أكد الفريق الطبى لحديقة الحياة البرية فى مدينة كونمينغ، عاصمة مقاطعة يوننان جنوب غرب الصين أن غالبية حيوانات الباندا العملاقة التى نجت من زلزال 12 مايو المدمر تعانى صدمة عصبية جراء تلك الكارثة وتحتاج الباندة لبعض الوقت ربما عامين على الأقل حتى تعود لحالتها الطبيعية، إذ لايزال يراودها شبح التوابع المتلاحقة والانهيارات الأرضية واضطرارها إلى مغادرة موطنها الأصلى والسفر للعاصمة بكين وكونمينغ وشيانغجيانغ فى قوانغتشو الجنوبية، حيث مقار سكنها الجديد. ودلل الفريق الطبى على ذلك بواقعة حدثت مؤخرا فى الحديقة، إذ وقفت الباندا "سى جيا" على ساقيها الخلفيتين محاولة انتزاع وعاء اللبن من حارس الحديقة. وخلال المناوشة بينها وبين الحارس، سقط الوعاء المعدنى وأصدر صوتا مدويا لدى إصطدامه بالأرض، مما سبب حالة فزع شديد لدى كل حيوانات الباندا العملاقة فى الحديقة ظلت معها ولمدة أسبوع كامل تخشى الاقتراب من حارس الحديقة وسلطانية اللبن ولاتستطيع النوم، وكذلك حدث الأمر ذاته لدى سماعها أصوات البرق والرعد التى اجتاحت الصين طوال الأسبوع الماضى. كان زلزال 12 مايو - الذى بلغت قوته 8 درجات بمقياس ريختر - قد دمر الموطن الأصلى للباندا فى محمية وولونغ الطبيعية فى مقاطعة سيتشوان، حيث يعيش أكثر من 150 حيوان بندا، حيث انهارت 32 حظيرة وفقدت ستة حيوانات باندا وتم العثور على واحدة من المفقودين لاحقا وأخرى نافقة. ويعكف الخبراء حاليا على وضع مخطط لإعادة بناء مركز وولونغ - الذى كان على بعد 30 كيلومترا فقط من مركز الزلزال بمدينة ونتشيوان - على أن يتم نقله من قاعدته فى ختابينغ إلى هوانغتساوبينغ وهو المخطط الذى تبلغ تكلفته الاستثمارية مليارى يوان (290 مليون دولار أمريكى)، حيث سيضم كذلك مختبرا ومستشفى للباندا وحظيرة لصغار الباندا تبلغ مساحتها 1500 متر مربع ومنطقة لزراعة البامبو "غذاء الباندا الرئيسى" ومن المنتظر أن يتم الانتهاء من أعمال البناء عام 2015. (أ ش أ)