قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن الدرع الأمريكية المضادة للصواريخ التي سيتم نشر قسم منها في بولندا وتشيكيا، ليس لها من هدف إلا الصواريخ الروسية. وأوضح لافروف في مقال نشر في صحيفة "جازيتا فيبوركشا" البولندية الخميس بالتزامن مع زيارته إلى وارسو "أن تحليلا عسكريا بسيطا يثبت أن وجود قاعدة أوروبية للدفاع الأمريكي الشامل المضاد للصواريخ، لن يكون له ولسنوات عديدة من هدف إلا الصواريخ الروسية". وقبلت بولندا في أغسطس/ آب في خضم الأزمة الجورجية، أن تستقبل في أفق 2012 قاعدة أمريكية تضم عشرة صواريخ اعتراضية قادرة على تدمير صواريخ بالستية طويلة المدى في الجو علاوة على رادار متطور في تشيكيا، وتقول واشنطن إن الهدف من ذلك هو التصدي لتهديد محتمل من دول مثل إيران. وأكد وزير الخارجية الروسي أن روسيا ترغب في أن تقدم الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الأوروبيون ضمانات مقنعة بأن الدرع الصاروخية المقررة لن تستهدف بلاده، تاركا الباب مفتوحا أمام مفاوضات جدية إذا كانت الولاياتالمتحدة وبولندا ترغبان فعلا في ضمان ألا تكون القاعدة المضادة للصواريخ في أوروبا موجهة ضد روسيا". واقترحت واشنطن ووارسو حتى الآن على الروس، أن يقوموا بتفقد منتظم للقاعدة التي من المقرر إقامتها شمالي بولندا قرب جيب كالينينجراد الروسي. في المقابل طلبت روسيا حضورا دائما للمفتشين الروس في الموقعين في بولندا وتشيكيا غير أن البلدين اللذين شهدا تمركزا للقوات السوفياتية في أراضيهما حتى بداية تسعينيات القرن الماضي رفضا الاقتراح الروسي. وتصاعدت التوترات بين روسيا والغرب بشكل حادٍ منذ أرسلت موسكو قوات ودبابات إلى جورجيا إحدى الجمهوريات السوفيتية السابقة بعد محاولة تبليسي استعادة سيطرتها على إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي بالقوة. وبجانب الدرع الصاروخية والصراع في جورجيا يتوقع أن تحتل صادرات الطاقة الروسية إلى أوروبا مكانة متميزة في محادثات لافروف في وارسو الخميس. وقال لافروف "بولندا بالنسبة لنا أحد أهم الشركاء الذين يعملون كمعبر لنقل موارد الطاقة الروسية إلى غرب أوروبا." أوسيتيا الجنوبية لن تنضم لروسيا في غضون ذلك، أعلن إدوارد كوكويتي رئيس أوسيتيا الجنوبية أن دولته التي اعترفت روسيا باستقلالها في أغسطس/ آب لاتنوي الانضمام إلى روسيا الاتحادية، في تراجع عن إعلان سابق نقلته وكالتان روسيتان. وقال كوكويتي "يبدو أن كلامي فهم بطريقة غير صحيحة لاننوي التخلي عن استقلالنا الذي حصلنا عليه لقاء تضحيات كبرى، وأوسيتيا الجنوبية لاتنوي الانضمام إلى روسيا الاتحادية." ونقلت "إنترفاكس" و"ريا نوفوستي" في وقت سابق عن كوكويتي تصريحات مخالفة قال فيها: "نعم، سنكون جزءا من روسيا ولا نعتزم إنشاء أي أوسيتيا مستقلة لأن التاريخ رسم الأمور على هذا النحو، وأجدادنا قاموا بهذا الخيار." (أ ف ب)