اتهمت رواندا رسميا مسئولين فرنسيين على رأسهم الرئيس الراحل فرانسوا ميتران ورئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دوفيلبان الثلاثاء بالضلوع في المذابح التي شهدتها رواندا في عام 1994 ودعت إلى تقديمهم للمحاكمة. وكانت كيجالي قد اتهمت باريس في الماضي بالتغطية على دورها في تدريب قوات وميليشيات نفذت المذابح التي أدت الى مقتل نحو 800 ألف شخص وبدعم زعماء قبائل الهوتو الذين أداروا المذابح. وتنفي فرنسا ذلك وتقول إن قواتها ساعدت في حماية السكان أثناء المهمة التي فوضت بها الأممالمتحدة في رواندا في ذلك الوقت. جاءت أحدث مزاعم من كيجالي الثلاثاء مع نشر تقرير لجنة رواندية مستقلة تم تشكيلها للتحقيق في دور فرنسا في إراقة الدماء. وقال التقرير "الدعم الفرنسي كانت له طبيعة سياسية وعسكرية ودبلوماسية وفي الإمداد والتموين." وأضاف التقرير "وفي ضوء خطورة الحقائق المزعومة فإن حكومة رواندا تطلب من السلطات المعنية اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتقديم الزعماء السياسيين والقادة العسكريين الفرنسيين إلى العدالة لتحمل مسئولية أعمالهم." وقال مسئول بوزارة الخارجية الفرنسية لرويترز إن الحكومة الفرنسية لم تتلق حتى الآن اتصالا رسميا من كيجالي وبالتالي لا يمكنه التعقيب. وملحق بالتقرير قائمة من 33 متهما من المسئولين السياسيين والعسكريين الفرنسيين على رأسهم الرئيس الراحل فرانسوا ميتران ورئيس الوزراء السابق دومينيك دوفيلبان، كما تضم القائمة وزير الخارجية آنذاك آلان جوبيه وهو مسئول كبير في الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء آنذاك إدوار بالادور وأوبير فدرين وهما مازالا من كبار السياسيين. وقطع الرئيس الرواندي بول كاجامي العلاقات مع فرنسا في نوفمبر تشرين/الثاني عام 2006 احتجاجا على دعوة قاضي فرنسي لتقديمه للمحاكمة بشأن موت سلفه في أبريل/ نيسان عام 1994 وهو الحدث الذي ينظر إليه إلى حد بعيد على أنه هو الذي فجر المذابح. وأدت هذه الدعوة إلى احتجاجات في شوارع كيجالي، وتوترت العلاقات أكثر بعد أن استمعت اللجنة الرواندية إلى روايات من الضحايا الذين قالوا إنهم تعرضوا للاغتصاب من جانب جنود فرنسيين بعد أن لجأوا إليهم هربا من المذابح. لكن العلاقات بين الدولتين تحسنت في الأشهر الأخيرة بعد أن اجتمع كاجامي مع ساركوزي في قمة الاتحاد الأوروبي وإفريقيا في لشبونة في ديسمبر/ كانون الأول عام 2007. ومن الجدير بالذكر أن مذابح رواندا قد بدأت بعد اغتيال جوفينال هابياريما الذي كان رئيس رواندا في هذا الوقت في 6 أبريل 1994، وظهرت على شاشات التليفزيون في كل العالم صورة مرعبة لملايين المهاجرين وآلاف الجثث المشوهة.حيث قامت فصائل الهوتو بقتل ما يقرب من 800 ألف مواطن من فصيل التوتسى فى 3 أشهر فقط. (رويترز)