جهود دولية روسيا ترفض مشروعا فرنسيا جورجيا تنسحب من رابطة الدول المستقلة أصدر الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أوامره الثلاثاء بإنهاء العملية العسكرية في جورجيا. ونقل متحدث باسم الكرملين عن ميدفيديف قوله لوزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديكوف " اتخذت القرار بإنهاء العملية على أساس تقريرك لإرغام السلطات الجورجية على إقرار السلام." وفى الوقت نفسه أعلن إقليم أبخازيا الانفصالي في جورجيا الثلاثاء سيطرة قواته في الوقت الحالي على معظم أراضي منطقة وادي كادوري التي كانت جورجيا تسيطر عليها في الماضي وقال سيرجي باجاباش رئيس الإقليم الذي يقع في شمال غربي جورجيا إن قوات أبخازيا سيطرت على بلدتي أسهارا وتكالتا ومازالت تتقدم بنجاح باتجاه الحدود مع جورجيا. من جانبها ، تصر جورجيا على أن إقليم أبخازيا تابع لها بموجب القانون الدولي. وأوضحت هيئة أركان جيش المنطقة الانفصالية الموالية لروسيا أن حوالي 250 جنديا أبخازيا شاركوا في العملية، مشيرة أن الوحدات الجورجية تواصل إطلاق النار. جورجيا تنسحب من رابطة الدول المستقلة من ناحية أخرى نقلت وكالات أنباء روسية عن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الثلاثاء ان بلاده ستنسحب من كومنولث الدول المستقلة الذي يضم الجمهوريات السوفيتية السابقة. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية عنه قوله أمام اجتماع حاشد نظم لتأييده خارج البرلمان الجورجي "سنترك كومنولث الدول المستقلة الى الابد ونقترح أن تترك دول أخرى هذا الكيان الذي تديره روسيا كاسترو يحذر من حرب نووية حذر الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو من مغبة "اللعب بالحرب النووية ، وإشعال فتيل النار في القوقاز" مؤكدا أن روسيا لا تزال تمثل قوة نووية هائلة. واتهم كاسترو الرئيس الأمريكي جورج بوش بتحريض رئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلى على ما وصفه ب"المغامرة العسكرية" ومهاجمة إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي في جورجيا. وأكد كاسترو في تصريحاته للصحفيين الإثنين أن جورجيا لم تكن لترسل قواتها المسلحة إلى تسخينفالي عاصمة الإقليم للاصطدام بقوات حفظ السلام الروسية هناك دون الحصول على موافقة مسبقة من بوش ، مؤكدا أن بوش تعهد بدعم ساكاشفيلى لكي تنضم جورجيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) مما يمثل ضربة خنجر في قلب روسيا. وأضاف أن القوات الروسية المنتشرة في إقليم أوسيتيا الجنوبية كانت تقوم بمهمة سلمية معترف بها دوليا ، وبهذا البيان يتفق فيدل مع البيان الذي أصدره شقيقه وخليفته راؤول كاسترو أول أمس الأحد. وذكر كاسترو أن بعض الدول الاشتراكية السابقة تقوم في الوقت الحالي بدور الحامي للولايات المتحدة وتشعر بكراهية غير مسئولة تجاه روسيا مثل بولندا والتشيك اللتين تدعمان بوش والهجوم المفاجئ على إقليم أوسيتيا الجنوبية. ووصف كاسترو ساكاشفيلي بأنه مغامر انتهازي ذو ميول غربية عاد إلى بلاده وسبح في نهر تفكك الاتحاد السوفيتي السابق. جهود دولية وفى إطار الجهود المبذولة لحل الأزمة، من المقرر أن يتوجه رؤساء الدول الخمس التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفيتي، بولندا وأوكرانيا ودول البلطيق الثلاث، سيتوجهون قبل ظهر الثلاثاء إلى تبيليسي لدعم جورجيا. وفى السياق