انخفاض معدلات التبرع بالدم في الفترة الماضية أدي إلي مشكلة حقيقية وصعوبات واجهت الكثير من المرضي ممن هم في حاجة إلي الحصول علي كيس دم آمن ولكن يأتي رمضان ومعه الأمل في زيادة نسبة التبرع, وكوجه من وجوه الخير, ينفع قطاعا عريضا من المواطنين. ضمان أمان الدم منذ بداية الحصول عليه من المتبرع وحتي وصوله إلي المريض المحتاج إليه هوالشغل الشاغل لكل القائمين علي هذه العملية التي تتم داخل سيارات التبرع بالدم. حاولت أن أخوض التجربة بنفسي لأري مراحل التبرع بالدم فتوجهت لإحدي السيارات المنوط بها الأمر في ميدان رمسيس وما إن عرضت التبرع بالدم حتي أعطوني استبيانا عبارة عن ورقة واحدة يوضح بها كل التاريخ الصحي للمتبرع ولكنهم شددوا علي المصداقية في ملء البيانات والتأكيد علي سريتها وبعد ذلك رفض الطبيب القائم علي العمل تبرعي لأنني أجريت عملية منذ أقل من عام وهذا لا يجوز معه التبرع بالدم ولم يكونوا قد تعرفوا علي شخصيتي بعد ولكني اضطررت لذلك حتي يسمحوا لي بمراقبة خطوات التبرع. دخل شاب في أوائل العقد الثالث من عمره وملأ الإستمارة وقرأها الطبيب ووافق علي التبرع وعمل له كشفا مبدئيا للضغط وقياس نسبة الهيموجلوبين في الدم. حملت أوراقي وملاحظاتي لمركز الدم الإقليمي بهيئة المصل واللقاح وسألت عن كيفية التبرع فوجدت الخطوات ذاتها إلا أن هناك غرفة منفصلة للكشف المبدئي ومنها بدأت حيث كشف المتبرع في سرية تامة وخرج إلي قاعة التبرع وقام بتسجيل الإستمارة وبعد تحضير القربة الفارغة من خلال الباركود الذي يوضع علي القربة ثم علي الاستمارة ثم علي عينة الدم وللتأكد من صلاحية القربة أكد لي الطبيب ضرورة وجود برشام علي السرنجة وهو عبارة عن خط أسود صغير يزول مباشرة إذ فتح السن وهذه القربة سعرها40 جنيها. وفي غرفة التبرع بالدم تجد كرسي التبرع للتبرع بالدم العادي ولكن هناك جهازا آخر لفصل مشتقات الدم والتبرع بمشتق واحد وله قربة خاصة يتراوح سعرها ما بين800 و1200 جنيه حيث تمكن المتبرع من إعطائنا الدم باستمرار كل أسبوعين. بعد التبرع ينتظر المتبرع فترة حتي يطمئن عليه الأطباء المختصون بهذه المرحلة وهنا يؤكد الدكتور هيثم عبدالعزيز نائب أمراض الدم بقسم التبرع أن فوائد التبرع بالدم للمتبرع كثيرة جدا أهمها تنشيط الدورة الدموية وكذلك تنشيط النخاع العظمي إذ يستطيع الجسم التصدي للحوادث لا قدر الله. وهنا يتم تحويل قربة الدم إلي جهاز برشمة يفصل القربة عن السن ويتم التخلص منه حيث تنتهي بذلك مهمة قسم المستشفيات ويتم عمل تحاليل لفيروسات(ABC) والإيدز والزهري, وإذا وجدنا العينة سلبية يكون بذلك كيس الدم آمنا تماما أما إذا وجدنا إحدي العينات إيجابية فيتم استقطاب المتبرع طواعية وفي سرية تامة لعمل التحاليل اللازمة له, وتوجيهه حتي يتخطي محنة المرض. الجولة كانت حافلة والضمانات العلمية والمعملية تظهر بوضوح, ومع هذا احتجنا الي تعقيب المختصين الذين أكدوا أن هناك ميكنة لتحاليل دم المتبرع في كل المحافظات لإحكام الجودة علي تحاليل الدم وضمان وصول دم آمن لكل محتاج. كما تؤكد أن وسائل الاعلام تؤثر بشكل كبير في حجم التبرع سلبا أو إيجابا لان الخبر الجيد يحث الأفراد علي التبرع والعكس يؤدي بنا لنكسة تستمر عدة أشهر. وتشير الي أن مصر كلها جمعت العام الماضي مليون وحدة دم فقط والمفترض أن مصر تحتاج الي مليون و20 ألف وحدة دم أي كان هناك عجز200 ألف وحدة دم وكنا نحاول أن نعطي الأولوية للحالات الحرجة ثم الأقل خطورة حتي لا تتأثر حالات المرضي وكل هذا يتم من خلال24 مركزا للدم متفرقة في جميع أنحاء الجمهورية.