الجمهورية: 13/10/2008 أكتوبر الحالي.. هو شهر الحسم لإنهاء الانقسام والتشرذم والعداء بين الفصائل الفلسطينية المختلفة وبالذات فتح وحماس. 13 فصيلا فلسطينيا كانوا في القاهرة خلال الأيام الماضية يمهدون لحوار وطني فلسطيني شامل تستضيفه مصر في الخامس والعشرين من أكتوبر الجاري بعد نجاح المسئولين المصريين في تحقيق اتفاق مبدئي حول النقاط المطروحة للتفاهم والموافقة في الاجتماع القادم الذي من المفروض أن يتمخص عن خطه للتنفيذ تستغرق ما بين 6 إلي 9 أشهر. الرؤية المصرية أو خريطة الطريق التي طرحها المسئولون حازت قبول كافة الفصائل بما فيها حماس التي وافقت علي تشكيل حكومة وحدة مع فتح والفصائل الأخري بعد ايجاد لجان تتولي مناقشة وسائل التنفيذ وذلك باعتبار ان هذا الطرح يمهد الطريق لانهاء الأزمة الفلسطينية الفلسطينية التي طال أمدها وبدا الحل صعبا للغاية بعد تمسك كل الأطراف بمواقعها وتبادلت فتح وحماس التصريحات العدائية بل والاقتتال فيما بينهما حيث سقط ضحايا كثيرون وشهد العالم كله هذا الصراع وقابلته إسرائيل بترحاب كبير للغاية! وإذا كانت الخطة المصرية تركز علي تشكيل حكومة تكنوقراط تشمل مختلف الفصائل وكذلك إعادة تشكيل قوات الأمن في غزة تحت اشراف عربي فإن حماس تتمسك بأن يكون لها دور في أي هيكل لقوات الأمن وانها يجب ان تشكل ليس فقط في غزة التي يعيش فيها مليون ونصف المليون مواطن بل ايضا في الضفة الغربية حيث يعيش 5.2 مليون مواطن تحت الاحتلال الاسرائيلي. وتطلب حماس أيضا ان يصبح الإسلاميون شركاء في منظمة التحرير الفلسطينية وتبرز هنا أهمية إعادة قطاع غزة للسلطة الفلسطينية كما تبرز مخاوف النزاع حول شرعية الرئيس الفلسطيني محود عباس الذي تنتهي فترة رئاسته في يناير من العام القادم والذي ينوي مد فترة رئاسته عاما آخر من أجل إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في وقت واحد.. لكن حماس ترفض الفكرة وتتمسك بإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها مطلع العام القادم وتهدد بسحب الاعتراف برئاسة عباس إذا بقي يوما واحدا في موقعه بعد انتهاء فترة رئاسته. "الشيطان يكمن في التفاصيل" هكذا وصف محمود الزهار الخلاف بين فتح وحماس علي أساس ان كل طرف منهما يري الأمور بشكل مختلف تماما ويري حلول المشاكل طبقا لرؤيته الخاصة - المتمسك بها - كما ان كل تفصيله في المشاكل المطروحة هي بمثابة قنبلة قابلة للانفجار إذا لم يتم احتواؤها والسيطرة عليها. لابد من توافر حسن النية أولا والرغبة لدي كل الاطراف في ايجاد حل مناسب للمشاكل والأزمات العالقة بينهم وليضع هؤلاء فلسطين الوطن والأرض والتحرر نصب أعينهم.. لا توجد مشكلة ليس لها حل المهم توفير المناخ الملائم للخروج من هذه المشاكل. لقد بذلت مصر ولاتزال جهدا كبيرا في التوفيق بين الاطراف الفلسطينية المتنازعة ولا يجب أن يضيع هذا الجهد سدي بسبب نظرة ضيقة أو قصور في التفكير لدي طرف من هذه الاطراف. التركيز علي القضايا الفلسطينية الرئيسية التي تهم كل الشعب الفلسطيني في صراعه مع المحتل يجب أن تكون هي الاساس والهدف وما عدا ذلك لا يستحق التوقف أمامه طويلا أو الاغراق في تفاصيله وحيثياته. مطلوب مصالحة شاملة لكافة جوانب الخلاف خاصة بين فتح وحماس فلقد خسر الطرفان كثيرا من جراء نزاع المناصب والسلطة والسيطرة وخسر معهما الشعب الفلسطيني تعاطف وشعوب العالم معهم بعد أن شاهدوا بأسي وحزن كيف يقتل الأخ اخاه. العرب يعودون للعراق الأسباب.. والمبررات الآن.. انفتحت الأبواب العربية علي مصراعيها لاحتواء العراق واحتضانه وادخاله معززا مكرما للحظيرة العربية التي غاب عنها طويلا لظروف خارجة عن إرادته بعد أن وقع فريسة الاحتلال والعنف والتفكك والصرعات القبلية والعقائدية وانزوي العرب بعيدا بعض الوقت يرقبون وينتظرون ويتحسرن علي العراق العربي الشقيق الذي كان منذ سنوات قويا معافي متقدما في الميادين العلمية والنووية والاقتصادية. كان محط انظار العالم والقوي الكبري وقوي البغي والعدوان التي استكثرت عليه كل هذه النعم فكان لابد من تحطيمه وتشريد أهله وتدمير بنيته الاساسية في كل المجالات أخذت قوي