رأى جورج ويل في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» بعنوان «لعبة النفوذ الروسية»، ان الهدف من عدوان روسيا هو اخضاع جورجيا الحليفة الديموقراطية للولايات المتحدة، ورأى ان هذا هو التفجر الجديد لهيمنة روسيا على اوكرانيا، دولة اخرى مذنبة لكونها ديموقراطية قريبة من روسيا، ان ترتعش هي الاخرى، لانه ليس بمقدور اميركا ان تفعل لها الكثير، فهي مجرد متفرج على التنمر على حليفة لها قد تكون على وشك الخضوع لتغيير النظام. واشار ويل الى ان هذه الازمة اظهرت عجز الاممالمتحدة في ما يتعلق بالقوى العظمى ومن ثم الاحداث الجسام، وزيف الاتحاد الاوروبي في ما يتعلق بالسياسية الخارجية، وتساءل معد المقال عن سبب اهمية شهر اغسطس، فقد بدأت الحرب العالمية الاولى في اغسطس 1914، واعلن ميثاق مولوتوف ريبنتروب الحرب العالمية الثانية في اغسطس 1939، كما ان العراق الذي كان جزء من امبراطوريات انهار في اغسطس 1914، قد غزا الكويت في اغسطس 1990، واوضح في سياق متصل ان وجه المقارنة معدوم بين روسيا وجورجيا بعد اندلاع الحرب بينهما، فروسيا قوية والثانية ليست كذلك، وروسيا ضخمة وجورجيا صغيرة، لكن فالاولى يجب تذكير الجورجيين باهمية عدم نخس دب نائم بعصا، والدول الصغيرة ينبغي لها ان تعرف حجمها ومكانها. وانتقد الكاتب موقف ادارة الرئيس بوش التي كانت تسعى لضم جورجيا الى عضوية حلف الاطلسي واعتبر، هذا مثالا آخر على انفصال السياسة عن المصلحة القومية، ناهيك عن الواقع، فمعنى انضمام جورجيا للناتو ان تدخل اميركا في حرب مع روسيا لوقف هذا العدوان، ورأى ويل في الختام ان ادارك الواقع لا يعني ابداً ان يطلق العنان لموسكو، فروسيا بحاجة الى الغرب ايضا والرئيس بوتين يحب الغرب، لكن يحب ان يذكر بأن الغرب لم يعد يحبه، وهذا واقع ايضا. استدرجهم بحماقة في سياق متصل، كتبت «نيويورك تايمز» في افتتاحيتها بعنوان «حرب طموح روسيا»، ان لا احد بريء في اللعبة الخطيرة التي تفجرت الى حرب مهلكة في القوقاز، وقالت ان الرئيس ساكاشفيلي استدرج الروس بحماقة، او بحماقة اكثر وقع في فخ موسكو عندما ارسل جيشه الى اقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالية، بينما غضت ادارة بوش الطرف عن الكرملين وهو يبتز جيرانه وشعبه. ورأت الصحيفة ان اطماع موسكو تفوق مزاعمها بانها تدافع عن حقوق الاقليات العراقية في اقليمي اوسيتيا الجنوبية وابخاريا، واعتبرت ان القصد من الهجوم على جورجيا هو التنمر على اوكرانيا للتخلي عن محاولتها للانضمام الى الناتو وتخويف اي جارة اخرى او دولة تابعة سابقة قد تتوقف فجأة عن التقيد بخط موسكو. وقالت ان على ساكاشفيلي، في المقابل، ان يتخلى عن طموحاته في اعادة تأمين سيطرته على الاقليمين.. واميركا واوروبا في حاجة الى مراجعة علاقتهما بروسيا.