معركة المفاوضات مستمرة في جولة الدوحة حذر مزارعون من أوربا وإفريقيا وآسيا وكندا منظمة التجارة العالمية من أن اتفاق التجارة الذي يجري التفاوض عليه فى الأسبوع الثالث من يوليو 2008 قد يدمر صغار المزارعين ويضر بالبيئة ويزيد من الجوع. وفي اليوم الثاني من محادثات مكثفة تستمر أسبوعا بحثا عن انفراجة في جولة محادثات الدوحة المتعثرة لتحرير التجارة العالمية قالت جماعات تمثل صغار المزارعين لرئيس المنظمة باسكال لامي أن المقترحات خطيرة وغير مقبولة. وقالت جماعات المزارعين في بيان مشترك سلم إلى لامي "المزيد من تحرير التجارة سيفيد الشركات الزراعية الكبرى والشركات التجارية الدولية على حساب صغار المزارعين." ووافقهم فى الرأى بيكا بيسونن رئيس تكتل المزارعين في الاتحاد الأوربي أن أكبر المستفيدين من التحرير المقترح للتجارة سيكونون المصدرون الكبار للمنتجات الزراعية، وبعضهم من الاتحاد الأوربي لكن أغلبهم من البرازيل، والأرجنتين والولاياتالمتحدة وأستراليا. وفي حين يؤكد انه ليس ضد تحرير التجارة بشكل عام فانه يقول ان القواعد يجب ان تسمح باستخدام الدعم والتعريفات الجمركية لحماية معيشة الناس والبيئة وانتاج الغذاء المحلي. وتهدف جولة محادثات الدوحة ضمن اشياء أخرى الى فتح اسواق للصادرات الزراعية من الدول النامية، والحد من الدعم الكبير الذي يدفع للمزارعين في أوروبا وامريكا الشمالية الذي يبعد الاسواق عن المنتجات الزراعية من الدول النامية. والمزارعون الاوروبيون محميون منذ فترة طويلة بتعرفات جمركية مرتفعة على الواردات ودعم يبلغ حجمه الاجمالي أكثر من 40 مليار يورو سنويا. لكنهم قلقون من أن يقدم الاتحاد الأوربي تنازلات كبيرة فيما يتعلق بخفض التعريفات الجمركية على الواردات في محادثات منظمة التجارة، بينما يخشى الأفارقة من أن يتم إخراج المنتجين المحليين من أسواقهم الوطنية بسبب صاردات الأجانب إذا تم تخفيض التعريفات. استهلت منظمة التجارة العالمية جولة الدوحة للمفاوضات وسط مواقف خلافية بين دول الجنوب والشمال، وأعلنت أمريكا استعدادها لخفض الدعم الزراعي لإنجاح الجولة. فقد طالبت دول الجنوب بخفض الدعم للمحاصيل الزراعية في الدول الغنية، بينما طالبت دول الشمال بمزيد من التسهيلات في الدول الناشئة أمام منتجاتها الصناعية. معركة المفاوضات مستمرة في جولة الدوحة دخلت محادثات التجارة العالمية يومها الثالث الاربعاء في ظل اعتراض اقتصادات صاعدة مثل البرازيل، وجنوب افريقيا على عرضا أمريكيا بخفض الدعم الزراعي ووصفهم له بانه غير كاف. ويوم الثلاثاء قالت الولاياتالمتحدة انها مستعدة لخفض الحد الاقصى السنوي للدعم الزراعي المعطل لتجارة الى 15 مليار دولار -وهو مستوى أقل من الذي دفعته في سبع من السنوات العشر الماضية- من أجل بدء المحادثات. لكن الهند والبرازيل ودول نامية كبيرة أخرى قالت ان على واشنطن طرح تخفيضات أكبر قبل ان تقدم هذه الدول تنازلاتها لان الحد الاقصى المقترح يمثل فعليا مثلي مستوى الدعم الزراعي الامريكي في عام 2007. وقال وزير خارجية البرازيل سيلسو أموريم "في اطار الممكن سياسيا فان رقم 13 مليار دولار قريب من المعقول." وابدا كينت كونراد عضو مجلس الشيوخ الامريكي عن نورث داكوتا المنتجة للحبوب قلقه من خفض الدعم. واضاف ان ممثلة التجارة الامريكية سوزان شواب تبدو وكأنها "تفاوض ضد نفسها، فهي بالتأكيد لا تفاوض لصالح المزارعين الذي يعملون بجد في نورث داكوتا ومناطق أخرى بالبلاد." واشار مسئولون ان المحادثات بشأن حمل الدول النامية على فتح أسواقها أمام المنتجات المصنعة احتدمت، واوضح مسئولون تجاريون انهم يمدون حجوزات الفنادق للاسبوع الرابع من يوليو 2008 اذ ان المفاوضات من المرجح ان تمتد لما بعد السبت المقرر لاختتامها. ودون تحقيق انفراجة في القضية الاساسية المتعلقة بتجارة المنتجات الزراعية والمصنعة قبل حلول عطلة الصيف في أغسطس/ اب 2008 قد تظل جولة الدوحة معطلة لمدة عامين. والجولة التي تعتبر فرصة لدعم الاقتصاد العالمي ومكافحة الفقر واجهت أزمة بعد أخرى منذ بدئها في عام 2001. ويقول بعض المؤيدين ان استكمالها في عام 2008 سيوجه رسالة ضد سياسات الحماية التجارية مع تباطؤ الاقتصاد. واشادت شواب بعرض واشنطن بشأن الدعم ووصفته بانه يعد خطوة كبيرة، وقالت أن الدول النامية يتعين عليها اتباع خطاها وفتح اسواقها أمام المزيد من الواردات. وتشكو الدول النامية من أن الدعم الامريكي الكبير يخرج مزارعيها من السوق، ويخفض امدادات الغذاء ويسهم في الارتفاع الكبير في اسعار الغذاء العالمية. ويواجه الاتحاد لاوروبي كذلك دعوات لخفض التعريفات الجمركية على المنتجات الزراعية. (رويترز)