وروح حيوية، كان الفلاحون يحرثون او يحصدون على وقع غنائيات محلية معروفة في ريف وسط العراق". في المقابل يقول زهير سعد "اؤيد الكربلائي شرط ان لا يكون التدخل لمنع هذه المظاهر بالقوة وانما بالنصح والارشاد لان هناك هجمة على الاسلام واذا استخدمنا القوة سيصفوننا بالارهابيين وطبيعي ان مظاهر الغناء لا تتناسب مع قدسية المدينة". من جهته يوضح عادل عباس القارئ في احد المساجد "اتفق مع الكربلائي لان هذه المظاهر الصاخبة والحفلات الغنائية لا تتناسب مع قدسية كربلاء التي تختلف عن المدن الاخرى فمن يريد ان يفرح يجب ان يكون ذلك داخل منزله ودون صخب او ضجيج". يذكر ان قيادة شرطة كربلاء اتهمت الصيف الماضي الميليشيات الشيعية بمئات عمليات الاغتيال تحت "ذريعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر" خلال اربع سنوات، واعتبرت ان "مجموعات جيش المهدي ارتكبت انتهاكات لحقوق الانسان عبر ارادتها ان تفرض على المواطنين نظاما يضاهي نظام طالبان تحت مسميات وبدع ما انزل الله بها من سلطان وعاثت في الارض فسادا تحت ذريعة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر". (ا ف ب)