تصوير: محمد اللو رقة المرأة لم تعد تمثل عائقا أمام التحقاها بمهنة شاقة وعنيفة يهرب منها كثير من الرجال الأقوياء. لم تعد المرأة تنتظرالوظائف التي تتناسب مع نعومتها فعملت في مهنة ال"بودي جارد" بناء على طلب سيدات أعمال وأصحاب الشواطئ المخصصة للسيدات ومحلات الملابس النسائية. و لم تهدر شركات الحراسات الخاصة الوقت وإنما بدأت توظيف السيدات كحارسات أمن ففتحت المجال أمام بنات حواء للالتحاق بهذه المهنة وتدريبهن على الرياضات العنيفة مثل الكاراتيه والكونغ فو والملاكمة ورفع ليقاتهن البدنية. 200 فتاة بودى جارد خلال عامين قال اللواء مدحت الشريف المدير العام لإحدى شركات الأمن إن إقبال الفتيات على العمل فى مجال الأمن و الحراسات الخاصة فى ازدياد مستمر خاصة مع قلة فرص العمل و انتشار البطالة و مع وجود مرتبات مجزية فى هذه المهنة . و أضاف أن الشركة وظفت ما يزيد على 200 فتاة خلال عامين وتم التوصل إلي فكرة توظيف فتيات "بودي جارد" بعد أن طلب ذلك مسئولو مصانع الملابس الحريمي والمحلات التي تبيع مستلزمات السيدات من ملابس وأحذية واكسسوارات وملابس داخلية والتي تشكل السيدات فيها أغلبية وهو الأمرالذي يصعب معه قيام الحراس الرجال بتفتيشهن تفتيشاً ذاتياً مما جعل الاستعانة بهؤلاء الفتيات ضرورة ملحة خاصة ان القانون ينص علي عدم تفتيش الأنثي إلا من خلال أثني مثلها وبالفعل بدأنا نشاطنا كأول شركة للامن تطلب فتيات للتعيين كحارسات وبودي جارد منذ عامين. تدريب الفتيات على الكاراتيه والبوكس و يضيف أنه يتم تأهيل الفتيات من خلال دورات تدريبية فى البداية لمدة ثلاث أسابيع فى فن التعامل مع الناس و الرياضات والتفتيش و الحراسة و بعد ذلك يتم عقد دورات تنشيطية لمدة أسبوع كل فترة للفتيات وقبل التوزيع على مواقع العمل تحصل الفتيات على تدريبات لمدة شهر لزيادة اللياقة البدنية، وتعلم بعض الألعاب العنيفة مثل المصارعة والبوكس والكنغوفو تحت إشراف مدربات متخصصات ما عدا الفتيات اللاتي يتم إعدادهن للعمل "بودى جارد". التدريب يكون مع حراس الأمن الرجال لرفع مهاراتهن القتالية تحت أشراف مدربين رجال على درجة عالية من الحرفية، وبالفعل تم تأهيل أكثر من 20 فتيات للحراسات الخاصة للعمل مع سيدات الأعمال وزوجات الدبلوماسيين ويشير إلى أن هناك إقبالا كبيرا من الفتيات للعمل بهذه المهنة، حيث تم تعيين 65 حارسة فى المولات والمحلات الحريمى بالعاصمة ، و20 آخرين في محافظة الإسكندرية والساحل الشمالي خاصة في الشواطى المخصصة للسيدات، وتتلقى الشركة عشرات الاتصالات يوميا للحصول على فرصة عمل بها. العمل فى المولات و الهيئات الدبلوماسية و شواطىء النساء وأوضح أن الفتيات يلتحقن للعمل فى المولات التجارية و المصانع و الهيئات الدبلوماسية، و أن أهم شروط قبول الفتيات للعمل بالأمن و الحراسة هى المؤهل حيث تقبل الفتيات بداية من المؤهل المتوسط والسن من 21 إلى 25 عام مع ضرورة اجتيازها للاختبارات الشخصية التى تعقدها الشركة ولاتوجد شروط بشأن حالتها الاجتماعية طالما أنها ستلتزم بمواعيد العمل و التزاماته. و تقول نسرين محمود 29 سنة ( دبلوم تجارة) " بدأت بالتفكير فى العمل فى مهنة الحراسة منذ عام لأن اختى تعمل بنفس المجال و هى سعيدة بالعمل فقررت العمل كمراقبة أمن بدأت بتدريب لمدة أسبوع فى مقر العمل وتدريبات فى الشركة على الكونغ فو و اللغة الانجليزية و التعامل مع الناس و تفتيش السيدات ذاتنيا بطريقة لائقة. و أنا الأن أعمل فى مول عمرأفندى كحارسة أمن