اقليمية مثل ايران وأخري دولية مثل الولاياتالمتحدة وبريطانيا تسرح وتمرح في ربوع العراق تستولي علي خيراته وتوقع الفتنة بين السنة والشيعة بل بين كل فئات الشعب وتري وتبارك وتدعم هذه الفتنة بكل صورها البائسة والعنيفة مما تسبب في انفلات عيار كل من يحمل سلاحا أو قنبلة وجري التفجير هنا وهناك وسالت الدماء غزيرة في الشوارع بعد أن دخل تنظيم القاعدة وهياكله في اللعبة ليزيد الجراح عمقا بل تغلغلت إسرائيل ايضا في شمال ووسط وجنوب العراق تبث سمومها وتسعي للتمركز والبقاء هناك طويلا تنشر افكارها ومؤامراتها وتسعي لنهب الخيرات والعقول. وجاءت الفرصة العرب بعد الانتظار طويلا بلا فائدة.. فقد تحقق مؤخرا في العراق استقرار نسبي وانخفضت مستويات العنف والقتل في بغداد وعدد من المناطق حتي انه تراجع من 200 هجوم اسبوعيا خلال الأشهر الأربعة الماضية إلي أقل من 4 هجمات في بغداد يوميا بعد التطورات الأمنية الايجابية.. ايضا لا يجب أن يترك العرب الساحة كاملة لإيران كي تثبت اقدامها وتحول العراق إلي جزء من ايران علي حساب السنة الذين تعرضوا في الفترة الماضية لظلم واستبداد كبير لهذه الأسباب وغيرها توافدت زيارات المسئولين العرب علي العراق مؤخرا وبدت النية صادقة للانفتاح مع العراقيين في جوانب عديدة أبرزها الاستعداد لفتح سفارات عدة دول عربية في وقت واحد. ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز قال ان بلاده ستفتح سفارة في بغداد قريبا. وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط وسامح فهمي وزير البترول كانا في بغداد مؤخرا والتقيا مع المسئوين العراقيين حيث يجري الآن البحث عن مكان مناسب للسفارة المصرية هناك بالاضافة إلي بدء تعاون بين شركات البترول المصرية والعراقية. ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كان هناك في بغداد وقدم السفير الاماراتي أوراق اعتماده للعراقيين واعلنت البحرين أول الشهر الماضي عن تعيين سفير لها في العراق. فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان كان هناك في بغداد في اطار انفتاح لبناني علي العراق. سوريا عينت محافظ القنيطرة السابق سفيرا لها في بغداد تمهيدا لعلاقات طبيعية بين البلدين. الأردن كانت هناك منذ عامين عندما ارسلت سفيرا معتمدا لها في العراق. هكذا يتواصل التواجد العربي الدبلوماسي أكبر مما كان سابقا ليكتمل شكل الدعم الرسمي العربي للنظام العراقي الجديد والذي جاء بعد سقوط صدام حسين. لكن هذا التواجد العربي يجب أن يكون مدعوما باحتياطات أمنية عراقية مكثفة لحماية السفراء والدبلوماسيين بعد تجارب سابقة راح ضحيتها السفير المصري السابق بالعراق ايهاب الشريف مما اضطر مصر لاغلاق سفارتها هناك منذ 3 سنوات. وتعرض المبعوث البحريني السابق لدي العراق لمحاولة اغتيال في بغداد واصيب بجروح عديدة. كذلك تم اختطاف السفير الإماراتي ناجي النعيمي منذ عامين واطلق سراحه بعد مغادرة القائم بالأعمال للسفارة كما تعرضت البعثة الدبلوماسية الاماراتية لهجوم آخر قتل خلاله عراقيان. الأمر إذن يدعو للحذر فلم يحدث حتي الآن الاستتباب الأمني المطلوب لكن حماية البعثات الدبلوماسية العربية هو أمر في غاية الأهمية لأن جهات عديدة هناك ستحاول تطفيش هذه البعثات مرة أخري من العراق حتي تخلو الساحة لها تماما. نقطة نظام * رشيد محمد رشيد: تصريحاتك حول تداعيات الأزمة العالمية علي مصر تؤكد انك واقعي.. فاهم.. دارس ومستعد لمواجهتها. * أزمة: إذا كان للأزمة المالية سلبيات كثيرة فلها ايضا ايجابيات اهمها انخفاض اسعار الشقق والعقارات في مصر بعد ان توحش اصحابها وغالوا كثيرا في نهب وسرقة جيوب الناس. * خبراء: بعض الخبراء لدينا ليس لديهم ادني فكرة عما يدور حولنا من انهيارات مالية في الدول الغنية.. انهم يتحدثون دائما وبثقة "غريبة" اننا بعيدون كل البعد عن آثار الأزمة وكأننا نعيش في كوكب آخر.. هؤلاء يستحقون لقب قراء عاديين وليسوا خبراء. * شوارع القاهرة والجيزة: أصبحت لا تطاق.. الزحام خانق ورجال المرور اختفوا بلا سبب مفهوم حتي قانون المرور الجديد أصبح في خبر كان.. من يحل المشكلة إذن ياحكومة؟!