الاهرام 25/10/2008 قلنا نريد صحافة حرة وإعلاما طليقا, وتعددا في الرؤي والأفكار والآراء فصارت تولد كل يوم صحيفة خاصة وفضائية خاصة لكننا وجدنا المال الفاسد يتحكم في صحف هنا وفضائيات هناك.. صحف وفضائيات تخدم مصلحة الممول وليس المواطن. قلنا نريد مجتمعا مدنيا فاعلا ومنظمات أهلية قوية تشارك في تطوير وبناء البلد إلي أن غلبت مواليد المنظمات مواليد الأفراد لكننا وجدنا المال الفاسد يتحكم في هذه المنظمة أو تلك.. والمنظمات تخدم الممول وليس البلد. قلنا نريد أحزابا قوية.. أحزابا معارضة تنافس حزب الأغلبية الحاكم بالرؤي والسياسات, لكننا وجدنا أحزاب المعارضة تتواري ووجدنا المال الفاسد يؤسس نخبة جديدة بديلة وموازية بصحف وفضائيات ومنظمات وظيفتها الوحيدة هدم كل شيء والتشكيك في كل شيء وفي المقابل أغرقها بالمال والمستوطنات السكنية الفاخرة بل ويرعي أكلها وشربها حتي أقام لها مطاعم خاصة فصارت تسكن في فلل التجمع الخامس, وتسهر في الزمالك أو جاردن سيتي. يغتنون من أموال العمل التطوعي, الذي لا تجارة ولا ربح فيه ومن بعد عدم وفقر وحال متوسط أصبحوا أصحاب وجاهة مالية واجتماعية في ظرف أيام. المال الفاسد.. مصري وأجنبي.. وبعضه من تشابك المصري والأجنبي, لكنه يعمل بالأسلوب الأمريكي في خلق النخب المضادة للآخرين والتابعة له.