قال وزير المالية المصري يوسف بطرس غالي إن صندوق النقد الدولي ارتبط طويلا بعمله في العالم النامي، لكن عليه الآن تعزيز رقابته على كل الاقتصادات بما في ذلك اقتصادات الدول الصناعية. وأضاف أن الدول النامية- مثل مصر- تحتاج إلى صندوق النقد الدولي لمساعدتها على الاستجابة لأزمات مثل تدهور سوق الإسكان الأمريكية الذي هز أسواق المال العالمية، وتسبب في تباطوء الاقتصاد العالمي في وقت يشهد تفاقم التضخم. وصرح بطرس غالي "أن صندوق ليس مضطرا إلى إبلاغ الولاياتالمتحدة ماذا تفعل... ما أريده من الصندوق أن يقول "أرى دخانا هناك، وقد يكون هناك حريق." وقال بطرس غالي- ابن أخ الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي- إن الصندوق بطيء التأقلم مع النظام الاقتصادي العالمي الذي يزداد تعقيدا، حيث تؤدي التدفقات الرأسمالية للقطاع الخاص والأسواق دورا أكبر. وقال "أزمة (الإسكان والائتمان) هذه أظهرت أن المؤسسة ضلت طريقها، وقواعد اللعبة تغيرت، وهي لم تلاحظ ذلك." ويقول منتقدون إن صندوق النقد الدولي لم يرفع صوته بما فيه الكفاية للتحذير بشأن التداعيات المحتملة للإقراض المفرط في سوق الرهون العقارية عالية المخاطر في الولاياتالمتحدة، وإنه كان عليه أن يرقب بشكل أوثق إدارة الدول الغنية لاقتصاداتها. وقال بطرس غالي "علينا بذل الكثير من البحث عن الذات داخل المنظمة.. ويجب أن نتفكر، وأن نعرف ما هي قواعد اللعبة الجديدة، وما هو دور صندوق النقد الدولي في هذه اللعبة الجديدة، وما هي أفضل السبل لمعالجة ما ستسفر عنه اللعبة لجعل المؤسسة مطابقة لمقتضى الحال ثانية." وأضاف أن هذا يقتضي تمثيلا أوسع داخل المؤسسة للدول النامية والصاعدة. وفي وقت سابق هذا العام، اعتمد الصندوق زيادة حقوق التصويت لاقتصادات صاعدة ضخمة بما يعكس وزنها المتنامي في الاقتصاد العالمي. وقد انتقد كثير من الدول النامية زيادة حصص التصويت باعتبارها أقل من أن تترك أثرا ملموسا في شرعية الصندوق، لكن بطرس غالي قال إنها تمثل بداية. وقال "التغيرات الهيكلية الكبرى من هذا النوع لن تحدث بين عشية وضحاها، وهي لن تحدث على مدار عقد..إنها تحتاج إلى الوقت لكي تتطور." وبطرس غالي الذي يجيد خمس لغات- العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والإيطالية- ليس حديث عهد بالصندوق؛ فقد عمل خبيرا اقتصاديا بالمؤسسة حتى عام 1986 وعمل في أزمة ديون المكسيك، والانهيارات المالية في الأرجنتين، والبرازيل. وقال مستعرضا حيثيات ترشيحه لرئاسة اللجنة النقدية والمالية الدولية إن موقع مصر جعلها ذات أهمية محورية لكبار منتجي النفط العرب وبعض أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم. كما أن موقعها كبلد نام يجعلها تصغي بتفهم إلى قوى اقتصادية صاعدة مثل الصين، والهند، وروسيا، والبرازيل، والبلدان النامية في إفريقيا، ومناطق أخرى. (رويترز)