مطلع مقال لكاتب صحيفة الجارديان البريطانية "مارتن وولاكوت" تحت عنوان أكثر إثارة هو "السيانيد على الطاولة" يقول فيه إن المائتي دولار كسعر لبرميل النفط قد تصبح حلما بعيد المنال إذا صعب الوصول إلى الاحتياطي الموجود في الحقول الإيرانية وغيرها في الشرق الأوسط بعد الرد الانتقامي الذي ستشنه إيران. ويقول الكاتب ستذوي التجارة وتقف عجلة الاقتصاد وتنزلق أفغانستان والعراق ولبنان إلى الفوضى من جديد وستضطرب باكستان بشدة وينتعش التطرف في الفراغ المتولد.ومما زايد من قلق وولاكوت ونظرائه اختبارات الصواريخ التي أجرتها إيران الأربعاء على صواريخ ومنها شهاب 3 المعدل والتي ركزت عليها الصحف البريطانية الخميس. ويرى الكاتب أن إدارة بوش الغاضبة غير النادمة والتي تريد أن تترك بصمة على التاريخ لم تستطع وضعها في العراق قد تفكر في شن هجوم على إيران. ويخلص الكاتب بعد استعراضه لموقف إيران التفاوضي إلى أنه من غير الممكن أن ترضى إيران بصفقة تحرمها تماما من إمكانية الحصول على أسلحة نووية، وإنه لو حدث وقررت قبول ذلك فلن يكون قبل مرور فترة طويلة تشعر فيها بالاطمئنان وتكون خالية من التهديدات التي ساعدت في خلق الأزمة الحالية. وبنفس المعنى تنشر صحيفة الإندبندنت افتتاحية بعنوان "حاذروا من استدراج المتشددين" تحذر فيها من إطلاق التهدديات ضد إيران لأن هذا بالضبط هو ما يريده المتشددون فيها.وتنبه الصحيفة إلى أن عقدة الملف النووي مرتبطة بالصراع على السلطة داخل إيران، وتشير إلى أن هناك إشارات إلى أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد يخسر منصبه في الانتخابات المقبلة المقرر إجراؤها العام المقبل.وتفسر الصحيفة ذلك بارتفاع معدل البطالة في البلاد وبلوغ معدل التضخم 30% والاستياء العام من انتشار الفساد في المؤسسات الرسمية. وتحذر من أن أحمدي نجاد قد يلتف برداء الوطنية لتدعيم موقفه في الداخل وبالتالي فعلى العالم الخارجي ان يحاذر من تقديم نفسه طعما. وترى الصحيفة سببا آخرا للحذر في التعامل مع إيران وهو علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني والذي أزيح من منصبه كمسؤول عن الملف النووي بسبب اتخاذه موقفا عمليا في المفاوضات قد يكون منافسا لأحمدي نجاد له مصداقيته في الانتخابات. ولهذا ترى الصحيفة أنه لا بد من كبح جماح الصقور في إسرائيل وواشنطن، وأن الحوافز التي قدمها الاتحاد الأوروبي لإيران لتطوير برنامجها النووي السلمي أقدر على إحباط التهديد الإيراني من ضرب طبول الحرب