أعلن أحد المحققين مع سائق أسامة بن لادن أن السائق سمع مصادفة زعيم القاعدة يقول إنه سعيد بعدد القتلى في هجمات 11 ايلول/ سبتمبر وأنه يعتقد أن الطائرة المختطفة التي سقطت في بنسلفانيا اُسقطت. وقصد علي صوفان وهو عميل سابق بمكتب التحقيقات الاتحادي أن يدعم بالدليل الذي ساقه دعوى ممثلي الادعاء في اللجنة العسكرية بخليج جوانتانامو بأن السائق سليم حمدان كان قريبا من قيادة القاعدة. وحمدان وهو أب يمني لتلميذين في الصف الرابع الابتدائي أول سجين بجوانتانامو يواجه محاكمة أمام اللجنة العسكرية المثيرة للجدل في القاعدة النائية في كوبا. وسيواجه عقوبة السجن مدى الحياة اذا اُدين. وقال علي صوفان إن بن لادن كان سعيدا بشأن النتائج وهو "حمدان" سمع بن لادن يقول إنه لم يتوقع أن تكون العملية بهذا النجاح، كان يعتقد أن ما بين الف و1500 سيهلكون لذا فقد كان سعيدا بالنتائج. كما قال صوفان إن حمدان أبلغه بمحادثة سمعها عندما كان يقود سيارة تقل بن لادن ونائبه أيمن الظواهري بعد الهجمات التي قتل فيها نحو ثلاثة آلاف شخص في نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا. وقال صوفان إن الرجلين كانا يقرأن مجلة وصفت المسارات الجوية لطائرات 11 سبتمبر ايلول المخطوفة.وأوضح صوفان أن بن لادن قال للظواهري طبقا لرواية حمدان "اذا لم يسقطوا هذه الطائرة الرابعة لكانت قد أصابت القبة". وأضاف صوفان " أعتقد أن القبة تعني أما الكونجرس أو البيت الأبيض، قال حمدان إنه لا يعرف ماذا يقصدان بالقبة". وسقطت طائرة شركة يونايتيد ايرلاينز في الرحلة 93 في حقل ببنسلفانيا. ولم يقل مسئولون أمريكيون أبدا إنها أسقطت لكن كان هناك تكهنات بشأن هذا الطرح في ذلك الوقت. وقال صوفان في وصفه للعلاقة بين السائق وزعيم القاعدة إن بن لادن أعطى حمدان بعض النصائح المتعلقة بالزواج حيث اقترح عليه العودة الى اليمن واختيار امرأة من اسرة تقية متدينة وعندما عاد حمدان بزوجة أقام بن لادن له احتفالا، وأضاف أنه يظهر علاقة وثيقة والفة. ويحاكم حمدان أمام لجنة عسكرية تحاكم المشتبه في أنهم إرهابيون أنشأتها ادارة بوش بعد هجمات 11 ايلول سبتمبر. وستقرر هيئة محلفين من ضباط عسكريين أمريكيين يشنون الحرب على الإرهاب ما اذا كان بريئا أو مذنبا. وانتقدت جماعات حقوق الإنسان ومحامو الدفاع نظام المحكمة بشدة ووصفوه أنه غير منصف. وصور ممثلو الادعاء حمدان على أنه سائق وحارس شخصي لزعيم القاعدة الهارب يمكنه الوصول الى الدائرة الداخلية للجماعة الإسلامية المتشددة. ويقول محامو الدفاع إنه كان يعمل بشركة تأجير سيارات فحسب ولم ينضم مطلقا للقاعدة. وفي اليوم الثالث للمحاكمة قال صوفان وهو أحد شهود الادعاء الذي استجوب حمدان إن بن لادن كان يعرف خاطفي 11 سبتمبر ايلول وأشاد بهم. وقال صوفان لهيئة المحلفين المؤلفة من ستة أعضاء "أشاد بهم وبشجاعتهم وسأل الله أن يقبلهم شهداء"، وتمكن حمدان من التعرف على صور بعض كبار قادة القاعدة وعلى مفجر انتحاري ضرب المدمرة الأمريكية الموجهة بالصواريخ يو.اس.اس كول في اليمن في عام 2000. وعرض ممثلو الادعاء لهيئة المحلفين سلسلة من لقطات الفيديو والصور. وتعرف صوفان على بن لادن وحمدان وهما يقفان معا. وفي إحدى الصور كان حمدان يمسك ببندقية الية. وتساءل ممثل الادعاء جون ميرفي " من يمكن أن يكون بهذا القرب من بن لادن، فرد صوفان بالقول " أشخاص يأتمنهم على حياته فيما يبدو". جوانتانامو: حمدان انسحب من قاعة المحكمة غادر سالم حمدان السائق السابق لأسامة بن لادن الأربعاء قاعة المحكمة في جوانتانامو احتجاجا على بث شريط فيديو عن استجوابه الأول أواخر 2001 الذي قدمه الادعاء. وقال حمدان ردا على سؤال عن انسحابه طرحه رئيس المحكمة العسكرية الاستثنائية في جوانتانامو كيث جي.الريد "عندما اكون هنا يستطيع محامي أن يتحدثوا، وعندما لا أكون هنا فانهم لا يستطيعون أن يتحدثوا". وقال أحد محاميه إنه لا يرغب في "مشاهدة شريط الفيديو هذا". وشدد الأميرال الريد على القول "سنستمر في مشاهدة شريط الفيديو هذا لأنه دليل". ويظهر شريط الفيديو حمدان الذي كان يرخي لحية كثة في ذاك الحين بعد يومين من اعتقاله في أفغانستان في تشرين الثاني/نوفمبر 2001، مكبل اليدين وتحت حراسة مسلحة. ويبدو المتهم في الشريط الرديء التصوير والملاحق بتهمة "التآمر" و"تقديم الدعم المادي للإرهاب" يرد بمواربة على سيل من الأسئلة حول الأغراض التي عثر عليها في السيارة التي كان يقودها، ومنها صاروخا جو-أرض. وسأله المحقق "ألا يطرح لك مشكلة وجود صواريخ في سيارتك؟"، فرد حمدان "السيارة ليست لي هي سيارته وقد وضع الصواريخ فيها وقال لي إنها يجب ألا تطرح مشكلة". وخلال هذا الحوار غالبا ما رفع حمدان صوته من غير أن يبدو قلقا. وقال "انتم لا تصدقوني، ولماذا أكذب؟ انا معتقل الان وتستطيعون القيام بكل ما تريدون". وعلى شريط فيديو ثان كانت الصورة فيه قليلة الوضوح أيضا، عن استجواب متأخر يبدو حمدان طليق اليدين ويشكو من الم في كاحله ومرهقا وقد تبدلت نبرته. فمن الأجوبة السريعة، انتقل الى الأجوبة البطيئة جدا المتعبة والساخرة أحيانا. وخلال هذا الاستجواب الثاني الذي أجري في تاريخ غير معروف، يكشف حمدان من تلقاء نفسه اسم صاحب السيارة وينظر مذعورا الى المحقق. ( رويترز، أ ف ب)