قدم عدد من الفنانين العراقيين على خشبة المسرح الوطني في وسط بغداد الاثنين مسرحية حملت عنوان "سبع رصاصات في جسد رجل نبيل"تحكي اللحظات الأخيرة التي سبقت اغتيال المفكر والكاتب كامل شياع. وكان مسلحون أطلقوا النار من مسدسات كاتمة للصوت على شياع مستشار وزارة الثقافة العراقية في 23 اب/اغسطس 2008 على طريق محمد القاسم وسط العاصمة وتوفي قبل وصوله الى المستشفى. وقدمت المسرحية التي ألفها الكاتب علي حسين وأخرجها الفنان كاظم النصار ضمن حفل تابيني اقامته مؤسسة "المدى" للثقافة والفنون والاداب بحضور عدد كبير من المثقفين. وقال حسين لفرانس برس "حولت حزني على رحيل الكاتب الوطني والمفكر الشهير كامل شياع الى عمل مسرحي يحكي اللحظات الاخيرة قبل مقتله وما الذي كان يفكر فيه لحظة مواجهته القتلة". وأضاف "كتبت هذا العمل بعد وفاة الراحل بساعات كلمة وفاء وعرفان لرجل نذر نفسه لخدمة الثقافة العراقية التقدمية التي ترتفع فوق الطائفية والمحاصصة والعنف . كان الراحل مشروعا ثقافيا تنويريا"، وشارك في تأدية أدوار العمل كل من الفنانين محمد هاشم الذي جسد شخصية الراحل إلى جانب الفنانين ستار البصري ومازن محمد مصطفى وإسراء البصام ووسام فاخر. وأثناء حفل التأبين، ألقى جلال الماشطة مستشاررئيس الجمهورية جلال طالباني كلمة نيابة عن الرئيس كما ألقى الشاعرعبد الزهرة زكي كلمة نيابة عن مؤسسة المدى. وقال طالباني في كلمته إن "الراحل كان واحدا من حملة مشاعل الفكر الإنساني المنفتح على ثقافات العالم المتنوعة والملتصق بالتاريخ الحضاري لشعبنا". وأضاف أنه "واحد من الرعيل المجيد من المثقفين العراقيين، الذين تسامواعلى التباينات,والمشاحنات الدينية والمذهبية والاثنية، وعملوا على إرساء صرح ثقافية تتلاقح في ظلها التيارات الفكرية والإبداعية المختلفة من دون أن تقمع أو تلغي الخصائص القومية أو المحلية". وأكد أنه بعد فشل قوى الظلام في تمرير مشاريعها,لجات الى اساليب الغدر اللئيمة وبينها اغتيال المثقفين والاكاديميين في محاولة لاخماد مشاعل النور والمعرفة التي تخيف قوى الظلام والجهل" وشياع كاتب وباحث وناقد ادبي معروف حصل على شهادة الماجستير في الفلسفة. غادر شياع العراق الى بلجيكا وعاد العام 2003 بعد سقوط نظام صدام حسين حيث تم تعيينه مستشارا في وزارة الثقافة. وعمل مع اربعة وزراء تسلموا هذا المنصب هم على التوالي مفيد الجزائري ونوري الراوي واسعد الهاشمي واخيرا ماهر الحديثي. من جهته,اعتبر مخرج المسرحية ان "هذا العمل لحظة تذكر للرجل وتحية محبة له من فناني العراق لمواقفه النبيلة الوطنية في بناء ثقافة قائمة على الاسس الوطنية". واضاف النصار ان "المسرحية تصور اللحظات والساعات الاخيرة قبل اغتياله عند خروجه من شارع المتنبي الشهير وهو يتأبط احد دواوين الشاعر عبد الوهاب البياتي في طريق العودة الى منزله. لقد امضى وقتا في ذلك الشارع الشهير بمكتباته". ويعد شياع من ابرز المطالبين ببناء حركة ثقافية جديدة في العراق وفق رؤي علمانية منفتحة. والراحل من مواليد الناصرية (375 كلم جنوب بغداد) العام 1951 وعمل في ميدان الترجمة وكتابة البحوث الادبية والثقافية . وشياع عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ويعد من ابرز كتاب ومحرري مجلة "الثقافة الجديدة" التي تصدر عن الحزب. وقد عمل فيها منذ سبعينيات القرن الماضي قبل ان يغادر البلاد لاسباب سياسية. (ا ف ب)