أغلقت الحكومة الأمريكية مؤسسة "واشنطن ميوتيوال" -أكبر مؤسسة للمدخرات والقروض في الولاياتالمتحدة- فيما يمثل أكبر انهيارٍ في التاريخ المصرفي الأمريكي وبيعت أصولها المصرفية لبنك الاستثمار "جيه.بي مورجان" مقابل 1.9 مليار دولار. وعين المكتب الاتحادي للتأمين على الودائع حارسا قضائيا على المؤسسة بعد أن شهد أزمة سيولة بسبب إقبال على سحب الودائع، وبلغ حجم المسحوب من الودائع 16.7 مليار دولار منذ 15 سبتمبر/ أيلول 2009. وذكر مكتب التأمين على الودائع أن جميع الودائع مؤمن عليها وتتمتع بحماية كاملة وأن العملاء سيجدون أن العمل يسير كالمعتاد الجمعة. وفي العادة يتولى المكتب إدارة المؤسسات المنهارة مساء الجمعة حتى تتاح له فرصة العطلة الأسبوعية للاطلاع على دفاتر المؤسسة وبدء العمل دون مشاكل في بداية الأسبوع التالي، ولكن نظرا لتسرب أنباء لوسائل الإعلام تدخلت السلطات مساء الخميس لتهدئة المودعين. وأفادت السلطات التنظيمية أن "واشنطن ميوتيوال" لديه أصول قيمتها 307 مليارات دولار وودائع بقيمة 188 مليارا. وكان واشنطن "ميوتيوال" من ضمن المؤسسات التي تضررت بشدة من انهيار سوق الإسكان والأزمة الائتمانية، كما مني بخسائر من جراء تزايد خسائر قطاع الرهن العقاري. ويمثل قرار الحكومة الأمريكية الخميس أحدث خطوة تاريخية في محاولات الحكومة الأمريكية لتطهير القطاع المصرفي من مشاكل ديون الرهن العقاري المتعثرة. وكان أكبر انهيار مصرفي سابق في الولاياتالمتحدة هو لمؤسسة "كونتننتال ايلينوي ناشيونال بنك اند تراست" التي كانت قيمة أصولها 40 مليار دولار عندما انهارت عام 1984. ومن جهته قال جي.بي. مورجان أن الصفقة تعني أنه سيصبح لديه الآن 5410 فروع في 23 ولاية في مختلف أنحاء الولاياتالمتحدة، بالاضافة الى أنه سيصبح أكبر مؤسسة لبطاقات الائتمان في البلاد. وسيجعل ذلك من جي.بي. مورجان ثاني أكبر بنك في الولاياتالمتحدة محتلا بذلك مكانة "بنك أوف أمريكا" إذ ستبلغ قيمة أصوله 2.04 تريليون دولار ولن يسبقه سوى "سيتي جروب". وسيصبح "بنك أوف أمريكا" في المركز الأول عندما يستكمل إجراءات الاستحواذ على "ميريل لينش". ويأتي ذلك في الوقت الذي تعثرت فيه بواشنطن المفاوضات حول خطة الإنقاذ المالي التي يبلغ حجمها 700 مليار دولار التي اقترحها الرئيس الأمريكي جورج بوش. (رويترز)