كشف اللواء مختار الحملاوي نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية عن أن جهاز التعمير لم يقم بتسليم المحافظة أية وحدة سكنية من الستة آلاف وحدة التي أقامها الجهاز بمنطقة الدويقة ومنشية ناصر, وأكد انه لا يوجد مستند واحد يثبت عكس ذلك وقد تم تسكينها وتوزيعها من خلالهم وليس للمحافظة أي دور في ذلك. وأكد عدم معرفته للأسباب الحقيقية وراء وجود آلاف الوحدات السكنية المغلقة حتي الآن وتساءل عن ذلك جهاز التعمير وإذا كان لم يدخلها مرافق حتي الآن فهي مسئوليتهم أيضا لانهم المنوطون بادخال المرافق في المشروعات السكنية التابعة لهم. وأوضح أنه تم مؤخرا الاتفاق بين وزير الاسكان ومحافظ القاهرة علي ان تتسلم المحافظة4 آلاف وحدة سكنية بعد انتهاء الجهاز من عملية التشطيبات وادخال المرافق وان تتولي المحافظة تسكينهم ويتم حاليا عملية الحصر بصعوبة شديدة لتحديد الاعداد الحقيقية للتسكين, وإذا تبين من الحصر عدم كفاية الوحدات السكنية لتسكينهم سيتم ترحيلهم الي مناطق أخري. وأضاف أن بعض الأهالي يعترضون علي ترك منازلهم ونظرا لعدم تحديد توقيت ملزم لتسلم تلك الوحدات السكنية, مشيرا الي ان المحافظة أعدت معسكرات ايواء مجهزة بالطعام والشراب والعيادات الطبية وتم تخصيص عربات لنقل منقولات المواطنين للمعسكر. وأعلن اللواء مختار الحملاوي أن منطقة الدويقة العشوائية ستزال بالكامل لأنها أصبحت تمثل خطورة بالغة. حينما وطأت قدماي الدويقة أيقنت حجم المأساة فمن لفظوا أنفاسهم تحت الأحجار.. انتهت رحلة عذابهم داخل العلب التي كانوا يقطنونها منذ سنوات في صمت, وعندما تري من لم يلفظ أنفاسه منهم داخل علبهم الصفيح أو الطوب نكتشف أنهم لا يعيشون بمفردهم بل يلازمهم في المكان الحشرات والملوثات بأشكالها المختلفة.. فهم يصارعون حياة غير آدمية من أجل البقاء.. فلا وجود للصرف الصحي أو مياه الشرب النظيفة والطرنش هو الوسيلة الوحيدة لسحب مياه المجاري. في البداية كان هدفي من زيارتي أن ألتقي بسكان العقارات الجديدة واكتشاف كيف يعيش سكان الشقق الجديدة التي تسلموها منذ سنوات والتأكد من حقيقة الشائعات حول تفريط بعضهم فيها بعد أن تسلموها بدافع الطمع, ومن أجل المال وعاشوا مرة أخري داخل العشوائيات. ما رأيته في المنطقة لم أتوقعه فحينما وصلت الي شارع الطيران رأيت الشقق والعقارات الجميلة والمنشقة ولكن أكتشفت أن أبوابها مغلقة منذ سنوات مع ان سكان الدويقة يحيطون بها من كل جانب بعششهم, ينظرون هم وأطفالهم اليها ليل ونهار.. آملين أن ينتقلوا اليها في حياتهم! وقفت الي جوار سكان الدويقة ممن ينظرون للشقق المغلقة ممسكين بأيدي أطفالهم لا تفارق أعينهم الدموع.. فما هو السر منذ بقاء تلك الشقق مهجورة؟! وهي حق لهم فقد بنيت بمنحة من صندوق أبوظبي للتنمية قدرها180 مليون دولار من أجل انقاذ أهالي الدويقة من الهلاك وبالرغم من ذلك فإن تلك الشقق المغلقة إذا فتحت25% من أبوابها وليس كلها أمام أهالي الدويقة المحرومين لانتهت مشاكلهم وانقذت حياتهم. وعندما التقيت بالأهالي وجدتهم يصرخون من هول الصدمة ومنهم عصام لطفي عامل الذي عبر عن غضبه الشديد من استمرار إغلاق الشقق دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء اغلاقها منذ سنوات وتعمد المسئولين تركهم فريسة للموت. ويؤكد محمود هجرس أنه حالفه الحظ منذ ست سنوات عندما يحصل علي وحدة سكنية70 مترا وبالرغم من علمهم ان تلك الوحدات جاءت منحة وحقا لهم إلا أنهم الزموه بالتوقيع علي قرض تعاوني ويسدد أقساطا شهرية78 جنيها, ونفي تماما أن يكون أي مواطن حصل علي وحدة سكنية وفرط فيها حتي إذا قدرت بالملايين.. فالشقة لمواطن الدويقة هي طوق النجاة من الموت. وأضاف مصطفي علي محمد( سباك).. بأنه يعيش في الدويقة منذ15 عاما ولديه أربعة أولاد وتحاصر عشته مياه المجاري ولا يجدون سوي المسكنات من آن لآخر حتي نكف عن المطالبة بالوحدات السكنية المغلقة ولا نفكر بمجرد العيش فيها والمسكنات هي دائما ارسال موظف للحصر الذي لا يتم! ومع ذلك فإننا نري حولنا ألاف الوحدات المغلقة ونحن نعيش في قلب المجاري ولن نصبر أكثر من ذلك حتي يعيش أطفالنا. وأوضح مصطفي يحيي عامل أنهم قدموا شكاوي عديدة ولم يلقوا أي اهتمام أو رد من المسئولين حيث إن منزلهم في منطقة الاثنينات تحاصره الصخور المشبعة بالمياه التي أدت الي احداث انشقاق يهدد منازلهم بالانهيار. واستوقفتنا الحاجة زينب التي ترتسم علي وجهها علامات معاناة أهالي الدويقة.. وقالت: عشنا هنا منذ سنوات ولم يكن هناك هذا العدد من المنازل التي نستأجرها مقابل مائة جنيه للحجرة, دون صرف صحي أو مياه شرب ونعيش علي الطرنش, أهلكنا التلوث والحشرات ولا نعلم لماذا لا ننتقل للعيش في تلك الشقق قبل ان نفارق الحياة؟! وأكدت ياسمين جمعة.. أم لطفلين أنه منذ ثماني سنوات ويعلن المسئولون عن وعود فقط بأننا سنعيش في تلك الشقق المغلقة من سنين.. وأولادي سيقتلهم الصرف الصحي الذي نعيش فيه. كما أكد شريف تمام نقاش انه يعيش في الدويقة منذ عشرين عاما مقابل80 جنيها ايجار ا لحجرتين مقامتين علي الطريقة العشوائية وقد قام هو وبعض السكان بتقديم118 شكوي حتي الآن في المحافظة مر عليها عام لازالة البيوت التي جاء لها أمر ازالة لتهالكها وخطورتها علي السكان ولم ينفذ حتي الآن.