الجمهورية 22/7/2008 فجر صموئيل هيمنجتون العالم بقنبلة موقوتة في كتابه "صراع الحضارات" وبناء النظام العالمي الجديد وهو أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد والمستشار السياسي للمخابرات المركزية الأمريكية ونظريته تدعو لصراع الحضارات لغرضين من غير لف ودوران الغرض الأول فرض هيمنة الحضارة الغربية علي كل حضارات العالم ومحو الحضارة الإسلامية والحضارة الصينية من الوجود حتي يسهل قيادة أمريكا للعالم بأن تكون الحضارة الغربية مهيمنة علي كل الحضارات والغرض الثاني هو الاستيلاء علي ثروات العالم وخاصة البترول وسادت نظرية صراع الحضارات العالم كله ولكن في دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله. دعي إلي عقد مؤتمر عالمي يعقد في مدريد عاصمة اسبانيا حضره ملك السعودية وملك اسبانيا خوان كارلوس ورئيس وزراء اسبانيا وكثير من الشخصيات العالمية علي سبيل المثال توني بلير رئيس وزراء انجلترا السابق وسوار الذهب رئيس جمهورية السودان السابق ورئيس وزراء اليابان السابق ولأول مرة في تاريخ المؤتمر يدعو المؤتمر للحوار كل العقائد السماوية والعقائد الوصفية في كل أنحاء الكرة الأرضية من مسلمين ومسيحيين ويهود وهندوس وكنفشيوش وسيخ وغيرهم من العقائد الوصفية وتم دعوة المثقفين في كل أنحاء العالم علي اختلاف ميولهم الفكرية وفي حوار لمدة يومين تحدث الجميع بكل صراحة وبدون تحفظات وبدون خطوط حمراء حيث كان الدكتور عبدالله عبدالمحسن التركي رئيس رابطة العالم الإسلامي الرابطة الداعية للمؤتمر ديمقراطياً إلي أكثر درجات الحدود وكان دبلوماسياً إلي درجة كبيرة جداً لدرجة أن بعض اليهود حاولوا احداث مشاكل في المؤتمر ولكن بدبلوماسيته استطاع اقناعهم بوجهة نظره فقد كان دينامو المؤتمر وكان السبب الأول في نجاح المؤتمر بنسبة ألف في المائة حضور ملك السعودية عبدالله عبدالعزيز لما له من مصداقية بأنه يمثل وسطية الإسلام واعتداله وقد حضرت عشرات المؤتمرات عن حوار الأديان والثقافات ولكن نجاح مؤتمر مدريد فاق كل التصورات وفي تصوري لو صرفت السعودية مائة مليار دولار لاثبات وسطية الإسلام واعتداله وتلميع صورة السعودية في العالم لما وصلت إلي هذه النتائج التي وصل إليها مؤتمر مدريد وكانت النقطة الفاصلة في الجلسة الأخيرة وهي جلسة تلاوة التوصيات النهائية فكيف ترضي جميع هذه التيارات الدينية المختلفة في كل شيء في أنحاء العالم بدون تحفظات وقد كنت في لجنة صياغة مشروع التوصيات النهائية وأستطيع أن أجزم أن الفضل في ذلك للأمين العام المساعد للرابطة الدكتور عبدالرحمن الزيد الذي قرأ التوصيات النهائية وكانت معتدلة ومتوازنة بالنسبة لكل الديانات السماوية والوصفية فلم يعترض عليها أحد بل في نهاية المؤتمر ظل التصفيق لمدة ربع ساعة لرئيس رابطة العالم الإسلام الدكتور عبدالله عبدالمحسن التركي الذي يجبر الجميع بأدبه الجم وعلمه الغزير علي اعتباره والداً وقد أجمع كل الحاضريين في المؤتمر من مختلف رجال الدين الممثلين لكل الديانات السماوية والعقائد الوصفية والمثقفين في كل أنحاء العالم إن المستقبل للعالم لحوار الأديان وحوار الثقافات ونبذ الاتجاه الأمريكي الذي يدعو إلي صراع الحضارات والأديان لأن وراءه مصلحة سياسية واقتصادية للغرب وأهم التوصيات في تصوري أن تعقد اتفاقية دولية تحت رعاية الأممالمتحدة بأن يحل الحوار محل الصراع وتجريم الإساءة للديانات السماوية ورموز الديانات السماوية تجريماً دولياً وبعد مؤتمر مدريد الدولي في اعتقادي انه نقطة فارقة في تاريخ الإنسانية باتباع أسلوب حوار الحضارات بدلاً من صراع الحضارات وهذا ما تؤكده كل الأديان السماوية بالحوار ونبذ الصراع فقد ورد في القرآن في سورة الحجرات آية 13: "ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا" وقد جاء في الانجيل في انجيل متي الاصحاح الخامس "وأي بيتاً دخلتموه فألقوا علي أهله سلاماً" وجاء في التوراة في الوصايا العشرة أول وصية لا تقتل وأنا كمسيحي أعتز بمسيحيتي أري أن المستقبل لحوار الحضارات بدلاً من الصراع.