فى البوابة الرئيسية لمراقبة حالة البيع والشراء وحفظ الأمن وفى حالة الشك فى أى سيدة أطلب منها تفتيشها ذاتيا، و فى حالة حدوث أى مشاجرات أوخناقات أقوم بالتدخل لإنهاء الموقف بسلام وإذالم أنجح فى ذلك يتدخل زملائى الرجال من حارسى الأمن . وحول نظرة المجتمع لصاحبات هذه المهنة تبين سرين عبد الرحمن أنها عانت في البداية من نظرة المجتمع كونها "بودي جارد " وخاصة الزي الخاص بالمهنة الذي يبدو ملفتا بعض الشيء وقد اتخذه البعض مصدرا للسخرية والمعاكسات من بعض الشباب ولكن مع مرورالوقت اعتادالناس على رؤية الفتيات الحارسات في المحلات والمولات الكبري . سمر: هذه المهنة تحتاج ذكاء المرأة و تقول سمر فتحى -مراقب أمن 23 سنة -خريجة خدمة اجتماعية وتقول إنها تعمل فى هذا المجال منذ عام 2006 فى مصنع للملابس الجاهزة خاصة أنها أعجبت بفكرة الأمن النسائى وأنها لازالت غيرمنتشرة و أيضا مع انتشار البطالة فى مصر . و تضيف أن هذه المهنة تتطلب سرعة البديهة و حسن التصرف و اللياقة البدنية للمرأة و ذكائها و تتطلب مهام عملى فى المصنع تسجيل العمال أثناء دخولهم و خروجهم ومراقبة العمال لحماية المنتجات من السرقة و منع التدخين و تفتيش البنات ذاتيا عند انتهاء عملهم و خروجهم من المصنع . و تقول إن راتبها يبلغ 700 جنيه مع الزيادات السنوية و قد وفرت لى الشركة تدريبات فى اللغة الإنجليزية وطريقة التفتيش والكاراتيه تحسبا لأى موقف يتطلب منى القوة الجسدية أوالدفاع عن نفسى وعن موقع العمل . تضيف قائلة حدث ذات مرة أن قامت إحدى العاملات بالمصنع بسرقة بعض المنتجات وقامت بالجرى و كان لابد أن ألاحقها و أجرى خلفها للإمساك به وهذا ما حدث بالفعل حتى تم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدها. أما أسماء فتحي فتؤكد أنها دخلت هذه المهنة عن اقتناع تام، حيث إنها استقالت من وظيفة بشركة ملابس جاهزة رغبة فى فكرة الحرس النسائي، وقدراتها البدنية تؤهلها لذلك، وتمارس عملها بدقة منذ 5 أشهر مضيفة أن المرتب الأساسى يبدأ من 500 جنية نظير 8 ساعات عمل يوميا مع إضافة قيمة الوقت الإضافى وقد زاد من إصرارها على مواصلة العمل ، وهي تواصل الآن تدريبات الكارتية واللياقة البدنية مع الاشتراك في "كورسات اللغات" التي توفرها الشركة حتى تتاح لها فرصة العمل بالسفارات الأجنبية، أو مع زوجات الدبلوماسيين والسفر إلى الخارج. معاكسات الشباب لمنى دفعتها للإصرار على النجاح فى حين تقول منى ممدوح حارس أمن ،دفعني حب الاستطلاع للعمل بهذه المهنة إلى جانب عدم وجود فرصة عمل أخرى بعد تخرجي من معهد حاسب آلي، واستلمت العمل منذ 3 شهور فى منطقة أبو رواش بالجيزة، وتغلبت على أسلوب "التريقة" والمعاكسات التي كانت في البداية. وبدأ العاملون بالموقع يتعودون على وجودنا ونحن 5 حارسات في هذا الموقع. سيدة أعمال: أصطحبها معي دون إحراج إلتقينا بإحدي سيدات الأعمال وصاحبة محل تجاري للملابس الداخلية النسائية بالمهندسين والتي قالت إن توفير الحراسة الخاصة من النساء أمر متعارف عليه في الدول الأوروبية مرحبة بفتح مجال لهذه المهنة على مستوي العالم العربي وتؤكد أن بعض سيدات الأعمال يحتجن إلي بودي جارد لطبيعة عملها ولصعوبة استعانتها برجل يصاحبها في كل الأماكن التي ترتادها خاصة أن الظروف تضطرها أحيانا للقاءات نسائية أو الذهاب لأماكن خاصة بالسيدات أما وجود "بودي جارد " نسائي متدربة وعلي قدر كبير من اللياقة البدنية فانه يحل أزمة سيدات الأعمال والأماكن الخاصة للسيدات.