"ظل الكلام" عمل فني ضخم يجمع بين صوت الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش وأنغام لفرقة "تريو جبران" في ذكرى مرور أربعين يوما على رحيله. وقال عازف العود سمير جبران عضو الفرقة التي رافقت درويش في أمسياته الشعرية لما يقارب من 13 عاما بعد العرض الذي أقيم ليل السبت في قصر رام الله الثقافي على بعد أمتار من ضريح درويش: "حمل العمل الفني اسم ظل الكلام لأنه من غير المسموح أن تعلو الموسيقي على صوت الشاعر الكبير محمود درويش، وأضاف "ظل الكلام موسيقى مطرزة بصوت درويش." وعزف أعضاء الفرقة ألحانا موسيقية صممت في زمن قياسي لتعزف في ذكرى مرور أربعين يوما على رحيل درويش الذي توفي في التاسع من أغسطس آب في أعقاب جراحة أجريت له في مستشفي هيوستون في ولاية تكساس الأمريكية. وقال جبران لرويترز "قد يحتاج هذا العمل إلى ستة أشهر على الأقل لانجازه ولكننا أنجازناه خلال ثلاثة أسابيع." وأضاف "تقنيات العمل على المسرح أخذت منا أربعا وعشرين ساعة من العمل بمساعدة مهندس إضاءة فرنسي وشكلت مع الموسيقى وحدة واحدة." واشتملت التقنيات على إضاءة مميزة بدأها العازفون بإشعال شمعة وسط مجموعة من سنابل القمح إضافة إلى تواجد خمس شاشات مستطيلة الشكل بقيت بيضاء إلى ما قبل نهاية الأمسية حيث كتب عليها مقاطع من قصائد محمود درويش التي كان يقرأها بصوته. كما اشتملت التقنيات أيضا على نجمة مضيئة كانت تطير فوق الجمهور وصولا إلى المسرح إضافة إلى قصاصات الورد البيضاء التي كانت تتساقط من أعلى. وصاحبت الموسيقى في العرض الذي استمر ساعة قراءة محمود درويش لقصيدته الأخيرة (لاعب النرد) وقدم جبران -الذي لم يتمكن من حبس دموعه مرارا أمام جمهور كان مشدودا لكل كلمة يقولها درويش الذي كان يقف في نفس المكان في 31 يوليو تموز في أمسية شعرية كانت الأخيرة له في رام الله- ألحانا موسيقية على وقع مقاطع من قصائد أخرى لدرويش ومنها (على هذه الأرض ما يستحق الحياة). وتوجه جبران في نهاية الأمسية بالشكر إلى مركز خليل السكاكيني الثقافي الذي أسسه درويش في رام الله لتنظيمه الأمسية وإلى شركة الاتصالات الفلسطينية جوال لدعمها لتنظيم هذه الأمسية في رام الله. وقال "سننطلق بهذا العرض إلى الخارج وستكون البداية في القاهرة وسنقدم عرضين يومي 22 و24 وستكون هناك جولة عروض خارجية في دول عربية أخرى ودول أجنبية وقد يختلف العرض فيها لأن العرض فيه كثير من الارتجال." وطلب جبران من الجمهور عند انتهاء الأمسية أن يتوجه إلى ضريح درويش لإضاءة الشموع عنده. وطالب جبران أن تجمع قراءات درويش في قرص مدمج من أجل الجيل الجديد الذي يعشق محمود درويش إضافة إلى تسجيل وتصوير هذا العمل وتوثيقه. (رويترز)