أعلن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أن بلاده لايمكنها القبول بنظام عالمي تقتصر فيه سلطة اتخاذ القرارات على الولاياتالمتحدة حصراً. وأضاف ميدفيديف فى مقابلة تليفزيونية الاحد مع ثلاث قنوات روسية "أن اعتراف روسيا باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين عن جورجيا" "قرار لا عودة عنه". واكد ان روسيا ستقدم دعما عسكريا لاقليمي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الجورجيين الانفصاليين اللذين اعترف بهما الكرملين كدولتين مستقلتين. وتابع انه يجري اعداد اتفاقيات مع اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. وقال "ستتقرر في هذه الاتفاقيات الدولية كل التزاماتنا بتقديم الدعم اقتصاديا واجتماعيا وانسانيا وعسكريا." من جهته، اكد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ان تحرك روسيا في جورجيا كان من حقها واتهم من جديد الاوروبيين بالتحرك لمصلحتهم فحسب، لا بل لمصلحة الولاياتالمتحدة. وقال بوتين في تصريحات نقلها تلفزيون فيستي-24 "مهما حصل ومهما قيل، الحقيقة الى جانبنا. نحن نتصرف بطريقة اخلاقية تماما وبما يتفق مع القانون الدولي الساري". واضاف "سبق ان قلت انه اذا كانت دول اوروبية ترغب ان تخدم سياسات غيرها الخارجية، فلتفعل، لا نستطيع منعها" متهما اياها ضمنا بالعمل لمصلحة الولاياتالمتحدة. من جانب آخر، صرح رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون أنه يجب عدم السماح بإخضاع أوروبا "لسيطرة روسيا في مجال الطاقة" وأنه يتعين على حلف شمال الأطلسي مراجعة العلاقات مع موسكو في ضوء تصرفاتها في جورجيا. وقال براون إنه تحدث مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف وطلب منه أن يتوقع رداً حاسماً عندما يجتمع الزعماء الأوروبيون لمناقشة الأزمة الجورجية الإثنين. وذكرت صحيفة "أوبزرفر" في عددها الأحد أن اجتماع الاتحاد الأوروبي المقرر في بروكسل سيناقش رد الاتحاد على التدخل العسكري الروسي وقرار موسكو بالاعتراف بأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا باعتباهما دولتين مستقلتين. وأثار التوغل الروسي مخاوف الغرب من احتمال وقوع خط أنابيب نفطي مهم من بحر قزوين إلى ساحل البحر المتوسط عن طريق جورجيا تحت سيطرة روسيا. وقال براون إنه سيحث الزعماء الأوروبيين على زيادة التمويل للسماح لدول الاتحاد الأوروبي بالحصول على الطاقة من بحر قزوين لتقليل الاعتماد على روسيا. وأشار براون أنه "ما لم يتم اتخاذ إجراء عاجل، فإننا نخاطر أن نصبح معتمدين في الحصول على الطاقة من شركاء أقل استقراراً وثقة". وأضاف براون أنه يتعين على روسيا الالتزام بالقواعد إذا كانت تريد التمتع بمزايا منظمات مثل مجموعة الثماني ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومنظمة التجارة العالمية. وأردف قائلا إنه "في ضوء التصرفات الروسية يجب على الاتحاد الأوروبي مراجعة علاقاتنا مع روسيا بكل جوانبها" وإنه ربما يكون من الضروري استبعاد روسيا عندما تجتمع دول مجموعة الثماني ولابد من إعادة تقييم علاقة حلف شمال الأطلسي بموسكو، وتعهد براون بدعم غربي مكثف لجورجيا "والآخرين الذين ربما يواجهون عدواناً روسيا". (ا ف ب/رويترز)