أظهرت بيانات حكومية الجمعة أن عدد القتلى المدنيين في العراق تراجع في يوليو/تموز2008. ويمثل تراجع العنف أخبارا طيبة للرئيس الأمريكي جورج بوش الذي أثار الخميس احتمال خفض مزيد من القوات في وقت لاحق من هذا العام وأشاد بظهور "درجة من الاستمرارية" بالنسبة للمكاسب الأمنية هناك. وأظهرت الإحصاءات أن 387 مدنيا قتلوا في الشهر الماضي انخفاضا من 448 في يونيو/حزيران، ويمثل عدد قتلى يوليو أقل من ربع إجمالي القتلى المدنيين خلال نفس الشهر من العام الماضي. وانعكس التحسن الأمني الكبير أيضا في عدد القتلى من الجيش الأمريكي الذي تراجع في يوليو إلى أدنى مستوى منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في 2003. وأظهر موقع ضحايا الحرب المستقل على الإنترنت icasualties.org الذي يسجل خسائر الجيش الأمريكي أن ستة جنود أمريكيين لاقوا حتفهم في عمليات قتالية في العراق في الشهر الماضي مقابل 66 في يوليو 2007 . ويوجد 143 ألف جندي أمريكي بالعراق حاليا بعد أن انسحب في يوليو آخر لواء ضمن خمسة ألوية إضافية مقاتلة كانت أرسلت للعراق العام الماضي. وتشمل العوامل وراء تراجع العنف نشر القوات الأمريكية الإضافية وقرار زعماء العشائر العربية السنية الانقلاب على تنظيم القاعدة مع هدنة فرضها رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر على ميليشيا جيش المهدي التابعة له. وأظهرت أرقام الحكومة أن حوالي 80 شرطيا وجنديا عراقيا قتلوا في يوليو في حين قتل 107 مسلحين واعتقل نحو 900. وقتل خلال شهر حزيران/يونيو الماضي 29 جنديا فيما كان عدد القتلى خلال شهر أيار/مايو 19 جنديا. إلا أن الحصيلة الأدنى فعليا كانت خلال شهر أيار/مايو 2003 عندما لقي ثمانية جنود فقط مصرعهم في حين سجل شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2004 أكبر حصيلة في الخسائر مع مقتل 137 عسكريا. ويحذر بتريوس وقادة عسكريون آخرون من أن المكاسب في العراق هشة وقابلة للانعكاس وقتل بالفعل نحو 60 شخصا في أربعة تفجيرات انتحارية يوم الإثنين. ويمثل الحفاظ على المكاسب الأمنية اختبارا لواشنطن ورئيس الوزراء العراق نوري المالكي الذي شن في الشهور الماضية عدة هجمات كبيرة ضد الميليشيات الشيعية ومسلحي تنظيم القاعدة من العرب السنة. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع شنت القوات العراقية والشرطة حملة ضد القاعدة في محافظة ديالى إحدى أشد المناطق اضطرابا في البلاد شمال شرقي بغداد. وألقت الأوضاع الأمنية المتغيرة في البلاد بظلالها على الجدل في السباق الانتخابي الأمريكي الذي يمثل العراق أحد أبرز القضايا الخلافية فيه بين المرشحين الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جون مكين. ووعد أوباما "بانسحاب هادئ ومدروس" يهدف إلى سحب القوات الأمريكية من العراق خلال 16 شهرا في حالة فوزه بالانتخابات، ويريد أوباما تحويل الموارد العسكرية إلى الصراع المتفاقم بأفغانستان. وحذر مكين أواخر الشهر الماضي من أن خطة أوباما للانسحاب قد تكون لها عواقب تصل إلى حد الكارثة. إلا أنه أقر أيضا في مقابلة مع تلفزيون (سي.إن.إن) أن فترة 16 شهرا ستكون "جدولا زمنيا جيدا بدرجة كبيرة" لكنه قال إن أي انسحاب يتعين أن يكون قائما على أساس الظروف على الأرض. من جهة أخرى أفادت إحصاءات نشرتها الخميس وزارات الداخلية والصحة والدفاع أن أعمال العنف في العراق حصدت 387 مدنيا و45 شرطيا و33 جنديا خلال تموز/يوليو وتعتبر هذه الحصيلة متدنية مقارنة بالأشهر السابقة، وقد قتلت قوات الأمن 107 إرهابيين في الفترة نفسها كما أوضحت هذه الوزارات. وخلال حزيران/يونيو حصد العنف 448 مدنيا و40 شرطيا و21 جنديا عراقيا. وفي أيار/مايو قتل 504 مدنيين و32 شرطيا و27 جنديا في هجمات شنها متمردون وعناصر ميليشيات. واعتبر اللواء محمد العسكري الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية لفرانس برس انخفاض أعداد الجنود القتلى دليلا على أن القوات العراقية بدأت تتحمل المسئولية الأمنية بالدرجة الأولى في البلاد أكثر من القوت الأمريكية". (رويترز/ا ف ب )