أعلن البنك الدولي الأربعاء أنه لا تلوح في الأفق نهاية للنقص في الغذاء العالمي وأن ارتفاع الأسعار بسبب تغير المناخ وندرة الطاقة والمياه ستفاقم قريبا ما بات بالفعل مجاعة صامتة. وقالت كاترين سييرا- نائبة رئيس البنك للتنمية المستدامة على هامش أعمال مؤتمر بشأن الزراعة وتغير المناخ في أستراليا -أنه بالرغم من الانخفاض الطفيف لكن أسعار الغذاء ستواصل الارتفاع في المستقبل المنظور. وأضافت أن ما نشهده في الوقت الحالي هو نوع من مجاعة صامتة، أناس اضطروا بالفعل لتقليص استهلاكهم من الغذاء بقدر كبير ... 100 مليون شخص يعودون إلى الفقر في إفريقيا. وأشارت سييرا إلى أن الحكومات في أنحاء العالم تقاعست عن الاستثمار بشكل مناسب في البحوث الزراعية وزيادة إنتاج أنواع جديدة من الأغذية في وقت مناسب لتلبية الطلب. وفي حين يعارض أغلب الأوروبيين أنواع المحاصيل المعدلة وراثيا قالت سييرا إن كثيرا منها بدا واعدا لتخفيف النقص في الغذاء، ونادت بضرورة أن تتركز البحوث على محاصيل أشد صلابة قادرة على تحمل الجفاف والحرارة والملوحة علاوة على الحبوب. من جهته أبلغ وزير الزراعية الأسترالي توني بيرك - والذي تواجه بلاده أسوأ موجة جفاف منذ 117 عاما - المؤتمر أن المحاصيل الغذائية المعدلة وراثيا ستكون ضرورية على نطاق واسع للمساعدة في مواجهة النقص العالمي في الغذاء، قائلا إن الوقود الحيوي الذي يقلل المحاصيل الغذائية المتاحة غير ملوم في ذلك. واردف "لا أعتقد أننا ينبغي أن ندير ظهورنا إلى أي جانب من العلم، سيكون من الخطأ أن يعتقد أي شخص أن الرجوع عن سياسات الوقود الحيوي تلك سينهي التحدي الذي نواجهه مع النقص العالمي في الغذاء" يأتي ذلك في الوقت الذي ارتفعت أسعار الأرز الدولية من 400 إلى 1000 دولار للطن، وبلغ سعر الأرز القياسي التايلاندي 720 دولارا للطن، كما تخفض دول منتجة مثل كمبوديا وفيتنام والهند والصين صادراتها لتوفير الأرز للسوق المحلية. وتشير سجلات الأممالمتحدة إلى أن أسعار الأرز العالمية زادت 35 % في يناير/ كانون الثاني 2007 في تسريع لوتيرة توجه صعودي بدأ في عام 2002. ومنذ ذلك الحين زادت الأسعار 65 %، وبلغت أسعار القمح ذروتها في مارس/ اذار مسجلة 454 دولارا للطن لترتفع إلى أكثر من المثلين بين منتصف عام 2007 ومارس2008. وفيما يرتفع عدد سكان العالم متجها الى تسعة مليارات دولار بحلول عام 2050 يتوقع نمو الطلب على الغذاء بنسبة 110% خلال نفس الفترة، في الوقت نفسه يخفض الاحتباس الحراري امدادات المياه المتاحة لزراعة المحاصيل. (رويترز)