ذاته، يتجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى روسيا وجورجيا الثلاثاء على أمل استغلال علاقاته الجيدة مع موسكو ورئاسة بلاده للفترة الحالية للاتحاد الأوروبي للتوسط في وقف لإطلاق النار بين البلدين المتحاربين. ويواجه ساركوزى مهمة صعبة إذ إن روسيا أصبحت لها اليد العليا عسكريا في منطقتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليتين ولا تبدو موسكو أنها ترغب في التوصل لحل وسط. من ناحية أخرى ، أعلن المتحدث باسم المندوب الروسي الدائم لدى الحلف ديمتري روجوزين انه تم الغاء اجتماع استثنائي لمنظمة حلف شمال الاطلسي وروسيا كان مقررا الثلاثاء لبحث النزاع في جورجيا بسبب معارضة الولاياتالمتحدة. من جهة اخرى الغت وزيرة الخارجية الجورجية ايكا تكيشلاشفيلي الثلاثاء زيارتها المقررة الى بروكسل للقاء الامين العام لمنظمة حلف شمال الاطلسي ياب دي هوب شيفر بسبب الوضع الميداني في جورجيا . يأتى ذلك فيما أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة الثلاثاء في جنيف أن ما لا يقل عن مائة ألف شخص نزحوا جراء المعارك بين روسيا وجورجيا حول منطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية. روسيا ترفض مشروعا فرنسيا وفى المقابل، شجبت روسيا مشروع القرار الفرنسي الذي يدعو إلى هدنة في جورجيا ومن المتوقع أن يعرض على مجلس الأمن الدولي قريبا ، ووصفته بأنه غير مقبول بينما قالت تبيليسي إنها تواجه غزوا روسيا. و قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الثلاثاء ان روسيا وجورجيا اتفقتا على وقف اطلاق النار ولكنهما لم تبرما اتفاقا للسلام. وأضاف ساكوزي بعد اجتماع في موسكو مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف "لا يوجد لدينا بعد اتفاق للسلام.. لدينا وقف مؤقت للاقتتال ولكن هذا تقدم كبير. وقال نائب السفير الفرنسي جان بيير لاكروا للصحفيين بعد خامس جلسة طارئة في خمسة أيام لمجلس الأمن بشأن الصراع بين روسيا وجورجيا الإثنين إن مشروع القرار يرتكز على خطة من ثلاث نقاط كشف عنها مكتب الرئيس نيكولا ساركوزي أوائل الأسبوع. ويدعو مشروع القرار الذي حصلت رويترز على نسخة منه إلى "وقف فوري وغير مشروط للأعمال القتالية" ويؤيد "سيادة واستقلال ووحدة أراضي جورجيا" كما يدعم وساطة الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. كما يدعو القرار إلى انسحاب القوات الروسية والجورجية إلى مواقعهما قبل تحرك جورجيا يوم الخميس لاستعادة السيطرة على إقليم أوسيتيا الجنوبية الساعي للانفصال عنها. ولا يوجه مشروع القرار انتقادات لروسيا أو جورجيا لكنه يجعل المجلس يعبر عن "قلقه العميق إزاء تصاعد وانتشار العنف في جورجيا بما في ذلك إقليم أبخازيا وهو إقليم انفصالي آخر. وخلال جلسة مجلس الأمن أكد إدموند موليت الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لشئون حفظ السلام لأعضاء المجلس أن بعض القوات الروسية غادرت أبخازيا وغزت أراضي جورجية خارج المنطقتين الانفصاليتين. وقال لاكروا بعد الجلسة التي استمرت ساعتين "تلقينا ردا مواتيا من الجانب الجورجي ونأمل أن يأتي بالمثل ردا مواتيا من الجانب الروسي." وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين للصحفيين يوم الإثنين إن المشروع منقوص في عدة جوانب وقال إنه على الأخص لا يتضمن "إشارة إلى العدوان الجورجي أو الفظائع الجورجية." (وكالات)