بدء الغاز المصرى يتدفق إلى سوريا بشكل تجريبي عبر خط الغاز العربى تنفيذا للاتفاقية الموقعة بين حكومتي مصر وسوريا ببيع الغاز المصرى بأسعار تفضيلية. وكان وزير النفط والثروة المعدنية السورى سفيان العلاو قد أعلن الخميس أن الغاز المصري وصل بالفعل مساء الأربعاء الى محطة ديرعلي بكميات محدودة حيث ستتزايد هذه الكميات تدريجيا خلال الأيام القليلة القادمة وفق الاتفاق الموقع مع الجانب المصرى بهذا الشأن. وقد تم الاتفاق على مشروع الخط العربي في عام 2000 لتصدير الغاز المصري الى الأردن ولبنان وسوريا. وتم الانتهاء في وقت سابق من هذا العام من جزء رئيسي من الخط يمتد داخل سوريا وهناك خطط لمد خط الأنابيب الى تركيا لنقل صادرات الغاز العربي الى أوربا. وقد اتفقت سوريا مع مصر لاستجرار الغاز المصري عبر خط الغاز العربي بأسعار تفضيلية بعد إنجاز الاختبارات اللازمة للخط للاستفادة منه في شبكة الغاز السورية وخصوصا في تشغيل محطة ديرعلي لتوليد الطاقة الكهربائية بكامل طاقاتها. وكان من المقرر أن يبدأ ضخ الغاز المصرى عبر مشروع خط الغاز العربى الذى ينطلق من العريش مرورا بالأردن الى سوريا فى 21 مارس 2008 خاصة أن الأعمال التنفيذية أنجزت وفق ما هو متفق عليه والضغط النظامي وصل إلى 54 بارا في المحطة الحدودية، إلا أن الضخ تأخر لأسباب فنية وتم الانتهاء منها بين الأطراف الثلاثة فى مصر والأردن وسوريا وتتدرج الكمية المقرر ضخها بحسب الاتفاقية الموقعة ما بين مصر وسوريا في السنة الأولى من 9 مليارات م3 بواقع 2.5 مليون م3 في اليوم الى 6 ملايين م3 في اليوم. ويعتبر مشروع الغاز العربي مشروعا مهما وحيويا لقطاع الكهرباء خاصة وأن سوريا تنتج 40% في الوقت الحاضر من الطاقة الكهربائية من الغاز وعند استجرار الغاز المصري سيتيح لها فرصة تنفيذ بناء محطات توليد جديدة وتوسيع استخداماتها فى العديد من الأنشطة الصناعية والتى ستساهم بحجم كبير فى التقليل من مادة المازوت التى ارتفعت أسعارها وانعكست بشكل سلبى على حركة الأسعار والحياة للمواطن السورى. وتجدر الإشارة أن المرحلة الأولى من مشروع خط الغاز العربي الممتد من الحدود السورية الأردنية الى منطقة الضمير قد أنجزت فيما سيتم إنجاز مشروع معمل غاز منطقة الفرقلس الجديد في محافظة حمص قريبا وهو يعمل على إنتاج 7 ملايين متر مكعب من الغاز يوميا ليزود بها الشبكة السورية للغاز البالغ طولها 2500 كيلومتر لنقل الغاز المنتج والنظيف الى محطات الكهرباء في سوريا وشركة الأسمدة ومختلف القطاعات التنموية والاقتصادية وبكمية تصل الى 12 مليون متر مكعب. وتنتج سوريا حاليا 22 مليون متر مكعب يوميا من الغاز يستخدم منها 12 مليون متر مكعب للمستهلكين إضافة إلى أربعة معامل قيد التنفيذ لمعالجة الغاز وإنتاج الغاز النظيف ستنجز بنهاية عام 2010 لإنتاج 16 مليون متر مكعب. وتأمل سوريا أن تكون من الدول المصدرة للغاز عبر مشروع الغاز العربى من خلال توقعاتها بوجود اكتشافات للغاز على أراضيها بكميات كبيرة إلا أنها ووفقا لتصريحات الوزير السورى أنها سوف تعتمد فى المرحلة الراهنة على الغاز المصرى نظرا لأن إنتاجها الحالى لا يفى بمتطلبات السوق المحلى خاصة فى ظل التوسع فى المشاريع الاقتصادية والصناعية والاستثمارية. (أ ش أ)