أشاد ممثلو وخبراء حفظ السلام من 40 دولة فى العالم بالدور المحورى الذى تقوم به مصر على صعيد عمليات حفظ السلام والتدريب عليها واستراتيجية الرئيس حسنى مبارك الساعية لبناء القدرات الافريقية الوطنية المؤهلة والقادرةعلى تنفيذ عمليات حفظ السلام ,وإنهاء الصراعات وفق رؤية تحول دون محاولات التدخل الخارجى, وتؤكد المصلحة الوطنية وتحقيق التوازن بين الاعتبارات الإنسانية والأمنية . جاء ذلك فى ختام اجتماعات دورة الانعقاد السنوى الرابعة عشرة للاتحاد الدولى المراكز التدريب على عمليات حفظ السلام التى استضافتها العاصمة النيجيرية أبوجا فى السادس من شهرأكتوبر 2008 واختتمت أعمالها اليوم "الجمعة" برعاية من أكاديمية الدفاع الوطنى النيجيرية ومركز دعم السلام فى إفريقيا التابع له . كما عبر المشاركون فى الاجتماعات عن تقديرهم الكبير لمبادرات مصر التى أطلقتها السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية لحماية المرأة والطفل فى مناطق الصراعات فى إفريقيا من خلال حركة سوزان مبارك للسلام والتى لقيت دعم وتأييد رابطة قرينات الرؤساء الأفارقة لما أثارته المبادرة من قضية أهمية حماية المدنيين فى أوقات الصراعات . وقالت السفيرة سعاد شلبى مديرة "مركز القاهرة لحفظ السلام" التابع لوزارة الخارجية إنه تم توجيه الدعوة للسيدة سوزان مبارك للمشاركة فى أعمال مؤتمر (نساء من أجل السلام فى أفريقيا) الذى تستضيفه لعاصمة الليبيرية منروفيا فى مارس القادم . وأكدت أن اهتمام مصر والسيدة سوزان مبارك بقضية المرأة فى مناطق الصراعات فى أفريقيا والعالم ينبع من إيمان عميق بالدور الذى يمكن أن تقوم به المرأة فى نشر ثقافة السلام والتعايش المشترك فى المجتمعات الافريقية ابتداء بنطاق الاسرة . ونوهت بأن اهتمام السيدة سوزان مبارك بهذا البعد الانسانى يأتى متكاملا مع جهود الرئيس مبارك لبناء السلام وإنهاء بؤر الصراعات المسلحة فى أفريقيا من خلال عمليات حفظ السلام ذات الطابع التكاملى الذى تتلاقى فيه جهود حفظ السلام من العسكريين وأفراد الشرطة وموظفى الاغاثة المدنيين وهى الاستراتيجية التى تتبنها مصر . شهدت الاجتماعات وزيرة الدولة النيجيرية للدفاع فيديليا أكوباتا اينجيزى وقيادات دفاع وحفظ سلام من أفريقيا والولايات المتحدةالامريكية وكندا والاممالمتحدة والاتحاد الافريقى وسويسرا وفرنسا والمملكة المتحدة وهولندا وألمانيا . وقد تقرر أن تستضيف مصر خلال الفترة من 23 نوفمبر وحتى 7 ديسمبر القادمين 200 من الكوادر العسكرية والشرطية والمدنية العاملة فى مجال الاغاثة وحفظ السلام للتدريب فى "مركز القاهرة لحفظ السلام وتسوية المنازعات" بإجمالى 200 متدرب من 10 دول أفريقية من بينها نيجيريا وأثيوبيا والكاميرون وليبيريا والمغرب وجنوب أفريقيا وغانا . وسيتم التدريب وفق منهج تكاملى يوازن بين العمل العسكرى والانسانى مع التركيز على دعم دور القيادات الطبيعية والتقليدية للقيام بالوساطة وفض المنازعات على مستوى القارة الافريقية . من جانبه , أكد السفير المصرى لدى أبوجا شريف نجيب أن مطالبة المشاركين فى اجتماعات أبوجا بتوسيع نطاق انخراطهم فى برامج التدريب المصرية على عمليات حفظ السلام ينطلق من تقدير كبير لمصر ولجهود الرئيس حسنى مبارك لاحلال السلام فى منطقة الشرق الاوسط وأفريقيا , تكاملا مع رسالة مصر الحضارية الداعية للاستقرار والتنمية والتعاون بين شركاء المجتمع الدولى . وقال السفير شريف نجيب : إن ثقل مصر التاريخى وكفاءة مؤسساتها العسكرية والامنية والدبلوماسية تشكل فى مجموعها مقوما هاما من مقومات نجاح دور مصر على