في إمارة دبي يرى السائح العجائب والغرائب، فهذه المدينة التي تقبع في قلب الصحراء تحت شمس حارقة تصل حرارتها في بعض الأحيان إلى أكثر من 45 درجة مئوية، قد تسبب لبعض ساكنيها شيئاً من الانزعاج، لكن هذا طبيعي فهذه المدينة رابضة على أرض رملية.. لكن أن ترتجف وترتعش من شدة البرد في هذا المحيط الحراري الملتهب فهذا هو غير المألوف. ففي مركز «تايمز سكوير سنتر» على شارع الشيخ زايد هناك المطعم الجليدي «تشيل أوت»، الذي تصل درجة حرارته إلى 6 درجات مئوية تحت الصفر، وكأنها زيارة إلى القطب الشمالي ولمدة لا تزيد عن 45 دقيقة بالنسبة للكبار و30 دقيقة بالنسبة للصغار، حسب قانون المطعم. فكرة المطعم نقلها الإماراتي إبراهيم الشرف، حيث كانت أولى مبادراته في رحلة عالمية إلى القطب الشمالي ورفع علم الإمارات هناك، ومن ثم كانت هذه الرحلة محفزاً على تطبيق فكرة أبرد مطعم في دبي، فقبل الدخول إلى هذا المطعم يجب أن يجلس الزبون في ردهة، ليتحصن ضد البرودة بمعطف وقفازات وحذاء مانع للانزلاق، حيث يبلغ سعر تذكرة الدخول 60 درهما تقدم معها مشروب بارد أو ساخن مع تناول مقبلات تتناسب وهذه الأجواء الباردة. مكان الثلج الثلج يكسو جميع تفاصيل المطعم، بدءاً من الجدران والطاولات والكراسي، وانتهاء باللوحات الجدارية والتماثيل والستائر، فالكراسي المصنوعة من الجليد والمكسوة بالفرو تساهم بإضفاء نوع من الدفء على المكان، لاسيما وأن كل تفصيل في هذا المكان يدعو للدهشة، حيث يستطيع الزائر أن يرى تفاصيل الأبراج الشاهقة التي عانقت السماء في إمارة دبي متجسدة في تماثيل من الثلج، بالإضافة إلى تماثيل لكائنات أليفة كالوزة على سبيل المثال. أما اللوحات الفنية التي عُلّقَت على جدران المطعم فتدعو إلى الدهشة والتساؤل.. هل تم صناعتها من الثلج أم أن اللوحة غلفت بالزجاج ومن ثم وضعت بطريقة أو بأخرى على هذه الجدران؟.. تفاصيل كثيرة قد تشد الزائر لهذا المكان في المرة الأولى، إلا أن ما ميز هذا المكان هو تغيير الديكورات الداخلية للمطعم كل ثلاثة أشهر ليبدو بعدها وكأنه ارتدى حلة جديدة. قائمة الطعام أما قائمة الطعام فهي نوع مختلف لا يمكن رؤيته إلا في مثل هذه الأماكن، حيث كتبت محتويات الطعام على قائمة مستطيلة جليدية، تضمنت مجموعة من الأكلات العربية والغربية، بالإضافة إلى مجموعة من المشروبات الساخنة والباردة، إلا أن المميز في أطباق الطعام الساخن هو طريقة تقديمها، حيث يقوم النادل بسرعة فائقة بتقديم هذه الأطباق مع الفحم ليحتفظ الطبق بسخونته التي لا تستمر إلى أكثر من دقيقة وبضع ثوان. أما بالنسبة للمشروبات الباردة فيتم تقديمها في كؤوس ثلجية بطريقه مميزة، وأما إذا كان المشروب ساخناً فيقدم في كؤوس مصنوعة من الألمنيوم، وكلتا الطريقتين تعتبران جديدتين لا تقدمان إلا في مطعم «الصقيع»، بعد الانتهاء من التمتع بالطعام والشراب أصبح من الضروري مغادرة هذا المكان قارص البرودة، لكن الغريب أن الشعور بالبرودة يبقى ملازماً الشخص حتى بعد مغادرته لأكثر من نصف الساعة.