صعيد حفظ السلام أفريقيا والعالم , لافتا الى أن تعاون مصر مع نيجيريا فى عملية بناء وحفظ السلام فى درافور يشكل نموذجا جيدا للتعاون الثنائى فى هذا الصدد بالنظر الى كون عملية السلام فى درافور هى أكبر عملية سلام فى تاريخ الامم المتحدة . وهامش جلسات المؤتمر , تلقى السفير المصرى سيلا من التهانى من مسئولى حفظ السلام الافارقة بمناسبة احتفالات مصر بانتصارات أكتوبر المجيدة ، ورد عليهم السفير شريف نجيب بالقول :"إن مصر التى حققت النصر فى ميدان القتال لاستعادة أراضيها وحقوقها المشروعة هى الآن الأقدر على حمل لواء السلام ونشر رسالته فى إفريقيا والعالم ، وتلك هى استراتيجيتنا الثابتة . وقد تم خلال اجتماعات دورة الانعقاد السنوى الرابعة عشرة للاتحاد الدولى لمراكز التدريب على عمليات حفظ السلام فى أبوجا بحث سبل التنسيق بين "مركز القاهرة لحفظ السلام وتسوية المنازعات" والمراكز الاخرى العاملة فى نفس المجال على مستوى القارة , وفى مقدمتها مركز كوفى أنان فى غانا للتدريب على عمليات حفظ السلام ومراكز التدريب التابعة لمنظمات تعاون دول غربى إفريقيا /إيكواس/ وجنوبى إفريقيا /سادك/ إضافة الى التعاون مع مراكز دول شرقى إفريقيا سعيا لبناء كوادر إفريقية وطنية قادرة على الاضطلاع بمهام حفظ السلام وتسوية الصراعات الاقليمية فى القارة . وفى هذا الصدد , قدم السفير محمود فرغل خبير حفظ السلام الدولى ورقة عمل تتضمن أفكارا حول التحديات التى تواجه عمليات حفظ السلام فى أفريقيا والعالم , ومتطلبات مواجهتها من خلال تنظيم التعاون بين أجهزة حفظ السلام الوطنية والدولية , وفى مقدمتها الاممالمتحدة. وقال السفير فرغل وهو رئيس هيئة مستشارى "مركز القاهرة الدولى لحفظ السلام وتسوية المنازعات" إن للامم المتحدة 33 مدربا فقط لما يقرب من 200 ألف من قوات حفظ السلام العاملة فى أفريقيا وهو ما يوضح ضخامة وثقل مهمة بناء كوادر التدريب الافريقية الوطنية الخالصة على مهام حفظ السلام , وهو ما تسعى اليه مصر من خلال مركز القاهرة الذى تأسس قبل عشرة أعوام ويمتلك علاقات تعاون قوية مع الاتحاد الدولى لمراكز التدريب على عمليات حفظ السلام المنشأ فى عام 1995 والذى يتخذ من نيودلهى فى الهند مقرا لسكرتاريته التنفيذية . وقال السفير محمود فرغل أن مصر ستشارك فى مؤتمر الاتحاد الدولى لمراكز التدريب الذى يقام القادم والمقررر انعقاده فى استراليا فى أكتوبر 2009 ، مؤكدا أن المطلوب هو خلق دائرة تعاون أكبر بين الأجهزة الإقليمية والدولية على أصعدة التدريب وتبادل المعلومات بما يحقق التناغم فى ايقاع الاداء على جميع المستويات اإاقليمية والوطنية . وقال إنه تم فى إطار ذلك بحث إمكانية استفادة مركز القاهرة لحفظ السلام من إسهام وسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات فى هذا الجهد ، وقد عرض آلان موديه رئيس المركز السويسرى لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات أفكارا مبتكرة تقوم اداة المركز بتقييمها حاليا لتقرير مدى الاستتفادة الممكنة منها وأوضح السفير محمود فرغل أن الاستراتيجية المصرية لحفظ السلام تركز على اعتبارات ما بعد انتهاء الصراعات من إعادة تأهيل لأبناء مناطق الصراعات ونزع السلاح و القضاء بالجهد الدبلوماسى والتفاوضى على اية مسببات قد تؤدى الى نشوب الصراعات مجددا . يذكر أن "أكاديمية مبارك للأمن" استضافت 35 متدربا إفريقيا فى إبريل 2008 للتدريب وفق المنهج التكاملى لعمليات حفظ السلام بشقيها العسكرى والإنسانى ، وهو المنهج الذى تتبناه مصر كاستراتيجية لترطيب بؤر التوتر فى إفريقيا . أ ش أ